بعد أن ظل حبيسا لمقاعد البدلاء مع المدرب السابق كارلو أنشيلوتي عاد توماس مولر مهاجم بايرن ميونيخ متصدر دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم ليستعيد قدرته على تسجيل الأهداف حتى لو لم تكن أهدافا تثير الإبهار والإعجاب وهو ما ظهر بوضوح في مواجهة بشكتاش التركي في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا.

لم يكن هناك ما يميز هدفي مولر في الفوز 5-صفر على بطل الدوري التركي، بل إن الهدف الأول دخل نتيجة ارتباك أمام المرمى لكن اللاعب البالغ من العمر 28 عاما لم يكن يوما معروفا بإحراز أهداف ذات طابع جمالي خاص أو مميز.

وقال يوب هاينكس مدرب بايرن ميونيخ صاحب الفضل في عودة مولر بعد توليه تدريب الفريق للمرة الرابعة في أكتوبر 2017: الهدف الأول هو مثال لطريقة مولر في إحراز الأهداف. من المثير معرفة كيفية استعداد اللاعبين لأداء مثل هذه النوعية من المباريات. ويدرك توماس جيدا أهمية تقديم أداء مميز في دوري الأبطال. إذا لم يتعرض لإصابة فإن مولر سيسجل المزيد من الأهداف فهو يقدم أداء جيدا ويثير الحماس عند باقي اللاعبين. إنه لاعب مهم لنظام الفريق ككل وليس لمجرد أنه يحرز أهدافا.

ولا تتطابق صورة مولر، هداف كأس العالم في 2010، مع الصورة النمطية المعروفة عن لاعبي الكرة فهو يحافظ على طريقته في تصفيف شعره دون تغيير لسنوات ويتجنب وضع وشم، كما أن زوجته ليست ممثلة أو عارضة أزياء مشهورة، إضافة إلى أنه يتعثر أمام منافسيه في الملعب أكثر مما ينجح في تجاوزهم بالمراوغة.

ولا يكاد مولر، الذي قضى مسيرته الرياضية في نادٍ واحد فقط هو بايرن ميونيخ، أن يحظى بتأييد كبير لترشيح اسمه في أي من جوائز كرة القدم لكنه يتمتع بحس قوي في اختيار مواضع التمركز في الملعب وينجح دائما في أن يكون موجودا في المكان الصحيح.

ومن ناحية الألقاب فإن مولر يعتبر واحدا من أكثر اللاعبين نجاحا حيث توج بكأس العالم ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، إضافة إلى ستة ألقاب للدوري وأربعة لكأس المانيا. لكن الموسمين الماضيين لم يكونا الأفضل بالنسبة له.

فقد أخفق في تسجيل أي هدف في بطولة أوروبا 2016 وسجل 9 أهداف فقط في كل المسابقات الموسم الماضي لأول مرة منذ بداية مسيرته الرياضية.

بعدها وفي أغسطس الماضي اتخذ المدرب أنشيلوتي قرارا غير متوقع واستبعده من تشكيلة الفريق أمام فيردر بريمن وهو ما أثار نقاشا كبيرا كان متوقعا دفع مولر نفسه للتعليق قائلا: لا أعرف المواصفات التي يحتاجها المدرب مني لكن يبدو أنني لا ألبيها بنسبة 100 في المئة.

لكن أنشيلوتي أقيل من منصبه في سبتمبر 2017 ليحل مكانه يوب هاينكس الذي نجح مرة أخرى في إظهار أفضل ما يمتلكه مهاجمه من قدرات خفية تماما كما فعل من قبل حين أحرز مع بايرن الثلاثية التاريخية في موسم 2012-2013، الدوري والكأس في المانيا ودوري أبطال أوروبا.

وقال هاينكس: يستطيع مولر إحراز أهداف من لاشيء في المباريات التي تنتهي 1-صفر فهو غالبا ما يكون في المكان الصحيح وهو ما يجعله لاعبا مميزا خاصة مع تمتعه بعنصري السرعة ورد الفعل. فهذا هو مولر.