الكويت - (بنا): أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالمملكة المغربية، ناصر بوريطة أمام الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد "داعش" المنعقد بالكويت أن بلاده تتقاسم أهداف التحالف وتظل مقتنعة بأن طبيعة هذا التهديد الإرهابي العابر للحدود تتطلب "مقاربة شاملة ومتعاونة ومتضامنة".

وأكد أن المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، طور استراتيجية متعددة الأبعاد وشاملة واستباقية وفعالة لمكافحة الإرهاب ومختلف مظاهر التطرف، مشيراً إلى أن "هذه الاستراتيجية التي تقوم على هيكلة مؤسساتية وقانونية متطورة وملائمة، تدمج البعد الأمني، مع المساهمة في تعزيز، على نحو متكامل، مسارات النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والبشرية، فضلاً عن الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية وتعزيز دولة القانون".

وأضاف بوريطة أن "هذه الاستراتيجية مكنت بنجاح، من تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التي تستهدف، ليس فقط المغرب، بل أيضاً جواره، ووقف تدفق المقاتلين المغاربة نحو المنطقة السورية -العراقية"، مشيراً إلى أن "هذا النجاح جعل من المغرب بلداً معترفاً به على الصعيد الدولي، كشريك قار وفاعل حقيقي في مجال الأمن".



وعلى الصعيد الدولي، أبرز أن "الاستراتيجية المغربية لمكافحة الإرهاب والتطرف أصبحت اليوم مرجعاً في منظومة الأمم المتحدة، كما يتضح من خلال عقد لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي، في 2014، اجتماعاً مكن من تقاسم التجربة المغربية ونموذج التعاون الذي طوره المغرب مع البلدان الإفريقية في هذا المجال".

وأوضح أن "المغرب الذي يترأس حالياً إلى جانب هولندا المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي يضم 30 من أكثر الأعضاء انخراطا على الصعيد الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، أعيد انتخابه لولاية ثانية تمتد حتى عام 2020"، مشيراً إلى "التزام المغرب بتعزيز العديد من المبادرات ذات الصلة بالأبعاد الرئيسية لمكافحة الإرهاب، مثل احتواء تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وتعزيز أمن الحدود، وكذا معالجة مسألة "الإرهاب المحلي"، إذ تعتزم المملكة المغربية والولايات المتحدة تطوير وثيقة للممارسات الجيدة بهدف مواجهة تهديد الأفراد المتأثرين أو المسيرين من قبل تنظيمات إرهابية أجنبية".

وشدد بوريطة على "أهمية مواصلة التحالف ترسيخ الانتصارات العسكرية والأمنية ضد "داعش" والحيلولة دون تمتع مقاتلي هذا التنظيم الإرهابي بحرية التنقل وتجفيف منابع تمويله المحتملة".

وأكد أنه "يجب أن نبقى على أهبة ويقظة كبيرتين بخصوص الدينامية المرتبطة بتنظيم "داعش"، خاصة في ما يتعلق بتطور بنياته وقدرته على تعبئة المتعاطفين وتوجيه هجمات في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى عودة المقاتلين لبلدانهم الأصلية أو دول الإقامة أو إعادة انتشارهم في مناطق آمنة وأخيرا الاستعمال المغرض للإنترنت وتكنولوجيا المعلومات الجديدة".

وأوضح أنه "مع تسجيل انخفاض كبير في نشاط "داعش" على الإنترنت خلال الأشهر القليلة الماضية، توازيا مع عدم تمركز حملاته الدعائية، فإن عملنا المستقبلي يجب أن ينصب، في احترام لمقتضيات دولة القانون، على تكثيف الجهود من أجل التصدي بصفة دائمة للاستغلال والتوظيف الذي تقوم به داعش للأنترنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصال الجديدة".

وأضاف أن "العوالم الافتراضية ستواصل طرح تهديد طالما نجح المتعاطفون مع هذا التنظيم الإرهابي في استغلالها في التخطيط لهجمات إرهابية عن بعد ونشر مضامين الكراهية والعنف بين المواطنين الأكثر هشاشة، خاصة الشباب".

ودعا بوريطة إلى "تعبئة الطاقات من أجل تحصين شبابنا وتوفير بديل من شأنه تعبئتهم تماشيا مع طموحهم المشروع في الرفاه والتنمية، كما دعا، أعضاء التحالف إلى الاهتمام بتطورات الوضع في شمال إفريقيا التي تشهد عودة الآلاف من العناصر ضمن صفوف داعش ونسج روابط مع شبكات إرهابية".

وأشار إلى أن "أفريقيا، التي تبقى أحد أكثر المستهدفين من الإرهاب، سبق لها أن تحملت مسؤولياتها لصد واجتثاث التهديد الإرهابي واقتلاع جذوره الإيديولوجية ومسبباته الاجتماعية والاقتصادية"، داعياً إلى "دعم ومساندة الجهود الإفريقية في هذا الإطار من طرف التحالف من خلال مقاربة شمولية وعمل كلي متعدد الأشكال وبنيوي، والذي يمكن تضمينه في خارطة طريق، تأخذ بعين الاعتبار حقيقة التهديد في إفريقيا وتقدم مقترحات وأجوبة ملائمة ومتوافقة مع الإشكاليات الحالية، بالإضافة إلى السهر على تكثيف الجهود على المستويات القارية والجهوية والوطنية والمتعددة الأطراف".

وأكد "ضرورة أن تدعم خريطة الطريق الجهود الإقليمية والجهوية والوطنية، الجاري بلورتها وأن تساهم في الاستجابة للحاجيات ذات الأولوية على مستوى التأطير الديني الأصيل ودعم القدرات في المجالات العسكرية والعدالة الجنائية وإنفاذ القانون والأمن على الحدود".