تريد إيران أن ترى البحرين ساحة مستباحة لا دولة، الساحات ملعبها، والاستباحة السياسة الوحيدة التي تتقنها بأطنان من المتفجرات، بيروت شاهدة، وبغداد مثال أوضح من أن يوضح، وكذا صنعاء ودمشق.

تتحرق طهران لرؤية المنامة تحترق، لرؤية أنبوب نفط يتفجر فيسقط مئات الضحايا، أو لسماع أخبار اغتيال، فتغدو البحرين ساحة للعب والتفاوض، غير أن أمانيها في البحرين سقطت.

تشابكت عوامل كثيرة في البحرين لتسقط المشروع الإيراني، غير أن حجر الزاوية فيها كان دائماً يقظة أمنية أفشلت حتى الآن كل تخطيط إرهابي. وآخره ما أعلن أمس عن القبض على المجموعة الإرهابية التي فجرت أنبوب النفط في بوري وكادت تتسبب بكارثة إنسانية في إجرام لم يعد له أي حد.

إنجاز جديد يحسب لوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية التي كشفت خلال السنوات الماضية عدداً من الخلايا الخطيرة الممولة والمدربة إيرانياً، وليس ذلك عملاً سهلاً أبداً. حين تواجه استخبارات إيران والحرس الثوري وحزب الله الإرهابي والحشد الشعبي معاً فأنت بحاجة إلى أجهزة منظمة تحسب خطواتها بدقة دون أن تترك هوامش للصدف والأخطاء. والحقيقة أن هذا ما فعلته أجهزتنا ورجالنا بشجاعة واقتدار.

من «سرايا الأشتر» إلى «ائتلاف 14 فبراير» إلى «سرايا المقاومة» و«سرايا المختار»، كلها تنظيمات إرهابية أفشلت الداخلية خططها وتسليحها وقبضت على كثير من عناصرها.

في 2017 وحده، قبضت «الداخلية» على 47 إرهابياً من العناصر الرئيسة في هذه التنظيمات وأحبطت عدداً كبيراً من الجرائم كان منها استهداف شخصيات عامة وتدمير منشآت نفطية، في وقت كان الإرهاب ينجح في ضرب عواصم كبرى تنفق على أجهزتها الأمنية مليارات الدولارات.

سياجنا الأمني يزداد منعة، والقابضون على جمره يزدادون خبرة، وما كان ذلك لولا قيادة محنكة تتهيأ للمخاطر وتحسن إدارة أجهزتها، ولولا حاضنة وطنية تعتبر رجال الأمن خط الدفاع الأول عن حياة الناس.

فلترتفع القبعات للرجال الذين ينامون بأعين مفتوحة ويواجهون أخطر الأفكار بعبقرية وبسرعة تحرك مشهودة لتبقى البحرين دولة آمنة لا ساحة من الساحات، وعلى رأسهم وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة.