حسن الستري

أكد رئيس مجلس الشورى علي الصالح أن ميثاق العمل الوطني يعد وثيقة متكاملة للإصلاح والتحديث في جميع المجالات، فهو بحق لحظة تاريخية في مسيرة مملكتنا الحبيبة وذكرى خالدة في قلوب جميع أبناءها، فيحق لنا أن نفخر بالإنجازات الكبيرة التي تحققت على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي في البلاد.

وفي كلمة له ألقاها بالنيابة عنه بجلسة الشورى الأحد النائب الأول لرئيس المجلس جمال فخرو، قال الصالح: على صعيد ممارسة الإنسان البحريني لجميع حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية فقد رسخ ميثاق العمل الوطني الأسس وفق أطر عربية إسلامية وإنسانية تكفل وتصون كرامته من منطلق الاتفاق التام بين القيادة الحكيمة والشعب الكريم على أن الإنسان هو الثروة الحقيقية للوطن.

وتابع: كما إن ميثاق العمل الوطني قد كفل حرية تكوين الجمعيات السياسية والأهلية على أسس وطنية وأهداف مشروعة، وفتح المجال واسعاً أمام الجميع للمساهمة في تنمية المجتمع من خلال العديد من البرامج السياسية والثقافية والاجتماعية، كما كفل احترام حقوق الإنسان حتى أصبحت أحد المرتكزات الرئيسة التي أرسى مبادئها ميثاق العمل الوطني ونص عليها دستور مملكة البحرين بشكل يتوافق مع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، حيث كفل مبدأ المساواة، وحرية العقيدة، وحرية التعبير والنشر في الحدود التي يبينها القانون، حتى استطاعت المملكة أن تحقق إنجازات شاملة ورائدة بالانضمام إلى معظم الاتفاقيات الدولية والتعاون مع المؤسسات الحقوقية الدولية في هذا المجال.



وأضاف: لقد أسس الميثاق لاقتصاد وطني متنوع قادر على مواجهة كافة التحديات، حيث رسم صورة شاملة للمعادلة الاقتصادية في المملكة، وأكد على أسس الحرية والعدالة الاقتصادية واحترام الملكية الخاصة، إضافةً إلى تنويع النشاط الاقتصادي ومصادر الدخل القومي وحماية الثروات والموارد الطبيعية والمال العام.

واستطرد: في معرض حديثنا حول ميثاق العمل الوطني، فلا يمكن إغفال النقلة النوعية الكبيرة التي أحدثها في دعم وتمكين المرأة البحرينية على جميع الأصعدة، حيث كفل لها حقوقها السياسية خصوصاً حقي الترشيح والتصويت في الانتخابات العامة، وأقر نصوصاً تتعلق بالمساواة بين المواطنين أمام القانون في الحقوق والواجبات وحماية الأمومة والأسرة، وأكد على حقوقها في التعليم والملكية وإدارة الأعمال وممارسة النشاط الاقتصادي.

وذكر الصالح أن جلالة الملك المفدى استطاع بما تأسس لديه من قيادة وحكمة وقدرة متواصلة على العمل أن يرعى مسيرة تأسيس سلطة تشريعية قادرة على سن القوانين والتشريعات، والانفتاح على جميع برلمانات العالم في الدول الشقيقة والصديقة، وعليه فقد حرص مجلس الشورى طوال السنوات الماضية على استثمار المشاركة في المحافل الإقليمية والدولية المعنية بالشأن التشريعي والبرلماني لإبراز الإنجازات الحضارية التي تحققت في ظل المسيرة المباركة لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، وما وصلت إليه من خطوات ديمقراطية وتقدم في مختلف المجالات.



وأردف: لا يفوتنا أن نشيد بالتعاون الكبير من جانب مجلس النواب، والذي نعتقد بأنه يسير في الاتجاه التكاملي الذي يحقق التوازن التشريعي المنشود، والذي نص عليه الدستور وأكد عليه ميثاق العمل الوطني، بتضافر جهود مجلسي الشورى والنواب، اللذين أثبتا من خلال أدوار الانعقاد السابقة حرصهم على تحقيق المزيد من الإنجازات الوطنية على كافة المستويات والصعد.

ورفع الصالح إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى السابعة عشرة للتصويت على ميثاق العمل الوطني، معرباً عن بالغ اعتزازه بهذه المناسبة الوطنية التي تذكرنا دائماً بالتوافق على الثوابت الوطنية والعمل في إطارها، وهو اليوم الذي إلتقت فيه إرادة الشعب مع القيادة على كلمة نعم للميثاق، والتي تمثل مرحلة هامة ونقلة نوعية في مسيرة العمل الوطني، والتي عكست مدى التحام الشعب البحريني ووحدته بكل أطيافه والتفافه حول قيادته الحكيمة، ووضع يده في يد قائده لتنفيذ مشاريع التحديث الرائدة التي جعلت مملكة البحرين رائدة على الصعيد الديمقراطي والإصلاحي.