قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة تلفزيونية «إن بلاده صرفت على الشرق الأوسط ما يقارب 7 تريليونات دولار منذ حوالي شهر»، وجاءت تصريحات ترامب على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد بمدينة دافوس السويسرية.

التساؤل الذي من الواجب أن نطرحه أين ذهبت هذه الأموال ولصالح من؟

اسمح لي يا ترامب أن أكشف بعض الأمور التي يجب على الرأي العام أن يطلع عليها وإلى أين ذهبت هذه الأموال؟

الرئيس السابق جورج بوش أعلن عن الشرق الأوسط الكبير وتوالت حقب الرؤساء ليكملوا المشوار فأي مشروع يحتاج إلى رأس مال، وتوالت الأحداث بدءاً من تنظيم القاعدة المدعوم من قبل «سي آي إيه» في حربكم على الاتحاد السوفيتي آنذاك ووصولاً إلى الدعم السخي للجماعات الإرهابية التي تسمونها المعارضة في الكثير من البلدان في الشرق الأوسط.

أمريكا عندما تقول «أنفقنا 7 تريليونات دولار» عبر لسان رئيسها لا يمكن له أن يتجرأ ويقول إلى أين ذهبت تلك الأموال؟ يتحدث وكأنه هو من ينفق على شعوب الشرق الأوسط ونسي أن أموال الشرق الأوسط هي من تنفق على أمريكا، فخلال «الخريف العربي» ضخت الإدارة الأمريكية بمعاونة دول أخرى مبالغ ضخمة فلا يمكن لتنظيم الدولة «داعش»، أن ينتشر بهذه السرعة وبتلك الإمكانيات الخرافية من دون تمويل ودعم على أعلى مستوى، وتمثيلية حربكم على هذا التنظيم ستكشف بالقريب العاجل لأن تصريح البيت الأبيض حسب وكالة الأنباء الفرنسية بأنكم تعتقدون بأن زعيم «داعش» على قيد الحياة هو أمر مكشوف ومفضوح.

أما قصة الـ7 تريليونات التي تتحدثون عنها ماذا فعلت بالشرق الأوسط؟ فعلت جرائم حرب وإبادة وليس إعماراً وسلاماً، فهل يعقل بأن هذا المبلغ يصرف من دون خطة للإعمار وتحقيق السلام والأمن الدوليين. من المضحك أن نسمع هذا المبلغ في وقت تزداد وتيرة الأعمال الإرهابية وأن تتوالى الأحداث نحو الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك.

بعدما أعلن الرئيس الأمريكي ذلك علينا إعلان حالة الطوارئ في جميع أرجاء الشرق الأوسط وفي الخليج العربي بالذات، فالمبلغ الذي ذكر ليس بالهين وأرى أن هناك مخططاً قادماً جديداً يستهدف المنطقة سواء عن طريق جماعات إرهابية أو حروب إقليمية، وستكشف الأيام القادمة ملامح هذا المخطط، ومواجهته تكون بوحدة قراراتنا العربية وإيماننا الداخلي بأننا أمة مستهدفة في أراضينا وشعوبنا وإسلامنا.