* مسؤول أمريكي: ترامب لا يرغب في إعفاء إيران من العقوبات ويدرس فرض قيود أخرى

* الرئيس الأمريكي منفتح على الحوار بين واشنطن وبيونغ يانغ

* قاض فيدرالي يجمد قرار ترامب إلغاء برنامج للشبان المقيمين بشكل غير شرعي



واشنطن - نشأت الإمام، وكالات

انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النظام القضائي الأمريكي الأربعاء وقال إنه "متصدع وجائر" بعدما عرقل قاض اتحادي تحركه لإنهاء برنامج يحمي المهاجرين صغار السن الذي وصلوا إلى الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة مع آبائهم، فيما قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن ترامب أبدى في جلسات خاصة عدم رغبته في إعفاء إيران من العقوبات رغم توصيات من مستشارين له بأن يفعل ذلك وإنه سيسعى لاتخاذ قرار خلال اجتماع مع مساعديه لشؤون الأمن القومي الخميس، في حين أبلغ المسؤول أن كبار مستشاري ترامب سيوصونه بأن يمدد الإعفاء من العقوبات، في إطار الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، قبل أن تنقضي مهلة اتخاذ القرار الجمعة.

من جهة أخرى، قال الرئيس الأمريكي إنه منفتح بشروط على إجراء مباحثات مباشرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية خلال محادثة هاتفية مع رئيس كوريا الجنوبية، وفق ما أعلن البيت الأبيض في بيان.

ووصف ترامب النظام القضائي بانه "غير عادل" و"لم يعد فعالاً" بعد قرار قاض في كاليفورنيا تجميد إلغاء برنامج يسمح للمهاجرين الشباب الذين لم تتم تسوية أوضاعهم بالعمل والدراسة في الولايات المتحدة.

وقال ترامب إن قرار القاضي يكشف "إلى أي درجة نظامنا القضائي غير عادل ولم يعد فعالاً عندما يجري الطرف المعارض في قضية "مثل مسألة البرنامج" إلى الدائرة التاسعة ويكسب دائماً تقريباً قبل أن تقلب محاكم أعلى القرار". وقبيل تصريحات ترامب وصف البيت الأبيض قرار القاضي بأنه "فضيحة".

وأعلنت إدارة ترامب في سبتمبر أنها ستلغي البرنامج مما أدى لرفع دعاوى قضائية في عدد من المحاكم الاتحادية من مدعين عموم ديمقراطيين في الولايات ومن منظمات وأفراد.

وحكم القاضي وليام ألسوب في سان فرانسيسكو بأنه ينبغي أن يظل البرنامج ساريا إلى أن تتم تسوية النزاع القضائي بشأن قرار ترامب.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر "هذا يظهر ببساطة للجميع إلى أي مدى نظامنا القضائي متصدع وجائر عندما يسرع الطرف الآخر "مثلما حدث مع برنامج حماية المهاجرين الصغار" إلى الدائرة التاسعة ودائماً تقريباً يكسب "الحكم" قبل أن تبطله محاكم أعلى درجة".

وفي وقت سابق الأربعاء وصف البيت الأبيض الحكم بأنه "مشين".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان "قضية بهذا الحجم ينبغي أن تمر بالعملية التشريعية الطبيعية.. الرئيس ترامب ملتزم بحكم القانون وسيعمل مع أعضاء الحزبين للتوصل إلى حل دائم يصحح الأفعال غير الدستورية التي اتخذتها الإدارة السابقة".

وقضى ألسوب بأن الحكومة الاتحادية ليست مضطرة للبت في الطلبات الجديدة ممن لم يحصلوا من قبل قط على حماية بموجب البرنامج. لكنه أمر الحكومة بالاستمرار في التعامل مع طلبات التجديد ممن سبق لهم الاستفادة من البرنامج.

وقد يعرقل القرار المفاوضات بين ترامب وزعماء الكونغرس بشأن الإصلاحات في مجال الهجرة. ووصفت ساندرز القرار بأنه "مشين لا سيما في ظل اجتماع الرئيس الناجح مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ من الحزبين في البيت الأبيض" بشأن إصلاح مجال الهجرة الثلاثاء.

ووافق ترامب يوم الثلاثاء على اتفاقية موسعة للهجرة ستمنح الملايين من المهاجرين غير الحاملين للوثائق اللازمة طريقا للمواطنة قائلاً إنه سيكون مستعداً "لاتخاذ الإجراءات اللازمة" سياسياً من أجل ذلك، على الرغم من أن العديد من مؤيديه المتشددين ينظرون إلى الأمر على أنه غير مقبول.

وأدلى الرئيس بهذه التصريحات خلال اجتماع موسع مع عدد من أعضاء الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين الذين قدموا اتفاقاً قصير الأجل يمدد الوضع القانوني للمهاجرين غير الحاملين للوثائق اللازمة الذين يقدمون إلى الولايات المتحدة. وقال ترامب إن مثل هذه الصفقة يجب أن تكون مصحوبة بأموال جديدة لجدار الحدود وإجراءات جديدة للحد من المهاجرين ومنعهم من جلب أفراد أسرهم إلى البلاد في المستقبل، وهو ما كرره خلال الاجتماع أكثر من مرة.

وقال ترامب للسيناتور الجمهوري في ولاية كارولينا الجنوبية ليندسي جراهام، وهو الذي طرح الفكرة خلال الاجتماع في غرفة مجلس النواب بالبيت الأبيض الثلاثاء "إذا كنت تريد أن أعتبر ذلك خطوة أخرى، فسأخذ المبادرة".

وكان اجتماع البيت الأبيض استثنائياً، وكان عبارة عن جلسة تفاوض موسعة نقلتها القنوات الإخبارية. وقد عاد ترامب مراراً إلى دعوته إلى مشروع قانون واسع وشامل للهجرة، حتى في حين حذر المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون من إخفاقات الماضي. وأشار بعض الجمهوريين إلى أن الرئيس كان طموحا جدا.

وقال ترامب إنه يؤيد نهجاً من مرحلتين من شأنه أن يدون أولاً تدابير الحماية التي تم إنشاؤها في إطار داكا، أو العمل على تأجيل القوانين حول طفولة الوافدين، والبرنامج الذي كان قد أعده أوباما في عهده والذي انتقل العمل به إلى نهاية مارس، ومن ثم التعامل مع المهاجرين الآخرين غير الموثقين. ويصر الديمقراطيون على أن البرنامج الذي يعفى من عمليات الترحيل وتصاريح العمل للمهاجرين الذين يصلون إلى الولايات المتحدة دون الحصول على ترخيص سيكونون جزءاً من أي اتفاق طويل الأجل لتمويل الحكومة بعد 19 يناير عندما ينتهي التمويل الحالي.

إلا أن الرئيس قال إن العمل على إجراء الهجرة الأكثر طموحاً سيكون ممكناً "بعد ظهر اليوم التالي". وقد ثبت أنه من المستحيل سياسياً القيام بمحاولات سابقة لإقامة حل وسط واسع النطاق للهجرة بين الحزبين خلال رئاسة أوباما ورئاسة جورج دبليو بوش.

وقال غراهام لترامب "لقد خلقتم فرصة هنا، سيدي الرئيس، وأنت بحاجة إلى إغلاق الصفقة".

وقال الرئيس، الذي كان يجلس مع أعضاء كلا الطرفين خلال اجتماع في البيت الأبيض لمناقشة اتفاق تضييق فرص الهجرة، أن هناك مجالاً للتوصل إلى حل وسط حول القوانين السارية الآن.

وقال ترامب للديمقراطيين "لدينا شيء مشترك، نود أن نرى ثمرات هذا التقارب في اتفاق علينا القيام به".

إلا أن الرئيس قال إنه سيصر على فرض قيود جديدة صارمة على الهجرة كجزء من أي إجراء من هذا القبيل. وقال ترامب الذي وضع شروطاً يرى الكثيرون من الديمقراطيين أنها غير مواكبة، أنه يتعين على التشريع تحصين حدود البلاد. وهو مصطلح يستخدمه منتقدي الهجرة للإشارة إلى قدرة المهاجرين على جلب أفراد أسرهم الممتدة إلى الولايات المتحدة بعد اكتساب وضعهم القانوني الخاص، وإلغاء برنامج اليانصيب "اللوتري".

وقال ترامب "أعتقد أن الديمقراطيين والجمهوريين الذين يجلسون في هذه القاعة، يريدون حقاً الحصول على شيء ما".

وقال عضو مجلس الشيوخ ريتشارد ج. دوربين، وهو من الديمقراطيين فى ولاية إيلينوى، ومؤيد رئيس لتدعيم حماية قوانين الهجرة الحالية، إن "أعضاء حزبه سيدعمون بعض الإجراءات الأمنية الحدودية"، بيد أنهم أشاروا إلى أن اتخاذ إجراءات لحماية المهاجرين غير الحاملين للوثائق اللازمة من الترحيل أمر عاجل بالنظر إلى أن منحهم القانونية ستبدأ الحالة في بداية شهر مارس القادم.

وقال دوربين:"الحياة معلقة في الميزان". واضاف "لدينا الوقت للقيام بذلك".

لكن ترامب في دعمه لتدبير أوسع نطاقاً للهجرة، -بحسب المحللة السياسية سوزان مور- كان يعطي لمحة عامة نادرة عن دافع أعرب عنه بشكل خاص للمستشارين والمشرعين وهو الرغبة في حل مشكلات متجذرة للمهاجرين البالغ عددهم 11 مليوناً ممن لا يحملون وثائق بالفعل والذين يعيشون ويعملون في الولايات المتحدة. وقالت مور لـ "الوطن"، "من شأن هذا الإجراء أن ينفر عدد من ناشطي الهجرة المتشددين الذين قاموا بدعم ترامب خلال حملته الانتخابية وساعدوه على الفوز بالرئاسة، حيث يصف العديد منهم بأنه عفو عن منتهكي القانون".