أحمد التميمي

يقدم النجم الدولي المصري محمد صلاح حتى الآن موسماً استثنائياً مع نادي ليفربول الإنجليزي، حيث يحتل الآن المركز الثاني في ترتيب الهدافين بـ18 هدفاً في الدوري الإنجليزي. اللاعب قد شارك لحد الآن في 31 مباراة مع ليفربول في كافة المسابقات، سجل خلالها 24 هدفاً وصنع تسعة أهداف أخرى. ساهم صلاح في تحويل خط هجوم ليفربول إلى قوة ضاربة مرعبة لجميع الفرق التي تواجه الريدز.

و بسبب تألق محمد صلاح، وضعته العديد من الأندية نصب عينها للانتقالات الشتوية والصيفية، وهذا ما ساهم في انتشار الكثير من الشائعات التي ربطت اسم صلاح بالانتقال لريال مدريد كبديل للجناح غاريث بيل الذي كثرت غياباته بسبب تكرر الإصابات. بتتبع مصادر تلك الإشاعات، نجد أن أغلبها من جانب أشقائنا الصحفيين المصريين ولا نجد لها اهتماما كبيرا في الصحافة الأوروبية مقارنة بالصحافة العربية.



سواءً كانت تلك الأخبار صحيحة أم كانت مدفوعة بالعاطفة وحب الجماهير لمحمد صلاح، فمن الواضح أن تأثيرها كان سلبياً على الحالة الذهنية للاعب، حيث بدا عاجزاً عن أداء أي مراوغة أمام سوانزي سيتي، وأهدر عدة كرات محققة أمام المرمى، لتنتهي المباراة بخسارة ليفربول بهدف نظيف، وذلك على العكس تماماً مما قدمه اللاعب أمام مانشستر سيتي الفريق الأقوى في البطولة هذا الموسم. "أبو مكة" يعيش حالة من التشتت الذهني، ففي الوقت الذي تنتظر منه الجماهير العاشقة لليفربول قيادة الفريق للمزيد من الانتصارات وتحقيق نتائج مبهرة في الدوري ودوري أبطال أوروبا، بدا صلاح في حالة "تيه" في الملعب أمام سوانزي.

من رأيي الشخصي، الحديث عن انتقال صلاح في منتصف الموسم هو حديث سابق لأوانه، ولن يسهم في ارتفاع القيمة السوقية للاعب بل على العكس سيدمر مستواه وقد لا تتم الصفقة المنتظرة. أضف على ذلك، أن ليفربول قد خسر مؤخراً جهود فيليب كوتينيو الذي انتقل لصفوف نادي برشلونة، وهذا ما سيصعب عملية التخلي عن صلاح لأي نادي آخر، حيث أن يورغن كلوب ما زال لا يملك بديل الفرعون المصري. بالتأكيد انتقال صلاح لريال مدريد هو حلم لكل عربي وليس صلاح وحده، لكن لا بد أن ينتقل وهو في أفضل حالاته لا أن ينتقل وهو متراجع المستوى. وهنا تكون رسالتنا للصحافة في الوطن العربي، دعوا صلاح يتألق بعيداً عن الإشاعات، لا تكونوا معول هدم لمسيرته، ادعموه وأبرزوا إنجازاته لكن دون تضخيم وتهويل، وبعدها ستتوالى عليه العروض.