ذكر تقرير للأمم المتحدة أن إيران انتهكت الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على إرسال أسلحة إلى اليمن بامتناعها عن منع وصول صواريخ بالستية إلى المتمردين الحوثيين أطلقت على السعودية، مؤكدا بذلك الاتهامات السعودية لطهران بالتورط في اليمن.

ولم يورد التقرير الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس الجهة التي قامت بتسليم هذه الصواريخ، لكنه قال إن حطام الصواريخ التي فحصها خبراء من منشأ ايراني.

وقال التقرير الذي عرض على مجلس الأمن الدولي الثلاثاء إن الخبراء "تعرفوا على مخلفات صواريخ مرتبطة بتجهيرزات عسكرية وآليات عسكرية جوية مسيرة من منشأ إيراني أدخلت إلى اليمن بعد فرض الحظر على الأسلحة" في 2015.


وأضاف التقرير الذي يقع في 79 صفحة "نتيجة لذلك، يعتبر فريق الخبراء أن إيران لم تمتثل للفقرة 14 من قرار مجلس الأمن رقم 2216" حول حظر نقل الأسلحة الى اليمن.

وكانت إيران نفت بشدة تسليح الحوثيين واتهمت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي الشهر الماضي بتقديم أدلة "مفبركة" على أن صاروخا أطلق على الرياض في الرابع من نوفمبر كان إيراني الصنع.

وأبلغت هايلي مجلس الأمن الدولي في ديسمبر بأن الولايات المتحدة ستدفع باتجاه تحرك ضد إيران بسبب الهجمات الصاروخية التي تستهدف حليفتها، لكن روسيا أعلنت على الفور أنها لن توافق على خطط من هذا النوع.

وحذر خبراء من أن الهجوم الصاروخي على مطار الرياض "غير جوهر النزاع ويمكن أن يحول نزاعا محليا إلى نزاع إقليمي أوسع"، لافتين أنهم يحققون في ما إذا كانت إيران قد أرسلت "مستشارين" لمساعدة الحوثيين في حربهم ضد التحالف الذي تقوده السعودية.

وسافر الخبراء المكلفون مراقبة الحظر على الأسلحة إلى السعودية في نوفمبر، ثم قاموا الشهر الماضي مجددا بفحص بقايا صواريخ اطلقها الحوثيون في مايو ويوليو ونوفمبر وديسمبر. وأكدوا أن مواصفات بقايا الصواريخ "مطابقة لصاروخ قيام-1 الايراني التصميم والصنع"، وأنه "من شبه المؤكد أنها من أنتاج المصنع نفسه"، مشيرين في التقرير إلى أن الطائرات بدون طيار "مماثلة في شكلها في التصميم" لطائرات مسيرة إيرانية تصنعها المؤسسة الإيرانية لصنع الطائرات.

ورأى الخبراء أن طهران "لم تتخذ التدابير اللازمة لمنع توريد أو بيع أو نقل صواريخ بركان 2 اش القصيرة المدى بشكل مباشر أو غير مباشر وخزانات أكسدة سائلة ذاتية الدفع تعمل بالوقود الحيوي للصواريخ وطائرات بدون طيار من نوع ابابيل" إلى الحوثيين.

وفي تقرير منفصل الشهر الماضي كشف أن مسؤولين في الأمم المتحدة فحصوا حطام صواريخ ووجدوا أنها "من منشأ واحد"، لكنهم لم يتمكنوا من تأكيد أن مصدرها هو ايران.

ويشهد اليمن الذي يعد من أفقر الدول العربية، نزاعا وتدخلا من تحالف تقوده السعودية منذ مارس 2015 دعما لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، حيث قتل أكثر من 8750 شخصا في هذه الحرب في اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية حسب ما قالت الأمم المتحدة.