تواجه مملكة البحرين العديد من التحديات التي تحد من استقرارها، ومنها التحديات الأمنية إذ إنها تقف أمام مواجهات قوية يتطلب من جميع شرائح المجتمع الوقوف ضد طوفان يسعى وبقوة لاجتثاث الأمن والأمان والاستقرار في البلاد، فالإرهاب والتطرف الديني أحد أشكال التحديات التي تواجه مجتمعنا اليوم والتي تتبناها بعض الجمعيات والمنظمات الإرهابية، أيضاً المحاولات المتعمدة والمتكررة في زرع النزاعات الطائفية في المجتمع الواحد، بالإضافة إلى تهديدات صريحة من كل من إيران وقطر والمنظمات الإرهابية مثل «حزب الله» التي تتبنى أجندات إرهابية في محاولات مكثفة ومستمرة لتقسيم الشعب الواحد وبث روح الفوضى والفساد في المجتمع.

ما قامت به وزارة الداخلية واللقاء الذي تم بين معالي وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة مع نخبة من شرائح المجتمع خطوة هامة وجادة تعزز الاتصال والتواصل بالجميع لما تواجهه المملكة من عقبات عديدة فيما يتعلق بالأمن، فقد حرص وزير الداخلية في حضور من يمثل جميع شرائح المجتمع من علماء الدين والمشايخ وأعضاء المجلس التشريعي ووسائل الإعلام ورؤساء الجامعات ومديري المدارس ورجال الأعمال وأصحاب المجالس ورؤساء الأندية الرياضية ونخبة من الشباب البحريني وغيرهم كثير من مختلف فئات المجتمع، لما تقع على هؤلاء من مسؤولية من اجل استقرار المجتمع، فالتعاون المشترك ضرورة لوضع استراتيجية جادة لمواجهة الخطر الذي يحيط بالمملكة يستوجب هذا التعاون والتعاضد المجتمعي، لذلك دور هذه الجهات الرسمية والخاصة والشعبية مهم في المرحلة المقبلة لمواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه المجتمع البحريني بروح من المسؤولية الوطنية والإدراك والوعي على ما سوف يتحقق في ضوء الالتفاف الوطني من أجل مجتمع آمن ومستقر.

قادة الرأي على عاتقهم مهام عديدة ولكن عليهم أولاً أن يلتزموا بالمعايير الوطنية التي تتسم بالمصداقية للتوجيه الصحيح، فمهامهم في التأثير والتغيير الإيجابي سوف يحقق الغاية والهدف السامي لدولة آمنة ولاسيما من خلال اتخاذ موقف حاسم لمحاربة كل من يشكل خطرا على المجتمع، وكما بين وزير الداخلية أن أهم العوامل المؤثرة على الهوية الوطنية المتمثلة في السلوك الانعزالي والتربية العقائدية الخاطئة والنهج التحريضي والإعلام الخارجي الموجه، فجميعها بمثابه ناقوس خطر يدق على الدعائم الهامة للأمن والاستقرار، فلو أخذ قادة الرأي كل عامل من هذه العوامل ووضع على عاتقه تذليلها بأسلوب منهجي ومدروس لاحتضان الأفراد والجماعات بدلاً من بث روح التحريض والكراهية، لكان المجتمع اليوم يعيش أكثر استقراراً، فالوطن يستحق بان يكون قادة الرأي الوطنيين بمواجهة قادة الإرهاب من أجل إيضاح الصورة بشكلها السليم للجماعات المغرر بهم، فالدور المنوط على جميع شرائح المجتمع وقادة الرأي في غاية الأهمية ووزارة الداخلية ليست وحدها معنية في ذلك لحفظ الأمان، فالتحالف الوطني لمواجهة كل ما يهدد هويتنا الوطنية واستقرارنا غاية من خلال بناء صرح بشري معني بهذا التحالف المتناغم بين جميع شرائح وفئات المجتمع.