لطالما عملت إسرائيل على صناعة صورة ذهنية تتسم بالقوة والسيطرة والإمساك بزمام الأمور بإحكام، يرافقها قيم ومبادئ لطالما دندنت عليها للديمقراطية التي تهاوت واحتها الغناء على عروشها، كاشفة عن انتهاكات رعاة الديمقراطية والمنادين بها، الأمر الذي أبرزته احداث ألحقت بإسرائيل لم تُعلن للعالم بحقيقتها وكان ثمة تلاعب قامت به وسائل الإعلام الإسرائيلية لتدير فضائحها بطريقة ملونة للحقائق مخففة من وطأة عار لم تتمكن كتمانه في ظل نشر وسائل إعلام إعلامية عالمية له.

لطالما تسعى إسرائيل إلى إخفاء حقيقة إخفاقاتها خاصة ما يتعلق بحوادث سقوط الطائرات، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، وقد ارتأى الجيش الإسرائيلي تبرير الحادث الأخير بتحميل مسؤولية ما حدث على طاقم الطائرة لتحويلها إلى أخطاء شخصية لا تمت بصلة للنظام في إسرائيل أو إمكانيات جيشه، مشيراً إلى أن طاقم الطائرة «لم يتعامل كما يجب مع تهديد الصواريخ»، جاء ذلك مع التشديد والتأكيد على أنه لم يكن هناك ثمة مشاكل في منظومات الإنذار الأرضية ولا في تلك الموجودة في الطائرة.

من جهة أخرى، هناك سقوط طائرة F35 الإسرائيلية التي تمثل قمة التكنولوجيا الأمريكية، وبينما لم تستطع إسرائيل نفي الخبر أعلنت ببلاهة في وسائل إعلامها عن إصابة إحدى طائرات الجيش الإسرائيلي من طراز F35، مبينةً أن المقاتلة F35 تعطلت بعد اصطدامها بالطير، رغم أن صانع طائرات F35 كان قد أكد على أن المقاتلة تم تصميمها لمواجهة حوادث الاصطدام بالطيور في الجو.

أما الكارثة الأخرى فتتمثل في محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته بتهمة الفساد وحصوله على رشاوى والاحتيال وإساءة الأمانة، ومع ذلك يظهر في مؤتمر صحفي معلقاً على توصيات الشرطة «سأواصل العمل من أجل مصلحة الدولة وليس من أجل الحصول على علب سيجار من صديق»، ويبرر أنه منذ انتخابه وهو في تعرض مستمر للمهاجمة هو وعائلته، وأن هذه القضية أيضاً ستنتهي دون أي شيء. واللافت للأمر قوله إن توصيات الشرطة «لا قيمة لها في نظام ديمقراطي، وأكثر من نصف هذه التوصيات لا يتم قبولها من قبل الجهات القضائية، كما أن عليها ظلّ ثقيل».!!

* اختلاج النبض:

عندما لم يكن بمقدور إسرائيل أن تواري سوءاتها والحفاظ على تحقيق عناصر الصورة المشرقة التي أرادتها لنفسها، اختارت أن تدير فضائحها من خلال إعلام لعوب، وتصريحات بلهاء، غير أن جميعنا على علم بأن إسرائيل ليست واحة للديمقراطية، أما منشأ تعظيمها من قبل بعض القوى الدولية فيعود لاعتبارها مقدم الجسر للإمبريالية والاستعمار في العالم.