هذا ما يحدث عندما تتحالف دولة مثل قطر مع جمهورية إرهابية مثل إيران بنظامها الأرعن الذي ينقل عدوى الرعونة والغباء والكذب إلى كل من يتحالف معه ويضع يده في يده، وقد تمثل ذلك فيما ادعته قطر مؤخراً بشأن اختراق طائرة عسكرية إماراتية لأجوائها، وتقديم السلطات القطرية ذلك السيناريو الركيك والإخراج الضعيف لفبركتها الجديدة على الإمارات إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها.

قطر لم ولن تكون لتقدم على هذا التصعيد لولا إيران أو تركيا اللتان هما ما تبقيتا لقطر من متحالفين، وخاصة إعلام النظام الإيراني الذي يقوم على هذا النوع من التضليل والكذب والتدليس والفبركات على الآخرين، وبالرغم من براعته في ذلك، إلا أنه سرعان ما يفقد بريقه، وينكشف زيفه، لأن الكذب لا يدوم والناس ليسوا سذجاً ليستمروا في تصديق كل ما ينطق به إعلام النظام الإيراني، حتى الدول الغربية أصبحت تعي ذلك جيداً، وخصوصاً في هذا الوقت الحرج جداً على هذا النظام الذي بات مهدداً في وجوده وبقائه بسبب انتفاضة الشعب الإيراني ضده، وقطر هي الأخرى عليها أن تبتعد عن هذا النظام الذي أصابها بالعدوى بشأن الكذب والتضليل الإعلامي، ومنها ما يتعلق بحادثة اختراق الطائرة الإماراتية لسيادة قطر الجوية.

قطر ذكرت في شكواها لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتداولته وسائل إعلام قطرية الخميس الماضي 11 يناير «أن في يوم الخميس 21 ديسمبر 2017، في الساعة 09:45 قامت طائرة حربية إماراتية تحمل الرمز التعريفي 0403، قادمة من المجال الجوي لدولة الإمارات العربية المتحدة، باختراق المجال الجوي لدولة قطر على ارتفاع 33400 قدم، وبسرعة 460 عقدة، لمدة دقيقة». انتهى.

وهناك تساؤلات هامة في هذا الجانب، إذا وقع هذا الحادث كما تدعي قطر بتاريخ 21 ديسمبر فلماذا انتظرت كل هذا الوقت حتى تقدم الرسالة أو الشكوى للأمم المتحدة ولمجلس الأمن التابع لها؟ مع العلم أن تاريخ الرسالة التي نقلتها مندوبة قطر لدى الأمم المتحدة يعود تاريخ تسجليها إلى 4 يناير، أي أن قطر انتظرت قرابة أسبوعين حتى ترسل رسالتها أو شكواها إلى مجلس الأمن بشأن الطائرة الإماراتية التي اخترقت سيادة قطر كما تدعي الأخيرة.

والتساؤل الآخر هو، إذا وقعت دولتان في خصام أو قطيعة كما هو حاصل الآن بين الإمارات وقطر، وحدث مثل هذا «السلوك» الإماراتي على سيادة قطر الجوية كما زعمت الدوحة، أليس من مصلحة قطر استغلال هذا الحادث الذي نصنفه في الصحافة بأنه خبر «غير متوقع»، بمعنى أن قطر تستغل هذا الشيء لصالحها و«تطير» فيه إلى كل العالم لإظهار بأنها «المعتدى عليها» وعلى سيادتها وأن الإمارات لا تحترم السيادة ولا القوانين الدولية المتعلقة بذلك، وهنا يجب أن يكون عنصر «السرعة» هو الأصل وليس البطء أو الانتظار لقرابة أسبوعين.

ولكن لا غرابة في ذلك، فتخبطات قطر في كل شيء أصبحت ظاهرة وبوضوح أكثر من السابق، وهذا مصير كل من يضع يده بيد نظام قمعي قائم على الكذب والدجل والفبركات والتدليس مثل النظام الإيراني، ومع النظام التركي الإخواني الذي أصبح مكشوفاً فهو نظام يقوم على حلم عودة «العثمانيين» للسيطرة على العرب مجدداً، ولا مانع أن تكون قطر هي البوابة لتحقيق ذلك الحلم.

الإمارات الحبيبة لن تسكت ومثلما قال وزير دولتها للشؤون الخارجية أنور قرقاش إنها سترد على تلك الادعاءات القطرية بالأدلة والبراهين، واعتبر قرقاش شكوى قطر غير مبررة ووصفها بالمرتبكة، ولكن أرجو من الإمارات المطالبة برد اعتبارها بشأن كذب قطر وتدليسها لكي يكون ذلك بمثابة الدرس لقطر، حتى لا تكرر تصرفاتها الرعناء مع دول أخرى.