مدريد - أحمد سياف

في يناير 2016 قدم زين الدين زيدان كمدرب لريال مدريد، وهو الشهر الذي حفر اسمه ذهبيًا في تاريخ الميرنغي، حيث عاش النادي فترة استثنائية جعلته يفرض هيمنته محلياً وأوروبياً.

في ديسمبر الماضي حقق ريال مدريد لقبه الثامن مع زيدان من أصل 10 بطولات لعبها الفريق، وبطولاته تتمثل في لقب للدوري الإسباني ولقبين لدوري أبطال أوروبا، ولقبين لمونديال الأندية، ولقبين للسوبر الأوروبي، ولقب في السوبر الإسباني.



حطم زيدان الكثير من الأرقام القياسية خلال فترته في ريال مدريد، ففي كارديف كان أول مدرب يفوز بدوري الأبطال بالنسخة الجديدة مرتين متتاليتين.

أسطورية المدير الفني الفرنسي توسعت عبر تحقيقه لأفضل عام في تاريخ النادي وهو 2017، في هذا العام فاز ريال مدريد بـ5 بطولات.

قاد زيدان الثورة الفرنسية في الريال منذ أن قدمه بيريز كمدرب، فأعاد الحياة للريال، مع الهدوء ودون ضجة، جمع زيدان فريقه حوله واستعاد وتيرة الجمال المفقودة في ريال مدريد منذ زمن.

لم يتفوق زيدان بتفوقه التكتيكي في إدارة المباريات فحسب، بل في إدارة بارعة لغرفة خلع الملابس، حيث استطاع توحيدهم وإرضاؤهم بـ( كاريزما) لاعب سابق تجعل الجميع يقدم أقصى ما لديه بثقة المدرب.

استطاع زيدان إقناع كريستيانو بالمداورة والراحة بعد مشاورات ومحادثات، نتج عن ذلك كريستيانو بفورمة خرافية بنهاية الموسم.

وكما كان الحال كلاعب، يمتاز زيدان بحسن قدرته على إدارة العلاقات، ودائماً ما كان منصفاً مع الجميع.

وبالتمعن في شخصية زيدان فقد وضع جانباً كل الكلمات العنجهية التي كان يطلقها سابقاً مدربون آخرون سبقوه، وبات هادئًا في حديثه واضعاً الكلمات الصحيحة في مكانها.

لعل أبرز حادثة خرج فيها زيدان عن طوره كانت بعد طرد وإيقاف رونالدو بعد كأس السوبر أمام برشلونة، وانفعاله الكبير تخلص في قوله للاتحاد الإسباني "هنالك شيء ما عن رونالدو؟!".

يتمتع زيدان برزانة تجعله يسيطر على الأمور ببراعة كما كان يسيطر على الكرات وهو لاعب، وهو نقيض لمورينيو ووريث شرعي لكارلو أنشيلوتي.

اليوم ربما يمر زيدان في أصعب فترة بعد خسارة الكلاسيكو، كما وأنه بدأ يدفع ثمن احتفاظه وتمسكه الشديد بمواطنه كريم بنزيما. وبعد تعاقد البرسا مع كوتينيو بات لزاماً على زيدان التفكير في مصلحة الفريق أولاً وعدم العناد في أي يؤكد عدم حاجة ريال مدريد للاعب جديد في الميركاتو.. حتى لا تتحول البسمة إلى نكسة لا يحمد عقباها.