مبادرة وطنية طيبة للغاية تلك التي تبنتها جامعة البحرين ممثلة في كلية التربية الرياضية التي أخذت على عاتقها تنظيم منتدى رياضي بعنوان «خارطة الطريق نحو مونديال 2022.. التحدي الكبير لكرة القدم البحرينية».

هذا المنتدى جاء ليعزز الوعد الذي أطلقه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة -قائد المسيرة الرياضية والشبابية في مملكتنا الغالية- بتواجد المنتخب البحريني في نهائيات كأس العالم في عام 2022 وكان المنتدى يرتكز على كيفية إعداد منتخب بحريني يحقق هذا الوعد ويكسب رهان هذا التحدي الكبير.

نخبة من المتحدثين بينهم أكاديميون متخصصون في المجال الرياضي ومحاضرون دوليون معتمدون من الفيفا ومدربون ولاعبون دوليون سابقون وإعلاميون مخضرمون شاركوا جميعاً بالعديد من الأوراق التي تضمنت عصارة تحصيلهم وخبراتهم دونوا من خلالها العديد من الآراء والمقترحات مسنودة بتجارب واقعية في مقدمتها تجربة آيسلندا المتأهلة مؤخراً لنهائيات كأس العالم القادمة وهي الجزيرة الأوروبية الصغيرة القابعة على مشارف القطب الشمالي، والتي لا يتجاوز تعدادها السكاني 350 ألف نسمة!

المتحدثون أجمعوا على قدرة البحرين على التأهل إلى نهائيات مونديال 2022 في ظل وجود أكثر من أربع بطاقات للقارة الآسيوية بشرط أن يكون منتخبنا الحالي هو النواة التي يجب أن نبني عليها منتخب المستقبل، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية إعادة النظر في خطط واستراتيجيات فرق الفئات العمرية في الأندية وتقليص عدد المحترفين الأجانب في الأندية المحلية لإفساح المجال أمام اللاعب البحريني مع وجوب إخضاع الأكاديميات الكروية الخاصة لإشراف الاتحاد البحريني لكرة القدم حتى تكون هي الأخرى أحد الروافد التي تصب في مجرى المنتخبات الوطنية.

كما أجمع المتحدثون على أهمية توفير الدعم المادي المجزي الذي يؤمن نجاح خطط الإعداد والتحضير التي سيحتاجها المنتخب في المرحلة المقبلة ابتداء من مرحلة الإعداد لنهائيات أمم آسيا التي ستقام بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة العام المقبل ولحين بدء التصفيات المونديالية.

ليس هذا فحسب بل إن المنتدى خرج بمجموعة من التوصيات التي سترفع فيما بعد إلى سمو الشيح ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية لاعتمادها وتجسيدها على أرض الواقع باعتبارها القواعد التي من شأنها أن تسهل مهمة تحقيق الوعد المونديالي.

شكراً جزيلاً لجامعة البحرين على هذه المبادرة التي تترجم دور هذا الصرح الأكاديمي في خدمة ودعم كل المشاريع والمبادرات الوطنية، مع تمنياتنا بأن تؤخذ تلك التوصيات مأخذ الجد ولا تترك حبيسة الأدراج كسابقاتها!