* بنس: نقل السفارة الأمريكية إلى القدس نهاية 2019

* النواب العرب بـ "الكنيست" يحتجون ويقاطعون خطاب بنس



* غضب فلسطيني من تحرك ترامب إزاء القدس

* عباس يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي لعاصمة فلسطينية بالقدس

* إضراب شامل بغزّة احتجاجا على الحصار الإسرائيلي

* إضراب بالضفة المحتلة الثلاثاء احتجاجا على زيارة بنس

نيويورك - نشأت الإمام، غزة - عزالدين أبوعيشة، وكالات

تعهد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الاثنين في خطاب ألقاه أمام البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" بأن السفارة الأمريكية ستفتح أبوابها قبل حلول نهاية العام المقبل، مؤكدا أن "القدس عاصمة إسرائيل". وفي بروكسل، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يقاطع زيارة بنس، الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف "سريعا" بفلسطين كدولة مستقلة معتبرا أن ذلك لن يكون عقبة أمام استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل.

وتخلل خطاب بنس العديد من الإشارات من الكتاب المقدس، ولقي تصفيقا حارا من النواب الإسرائيليين. في المقابل، انتقد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات خطاب بنس، واصفا إياه بـ "التبشيري" وبانه "يشكل هدية للمتطرفين".

في غضون ذلك، عمّ الإضراب الاقتصادي الشامل كافة المؤسسات التجارية في قطاع غزة، احتجاجًا على الانهيار الاقتصادي الذي يُصيب كافة مناحي الحياة، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 11 عامًا، فيما شهدت الضفة الغربية المحتلة أيضا إضرابًا شاملًا باستثناء قطاعي التعليم والصحة، تنديًدا بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بشأن القدس، وتنفيذا لقرارات المجلس المركزي بتفعيل المقاومة الشعبية السلمية، واحتجاجًا على زيارة نائب الرئيس الأمريكي.

وقال بنس في خطاب أمام الكنيست إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام الشهر الماضي "بتصحيح خطأ عمره 70 عاما. وأبقي على كلمته للشعب الأمريكي عندما اعلن أن الولايات المتحدة ستعترف أخيرا بأن القدس عاصمة إسرائيل".

وأضاف "القدس عاصمة إسرائيل، ولهذا وجه الرئيس ترامب تعليماته لوزارة الخارجية للبدء فورا بالتحضيرات لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس" وسط تصفيق الحضور.

وبحسب بنس فأنه "في الأسابيع المقبلة، ستقدم الإدارة خطتها لفتح سفارة الولايات المتحدة في القدس. وستفتح سفارة الولايات المتحدة قبل نهاية العام المقبل".

وقبل لحظات من بدء خطابه، طرد النواب العرب من القائمة العربية المشتركة بعد احتجاجهم ورفع بعضهم لافتات تقول "القدس عاصمة فلسطين".

ووسط تصفيق النواب الإسرائيليين وكذلك رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، تم إخراج نواب القائمة المشتركة بالقوة.

وفي وقت سابق، أكد النواب العرب من القائمة العربية المشتركة في الكنيست مقاطعتهم لخطاب بنس.

من جهته قال عضو الكنيست احمد الطيبي "أعتقد أن امن الكنيست والمسؤولين الإسرائيليين كانوا يشكون باننا سنقوم بهذه الخطوة، فعندما وقفنا وحملنا صور القدس كانوا في حالة جاهزية".

وأضاف "قفز رجال ونساء أمن الكنيست وانقضوا علينا وبعنف، وقام نتنياهو فورا بالتصفيق وتبعه اعضاء الكنيست ليغطوا على وقفتنا".

ووسط تصفيق النواب الإسرائيليين، وبينهم نتنياهو، تم إخراج نواب القائمة المشتركة الـ 13 من بينهم عضو الكنيست اليهودي بالقوة.

وتابع الطيبي "ما من شك أننا وجهنا رسالة سمعها العالم، ولو كنا الوحيدين ككتلة قلنا لا لبنس" مضيفا "لكنها أيضا رسالة للعالم العربي والإسلامي أننا يجب أن نقول لا لترامب خاصة بعد خطابه حول القدس".

وقال "لقد هددونا في الكنيست بالطرد ونعتونا بالخونة والإرهابيين".

وتابع الطيبي "لقد كان نواب القائمة شجعانا عبروا عن ضمير الشعب الفلسطيني ووجدان العالم العربي وأحرار العالم وكان رديفا لمليون ونصف أمريكي خرجوا في مظاهرات ضد ترامب".

من جهته قال النائب من القائمة المشتركة عن حزب التجمع الديمقراطي جمال زحالقة " الرسالة هي أنه: لا خطاب ترامب ولا تغريدة بنس تستطيع إزاحة القدس، لقد وضعنا صور القدس على صدورنا وفوق رؤوسنا".

وأضاف "قمنا بخطوة احتجاجية ردا على ترامب. القدس الشريف عاصمة فلسطين".

وأكد زحالقة "نحن نرى أن الولايات المتحدة ممثلة بترامب وبنس هي ليست معادية للشعب الفلسطيني فقط بل هي معادية للسلام وعلى العالم إيقاف هذا الجنون".

وحث بنس أيضا المسؤولين الفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل.

وكان الفلسطينيون أعلنوا بعد قرار ترامب رفضهم للوساطة الأمريكية في عملية السلام.

ودعا بنس في خطابه القيادة الفلسطينية إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.

ولم يلق خطاب بنس ترحيبا فلسطينيا، وانتقد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الخطاب.

وقال عريقات في بيان إن "خطاب بنس التبشيري هو هدية للمتطرفين، ويثبت أن الإدارة الأمريكية جزء من المشكلة بدلا من الحل".

وأضاف عريقات ان رسالة بنس "واضحة: قوموا بخرق القانون والقرارات الدولية وستقوم الولايات المتحدة بمكافأتكم".

وفي الملف الإيراني، أكد بنس في خطابه أن الولايات المتحدة "لن تسمح أبدا" لإيران بحيازة سلاح نووي.

وقال بنس "لدي وعد رسمي لإسرائيل، ولكل الشرق الأوسط والعالم- الولايات المتحدة لن تسمح أبدا لإيران بحيازة سلاح نووي" قبل أن يصفق له النواب الإسرائيليون.

وحظي بنس باستقبال حار في إسرائيل بسبب الدعم القوي لإسرائيل، بينما وصفه نتنياهو الاثنين في استقباله بـ "الصديق العزيز".

وفي تصريحات أدلى بها بعد ذلك، وصف بنس قرار ترامب حول القدس بـ "التاريخي"، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي يعتقد أنه "بإمكاننا خلق فرصة للتقدم في المفاوضات بحسن نية".

وأعرب بنس عن أمله "أن نكون في مرحلة بزوغ فجر حقبة جديدة لمحادثات جديدة للتوصل إلى حل سلمي للنزاع المستمر منذ عقود والذي أثر على هذه المنطقة.

في 6 ديسمبر الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل ما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى رفض لقاء النائب الأمريكي.

وأثار قرار ترامب سلسلة تظاهرات احتجاجية ومواجهات في الأراضي الفلسطينية تسببت باستشهاد 18 فلسطينيا. كما قتل مستوطن إسرائيلي خلال هذه الفترة.

وهي من المرات النادرة للغاية التي يزور فيها مسؤول أمريكي كبير المنطقة بدون إجراء محادثات مع الفلسطينيين.

وأعلن الفلسطينيون عن إضراب شامل في الضفة الغربية المحتلة احتجاجا على زيارة بنس.

ويزور بنس المسيحي الإنجيلي المتشدد، الثلاثاء نصب ضحايا محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية "ياد فاشيم"، ثم حائط البراق - المعروف لدى اليهود بما يسمى بـ "حائط المبكى" - كما فعل ترامب خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل في مايو الماضي. وكان ترامب أول رئيس أمريكي يزور هذا الموقع.

وإسرائيل هي المحطة الأخيرة لبنس في أول جولة شرق أوسطية له شملت مصر والأردن أيضا. وقرر الفلسطينيون مقاطعة زيارة المسؤول الأمريكي وعدم الاجتماع معه، احتجاجا على قرار الولايات المتحدة الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل.

وشهدت العلاقات الفلسطينية الأمريكية توترا شديدا في الأسابيع الماضية بعد قرار ترامب المتعلق بالقدس. فقد وضع القرار حدا لعقود من الدبلوماسية الأمريكية التي كانت تتريث في جعل قرار الاعتراف بالقدس واقعا.

وفي بروكسل، دعا الرئيس الفلسطيني عباس الى الاعتراف بدولة فلسطين قائلا ان "أوروبا شريك حقيقي للسلام في المنطقة، ونطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين سريعا".

وأضاف الرئيس الفلسطيني أن "الاعتراف لن يكون عقبة في طريق المفاوضات للوصول إلى سلام".

وأكد الاتحاد الأوروبي للرئيس الفلسطيني أنه يدعم تطلعه لأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية في أحدث تحرك للاتحاد رفضا لقرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وبينما تعترف 9 حكومات من الاتحاد الأوروبي، ومن بينها السويد وبولندا، بالفعل بفلسطين يقول الاتحاد الذي يضم 28 دولة إن مثل ذلك الاعتراف يأتي كجزء من تسوية سلمية.

وكانت سلوفينيا هي الوحيدة التي أثارت احتمال الاعتراف بدولة فلسطين في الآونة الأخيرة. ومن المقرر أن تنظر لجنة برلمانية في الأمر في 31 يناير.

من ناحية أخرى، شهد قطاع غزة الاثنين إضرابا اقتصاديا كبيرا، فيما يعيش القطاع أوضاعًا اقتصادية صعبة جراء استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المواد الخام، أو السماح لتصدير المنتجات المحلية، وقلة فرص العمل وتزايد نسبتي الفقر والبطالة. ويشمل الإضراب كافة القطاعات الاقتصادية كالمحال التجارية والمصانع والمقاولين والمطاعم وغيرها. وحمل الإضراب عنوان "بدنا نعيش بكفي حصار"، وجاء بدعوة من مؤسسات القطاع الخاص، كخطوة أولى، وتظاهر المئات من رجال الأعمال والتجار احتجاجًا على سوء الأوضاع الاقتصادية.

وطالب المتظاهرون بضرورة تقديم حلول سريعة لمشاكل القطاع الاقتصادي، محذرين من انهيار كامل سيطال كافة مناحي الحياة في ظل غياب الحلول والخطط الاستراتيجية.

وأفادت مصادر بان المنشآت الاقتصادية والتجارية والمحلات والمصارف استجابوا لدعوة القطاع الخاص إلى إضراب شامل احتجاجا على الانهيار الاقتصادي جراء الحصار الإسرائيلي والانقسام السياسي.

وأكدت مؤسسات القطاع الخاص أن الإضراب خطوة أولى ستليها تحركات احتجاجية.

بدوره، قال رئيس غرفة تجارة وصناعة غزة وليد الحصري إن "المؤشرات الاقتصادية وصلت لمستوى غير مسبوق من التدني خاصة نسبة البطالة في صفوف الخريجين والعاطلين عن العمل، والفقر وانعدام نسبة الأمن الغذائي والقدرة الشرائية، وارتفاع عدد التجار المسجونين نتيجة العجز في السداد".

وطالب الحصري في تصريح خاص لـ "الوطن"، عقب مؤتمر الإعلان عن الإضراب، رئيس السلطة محمود عباس "باستعادة الوحدة الوطنية لتجنيب قطاع غزة مزيدًا من الانهيار والمساهمة في حل الأزمات التي يعاني منها القطاع والتفرغ لمعركة القدس".

وشدّد على "ضرورة إلغاء السلطة الفلسطينية الخصومات على الموظفين في قطاع غزة ليعود الاقتصاد، لاسيما أنه المحرك الرئيسي للحركة الشرائية، وإعفاء قطاع غزة من الضرائب والجمارك حتى يتعافى الاقتصاد من كبوته".

ووجّه الحصري نداءً إلى الرئيس محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، واللجنة الرباعية والمؤسسات الدولية وقادة فصائل العمل الوطني والإسلامي، للإسراع بإنقاذ الوضع بغزة.

وبيّن الحصري أن "انعدام القدرة الشرائية في كافة القطاعات الاقتصادية، أدى إلى نقص في السيولة النقدية الموجودة بغزة إلى أدنى مستوى خلال عقود".

وتظهر الأرقام والإحصائيات التي أعلن عنها القطاع الخاص، ارتفاع معدلات البطالة إلى 46 ٪ وعدد العاطلين عن العمل ربع مليون فلسطيني، فيما تجاوزت معدلات الفقر 65 % وانعدام الأمن الغذائي لدى العائلات بنحو 50 % كما ارتفعت معدلات البطالة بين الخريجين إلى 67 %.

من جهته، دعا رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال بغزة علي الحايك "السلطة الوطنية الفلسطينية لإنقاذ الاقتصاد الوطني وإنهاء العمل بنظام آلية إعمار غزة "GRM"، ووقف سياسة سحب التصاريح من التجار "اذن العمل"، وضرورة تعويض أصحاب المصانع والمنشآت الاقتصادية، المدمرة في الحرب على غزة".

وأوضح الحايك لـ "الوطن"، أثناء مؤتمر الإعلان عن الإضراب، أن "عدد الشاحنات الواردة إلى قطاع غزة انخفض بمعدل النصف من 750 إلى 350 شاحنة تقريباً بسبب انخفاض القوة الشرائية لدى السكان"، مشيراً إلى أن "عدد الشيكات المرجعة بلغ حوالي "60" ألف شيك مرتجع".

كما، حذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من "تدهور الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة بشكل كامل، جراء الحصار والحروب المتكررة، والقيود المفروضة على الوصول إلى المصادر الطبيعية".

وعم الإضراب المؤسسات التجارية والمصرفية في قطاع غزة الاثنين بدعوة من القطاع الخاص احتجاجا على انهيار الوضع الاقتصادي.

وفي الضفة الغربية، فمن المقرر أن تشهد الثلاثاء إضرابًا شاملًا في كافة مناحي الحياة، ما عدا قطاعي التعليم والصحة، تنديًدا بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بشأن القدس، وتنفيذا لقرارات المجلس المركزي بتفعيل المقاومة الشعبية السلمية، واحتجاجًا على زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس.

***

محمد