* عباس يغادر جلسة مجلس الأمن قبل كلمتي إسرائيل وأمريكا

* مندوبة أمريكا للفلسطينيين: المفاوضون الأمريكيون مستعدون للمحادثات لكننا لن نلاحقكم

* مندوب إسرائيل لعباس: لست جزءاً من الحل وإنما المشكلة



نشأت الإمام - واشنطن، غزة - عزالدين أبو عيشة، وكالات

طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب ألقاه أمام مجلس الأمن الثلاثاء بإنشاء "آلية متعددة الأطراف" لحل القضية الفلسطينية عبر "مؤتمر دولي" للسلام ينظم في منتصف عام 2018، والذي من شأنه أن يسفر عن الاعتراف بدولة فلسطينية فى حدود عام 1967.

وعبر هذه الدعوة، يكون الرئيس الفلسطيني رفض وساطة الولايات المتحدة منفردة في عملية السلام في الشرق الأوسط والمعطلة منذ سنوات. وعرض عباس خطة للسلام في الشرق الأوسط حدد فيها المرجعيات الأساسية لاي مفاوضات. وقال "نرجو منكم مساعدتنا!" وسط تصفيق شديد من الحاضرين قبل أن يغادر القاعة من دون أن يستمع إلى كلمات مندوبي إسرائيل وأمريكا في مجلس الأمن.

ودعا عباس إلى "تشكيل آلية دولية متعددة الأطراف تساعد الجانبين في المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع الدائم حسب اتفاق أوسلو، وتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترةٍ زمنيةٍ محددة، مع توفير الضمانات للتنفيذ".

وقال عباس امام مجلس الامن الدولي في نيويورك "أدعو الدول الأعضاء الذين لم يعترفوا بعد بدولة فلسطين إلى القيام بذلك".

وذكر أن "الإدارة الأمريكية اتخذت قراراً غير قانونى" عندما قررت الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومن ثم "اخذت القدس قبالة الطاولة" فيما يتعلق بالمفاوضات المحتملة فى المستقبل، وطالب بتجميد هذا القرار.

وشدد على أن "إسرائيل تتصرف كدولة فوق القانون"، وقال إن "الحكومة الإسرائيلية تسببت فى فشل كل الجهود السابقة للتوصل إلى السلام".

وأضاف عباس أن "الفلسطينيين واصلوا جهودهم للتوصل إلى السلام مع إسرائيل ودخلوا فى حوار". وأكد "التزامه بعدم العنف"، لكنه قال إن "الفلسطينيين سيعارضون أي محاولة لفرض حل للصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وإنهم يأملون أن يضطروا للقيام بأشياء لا تسرهم ولا تسر غيرهم"، في إشارة لإمكانية التصعيد من قبل الفلسطينيين.

وأوضح عباس أن "إسرائيل أغلقت الباب أمام حل الدولتين".

وافتتح الرئيس الفلسطينى خطابه قائلا ان الفلسطينيين "هم نسل الكنعانيين الذين يعيشون على ارض فلسطين قبل 5 آلاف عام" مضيفاً أن "كل هذا كان قائماً قبل وبعد إعلان بلفور".

وقال عباس "نحن نعمل من أجل الاحتلال، نحن موظفون في الاحتلال"، في إشارة إلى احتلال إسرائيل للضفة الغربية.

وناشد عباس الأمم المتحدة أن تضطلع بدوها كاملاً تجاه القضية الفلسطينية بوصفها المسؤولة عن السلم والأمن الدوليين.

وختم عباس حديثه بضرورة الاعتراف بفلسطين كدولة وضمها للأمم المتحدة، منوهاً الى انهم مستعدون للذهاب سيراً على الأقدام لأي مكان في العالم من أجل المطالبة بحقوقهم.

وأضاف "ندعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في منتصف العام 2018، يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، ويتم بمشاركة دولية واسعة تشمل الطرفين المعنيين، والأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة وعلى رأسها أعضاء مجلس الأمن الدائمين والرباعية الدولية، على غرار مؤتمر باريس للسلام أو مشروع المؤتمر في موسكو كما دعا له قرار مجلس الأمن 1850".

وفي مداخلته الطويلة والنادرة امام اعلى هيئة في الامم المتحدة، طالب الرئيس الفلسطيني ايضا الدول التي لم تعترف بفلسطين بالقيام بذلك.

وقال من اصل 193 بلدا في الامم المتحدة، اعترفت 138 دولة فقط بفلسطين كما قال.

واضاف الرئيس الفلسطيني "خلال الفترة القادمة، سنكثف جهودنا للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والعمل على تأمين الحماية الدولية لشعبنا، الوضع لم يعد يحتمل، ونأمل مساعدتكم لنا في هذا الخصوص".

وقال إن الدول الأعضاء "لا زال بعضها لم يعترف بدولة فلسطين، ونطالبه بالقيام بذلك، علماً أن الاعتراف بدولة فلسطين ليس بديلاً عن المفاوضات، بل يعززها".

وندد الرئيس الفلسطيني بالقرارات الاحادية الجانب مثل اعتراف الولايات المتحدة في نهاية عام 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك أمام أنظار السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي.

ودعا عباس أمام المجلس إلى أن تكون "القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وتكون مدينة مفتوحة أمام أتباع الديانات السماوية الثلاث".

يشار الى ان الأمم المتحدة منحت فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو في عام 2012 لكن الانتقال إلى عضوية كاملة سيستدعي موافقة بالإجماع من مجلس الأمن بدون فيتو من الولايات المتحدة، الداعمة الأولى لإسرائيل.

ويرفض عباس وساطة من الإدارة الأمريكية بمفردها منذ أن اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نهاية 2017 بالقدس عاصمة لاسرائيل.

وفي ديسمبر، صوتت الجمعية العامة بـ128 مقابل 9 أصوات مع امتناع 35 لصالح رفض القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.

من جهة أخرى وصل جاريد كوشنر، صهر الرئيس الامريكى ترامب ومستشاره الرئيس، الى مجلس الامن الدولى الثلاثاء لعقد اجتماعات حول عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية قبل خطاب عباس.

ورافق كوشنر، جيسون غرينبلات، مبعوث ترامب الخاص لعملية السلام.

وقال متحدث باسم البيت الابيض انه "بينما نواصل وضع اللمسات الاخيرة على خطتنا، جئنا الى الامم المتحدة للاستماع الى خطاب الرئيس عباس، ونأمل بشدة أن يتشاطر أفكاراً جديدة وبناءة يمكن أن تخلق سلاماً شاملاً ودائم لكلا الجانبين لأن مجرد إعادة تدوير نقاط الحديث نفسها لم يؤد إلى السلام لعقود".

واشارت مصادر الى ان كوشنر وغرينبلات شوهدا يتحدثون مع دانون قبل أن يبدأ خطاب عباس.

يذكر أن عباس قاطع إدارة ترامب منذ اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لاسرائيل فى ديسمبر الماضي.

ورفض السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة داني بانون خطاب الرئيس الفلسطيني جملة وتفصيلا منددا بقيامه بمغادرة القاعة قبل ان يبدأ هو بالقاء كلمته. وقال الدبلوماسي الاسرائيلي متوجها الى عباس بالقول "لست جزءا من الحل وانما المشكلة".

واضاف في خطابه امام المجلس ان "الطريق الوحيد الذي سيعمل عليه السلام الإسرائيلي الفلسطيني هو مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وسبق ان حض الرئيس الفلسطيني الاوروبيين على الاعتراف بدولة فلسطين في 22 يناير اثناء زيارته الى بروكسل قبل ان يوجه الدعوة نفسها الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 فبراير.

وقالت ادارة ترامب انها تعمل على خطة سلام للشرق الاوسط رغم الشكوك حول ذلك. وقال دبلوماسي "لا تزال موضع مشاورات داخلية".

وحضر جاريد كوشنر صهر الرئيس الامريكي والذي يتولى دور وسيط في عملية السلام في الشرق الأوسط إلى نيويورك للمشاركة في الجلسة.

وقال الرئيس الفلسطيني ان اسرائيل "تتصرف كدولة فوق القانون الدولي، فقد حولت حالة الاحتلال المؤقتة وفق القانون الدولي إلى حالة استعمار استيطاني دائم، واحتلت إسرائيل أراضي عام 1967 بما في ذلك القدس، على أساس مؤقت وأصبح دائما".

وأضاف "نحن لم نرفض ولا مرة واحدة دعوة للمفاوضات".

وقبل الاجتماع جدد الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس تحذيراته من "خلق واقع لا يمكن العودة عنه" بدلا من حل الدولتين. واكد انه "ليس هناك خطة بديلة".

من جهته طالب مبعوث الامم المتحدة نيكولاي ملادينوف بوقف الاستيطان الاسرائيلي معربا ايضا خلال عرضه الشهري حول الشرق الاوسط عن قلقه ازاء الازمة في قطاع غزة التي "تتفاقم".

وطالب باموال جديدة لوكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من تراجع المساعدات المالية الامريكية.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي للرئيس الفلسطيني محمود لعباس خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الشرق الأوسط إن المفاوضين الأمريكيين مستعدون "لإجراء محادثات لكننا لن نلاحقكم".