أكادني أسمع صوت الوطن العربي ولسان حاله الذي يردد بشأن الدول الخليجية: «جزى الله الشدائد كل خيرٍ عرفت بها عدوي من صديقي»، تلك الدول الخليجية التي مدت أيديها بالعون والمساعدة وآوت اللاجئين من القيادات السياسية والفاعلة كما لم تفعل بقية الدول بعموم المنطقة الإقليمية، فالدول الخليجية وعلى رأسها السعودية قد مدت يدها حتى لمن ناوأها في وقت سابق عندما «اشتدت الشدائد» لتتبدى الطرف الأكثر نبلاً عملاً بأصلها وأخلاقها، كما فعلت في لجوء الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، وعلاجه، وغيره، فكيف بأخلاق الخليجيين مع أصدقائهم أحبتهم في الوطن العربي؟!!

لقد اعتادت الدول الخليجية على أن تكون حمّالة للأسية، وصاحب «الفزعة» في المواقف الشداد، فها هي ذي تمد أياديها في كل مكان لترأب صدوع الإرهاب وترمم أزمات الدول من حولها، لتمنحها من قوتها قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية، ولذلك خاضت دول الخليج العربي حرب اليمن ضمن قوات التحالف العربي التي تخوضها المملكة العربية السعودية، فضلاً عن تلك المساعدات الإنسانية الإغاثية التي تضخها هناك باستمرار دون هوادة، ولهذا أيضاً دعمت الدول الخليجية مصر اقتصادياً وقبلها سياسياً في أزمتها الفائتة، حتى جاوزت معها خطر الانهيار، ولم تكن لبنان بعيدة عن الدور الخليجي المشهود بدعمها أيضاً في الأزمات المتتالية التي حلت بها، أما سوريا فقد كانت المساعي نحو إيجاد حلول لحربها الداخلية الطاحنة كبيرة جداً، تنوعت من مؤتمرات للمعارضة السورية ومفاوضات مستمرة مع الدول الفاعلة في شأنها، فضلاً عن المساعدات المتعاقبة ودعم اللاجئين السوريين في دول متفرقة.

ومن بين الجهود الخليجية الجبارة في هذا السياق جاء دور إعمار العراق بعد تحرير أراضيه من قبضة إرهاب «داعش»، ليتصدر ذلك الدفع نحو الإعمار الاحتضان الكويتي للمؤتمر، وما ترتب عليه من بذل أغلب الدول الخليجية للمال والاستثمارات في الداخل العراقي من أجل إعادة جسده سليماً معافى من الداخل والخارج، وإعادة أبنائه المهاجرين إليه. قبل هذا كله من بعده تأتي المساعدات الإنسانية الخليجية الدائمة في فلسطين على رأس القائمة، وفي بقية الدول الفقيرة أو المتعرضة لأزمات في الدول العربية الأخرى.

* اختلاج النبض:

كان ومازال الخليج العربي «راعي الطولات والفزعات»، تجده عند الشدائد الثقال و«تحطه على يمناك»، ليبقى دائماً وأبداً الحضن الأورف لعموم المنطقة وحمّال أسيتها.