200 خبير يبحثون تحقيق الجودة الجامعية وتعزيز التنافسية بـ"التعليم العالي"

أ.د. حمزة: "الجامعة" مدعوة لتمييز نفسها من خلال التعليم النوعي

..



حسن الستري

بحث نحو 200 من العلماء وقيادات التعليم والأكاديميين والباحثين العناوين الأساسية في الاعتماد الأكاديمي والاعتراف العالمي وتدويل التعليم وضمان الجودة وريادة الأعمال، في المؤتمر الاستراتيجي السنوي الثامن للشرق الأوسط وأفريقيا لتعزيز التميز الجامعي بجميع أشكاله تحت رعاية وزير التربية والتعليم ورئيس مجلس التعليم العالي د.ماجد بن علي النعيمي الذي تنظمه كل من مؤسسة كاكاريللي سيموندس (كيو إس)، المؤسسة العالمية الرائدة في التصنيفات العالمية للجامعات، وتشارك فيه الجامعة الأهلية بوصفها شريكاً منظماً وجامعة البحرين بوصفها شريكاً استراتيجياً في المؤتمر.

ورحب الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية ورئيس مجلس أمنائها البروفيسور عبدالله الحواج بمؤسسة QS-MAPLE العالمية لقبولهم دعوة الجامعة لتنظيم هذا المؤتمر الإقليمي عن تطورات الامتياز الجامعي في كل مجالاته، منوهاً في الوقت نفيه بالدعم والاهتمام الذي يحظى به التعليم الجامعي والعالي من القيادة الحكيمة ممثلة في جلالة الملك المفدى وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد حفظهم الله جميعاً.

وقال البروفيسور الحواج: "الآن وفور دخولنا في زمن العولمة يجب علي الجامعات التزام مواكبة التغييرات السريعة للساحة الأكاديمية عالمياً ليكونوا في نفس الخط مع الاحتياجات المعاصرة للمجتمع و القادرة على البقاء بصلة مع طلابنا المستقبليين".

وأضاف: "نحن نعيش في عالم ديناميكي خاضع للتغيير غير المتماثل، ويجب أن تكون الجامعات قوية بما فيه الكفاية، مع وجود أنظمة تشغيلية لإعادة وضع المؤسسة في مهلة قصيرة، للتكيف من أجل الاستمرار في أن تكون ذات صلة بالمجتمع ككل لخدمه الجامعة".

وفي ضوء هذه الديناميكية، ينعقد مؤتمر QS-MAPLE بهدف تسليط الأضواء على التعليم العالي باعتباره محركاً لتنمية رأس المال البشري اللازم لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي في الشرق الأوسط وأفريقيا تحقيقاً للتطلع إلى التحول الكامل لاقتصاديات المعرفة. كما صرح الحواج بأن هذا المؤتمر هو الثامن في هذه السلسلة من القمم وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استضافة هذه القمة في البحرين الغالية والتي حضرها أكثر من 200 مشارك من 40 دولة وأكثر من 70 جامعة. وجميع هذه الجامعات المشاركة في هذا المؤتمر تسعى باستمرار لتحقيق الأهداف التالية: النهوض بحياة الناس من خلال الحصول على التعليم العالي وبالتالي تمكين تحسين مستوى المعيشة في المدارس، وتكليف الخريجين الفنيين المؤهلين القادرين على تلبية احتياجات سوق العمل على المستويين المحلي والإقليمي وتشجيع ريادة الأعمال من خلال أحدث البحوث تحفيز الابتكار والاكتشاف، ووقود المشاريع المستقبلية ودعم المجتمع من خلال تقديم الخدمات للمجتمع، وأيضاً تعزيز القدرات الفنية والمهارات المهنية، والانخراط في البحوث وتوليد الابتكار لدفع الاقتصاد إلى المرحلة التالية من التنمية، ومعرفة الاقتصاد.

وشدد الحواج على أن سير الجامعات على طريق التقدم، يواجهه العديد العقبات في تلبية المطالب الحالية والمستقبلية المفروضة عليهم في سعيهم نحو التميز في السمعة وتلبية متطلبات اعتماد مؤسساتهم. ورداً على هذه التحديات، يجب الاستجابة بشكل صريح مع الأدلة التي توثق التنمية المؤسسية في الوقت الذي تروج الجامعات فيها للقيم في تفاعل مع مجموعة متنوعة من الجماهير وأصحاب المصلحة.

وأكد أن "الجامعة الأهلية التي تم تأسيسها في 2001 هي مؤسسة أكاديمية صاعدة في مسار حاد من الصعود. وإنه لفخر أن تكون الجامعة الأهلية من الجامعات الأسرع صعوداً حسب تصنيف QS وترتيبها في المركز 35 من بين 1200 جامعة في العالم العربي".

وتابع: "قبل 17 عاماً وضعت الجامعة الأهلية رؤية طموحة من حيث تطلعها لإنشاء مؤسسة للتعليم العالي مكرسة لتعزيز التنوع والشمول مع صلات قوية مع العمل وسوق العمل لتطوير بلدنا.مع تأسيسنا جمعية دولية والتعاون مع شركائنا حيث تسعى الجامعة الأهلية إلى تحقيق الرخاء في مملكة البحرين والمنطقة من خلال خريجيها المتمكنين من الابتكار وريادة الأعمال".

واختتم بروفيسور عبدالله الحواج كلمته بالتعبير عن شكره الخالص لوزير التربية والتعليم كونه الراعي الرسمي للمؤتمر وجامعة البحرين الشريك الاستراتيجي للمؤتمر وجميع المتحدثين والمشرفين والضيوف الحاضرين لمساهمتهم في تبادل الأفكار لتعزيز قضية التعليم العالي في منطقتنا.

من جهته، عبر رئيس جامعة البحرين أ.د.رياض يوسف حمزة، عن سعادته باستضافة البحرين هذا المؤتمر التي تتشابه أهدافه مع رؤية البحرين 2030 من خلال تركيزه على الاقتصاد المبني على المعرفة والابتكار التكنولوجي والقوة العاملة المرنة.

وأشار البروفيسور حمزة إلى إطلاق البحرين في العام 2014 الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي تسعى لتحقيق عدة أهداف من أهمها مساعدة الطلبة على تحقيق أفضل تجربة تعليمية ممكنة.

وقال: "لقد شهد قطاع التعليم العالي في البحرين تطوير شراكات محلية ودولية من خلال اتفاقيات وبرامج بحثية مشتركة"، مشيراً إلى أن "استضافة هذا المؤتمر ما هي إلا دليل على القفزات التي يحققها قطاع التعليم العالي لإعداد الطلاب وتدريسهم".

وفي الجلسة الرئيسة الأولى للمؤتمر استعرضت الرئيس التنفيذي لهيئة ضمان جودة التعليم والتدريب د.جواهر المضحكي مفاهيم ومعايير الجودة الجامعية والحاجة إليها وهو المفهوم الذي نهض به المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، ودعت له رؤية البحرين الاقتصادية 2030.

وأكدت د.المضحكي مفهوم التعلم مدى الحياة والجودة في التعليم الجامعي من خلال الالتزام بالمعايير والأسس العالمية وحوكمة التعليم، والبحث العلمي، ومصادر المعلومات.

وذكرت د.جواهر بعض التحديات في التعليم العالي من بينها: الطلب المتزايد على التعليم العالي في ظل ضعف المجاراة والمواظبة، وارتفاع معدلات الانقطاع عن الدراسة ما يعد هدراً في الموارد ومضيعة لوقت الدارسين وإحباطاً لهم.

وشددت على أهمية "إتاحة فرص الابتكار أمام الطلاب، واستخدام التقنية بطريقة آمنة في عملية التعليم المتصل بالواقع".

واختتمت حديثها عن التحديات بالحديث عن حاجة قطاع التعليم العالي إلى التغيير والتطوير في مختلف المجالات لامتياز الجامعات، وذلك من أجل تعزيز الجودة.

وبدأت بعدها جلسات العمل المتوازية حيث تجري مناقشة حوالي 50 ورقة بحثية من الجامعات والدول المختلفة، إضافة إلى عدد من الجلسات المتوازية.

من جانبه، قال رئيس اللجنة الدولية الاستشارية لمؤتمر كيو أس الدولي لرواد التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (كيو أس ميبل) د.كيفن داوننج: "يأتي هذا المؤتمر بنسخته الثامنة لمناقشة محاور جوهرية مهمة تتعلق بالتعليم"، منوهاً إلى أن اختيار مملكة البحرين يأتي لما لمؤسسة كاكاريللي سيموندس (كيو أس) من علاقة وثيقة مع الجامعة الأهلية وجامعة البحرين.

وأضاف: "كانت قيادة الجامعة الأهلية داعمة ومؤازرة في اللجنة الاستشارية الأكاديمية الدولية ل QS-MAPLE منذ أول مؤتمر عقدته من قبل منذ ثماني سنوات، ولقد كان للجامعة الأهلية الفضل الكبير في استضافة مملكة البحرين لهذا المؤتمر اليوم، نحن فخورون بالعمل معها".

واختتم رئيس المؤتمر كلامه، قائلاً: "نحن سعداء بتنظيم مؤتمر كيو أس ميبل الثامن والذي يجمع معاً العاملين في قطاع التعليم العالي من جميع أنحاء العالم، وخاصة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك في وقت تشهد فيه المنطقة تطوراً ملحوظاً في هذا المجال".

وجرى طرح التساؤلات الأساسية في جلسات المؤتمر لتبحث الحلول والبدائل المطلوبة في التعليم الجامعي وسياساته الاستراتيجية في ظل تسارع تطور التكنولوجيا والتحولات.

من جانبه، أكد رئيس الجامعة الأهلية د.منصور العالي، أن الجامعة تفخر بمشاركتها الرئيسة في تنظيم واستضافة هذا المؤتمر العالمي المهم، منوهاً بالدور الذي تضطلع به القيادة الحكيمة من تشجيع للجامعات ومؤسسات التعليم العالي على المزيد من الاهتمام بالبحث العلمي والمساهمة في إثراء هذا القطاع المهم والحيوي إقليمياً ودولياً.

وذكر بأن مؤتمر (QS-MAPLE) 2018 يعد أحد أبرز المؤتمرات الدولية المرموقة، ولطالما أسهم بفاعلية في إيجاد الكثير من العاقات العلمية والتفاعلات، والشبكات، وتعزيز الأفكار الجديدة، وتبادل وجهات النظر والتقدم بمسارات التعليم العالي على الصعيدين الدولي الإقليمي، مشدداً على ثقته بما سوف تثمره النسخة الثامنة من المؤتمر من نتائج طيبة .

وأردف موضحاً: "تواجه الجامعات في مختلف دول العالم تحديات كبيرة ومشكلات جمة، ومثل هذا المؤتمر كفيل بوضع العديد من الحلول. حان الوقت الآن لإعادة النظر في التخصصات المستقبلية، التخصصات التي من شأنها توفير فرص العمل والفرص المهنية والوظيفية في المستقبل. يجب أن نفكر في أساليب التدريس لدينا، يجب علينا أن نواكب هذه التكنولوجيا المتقدمة والمتسارعة بسرعة موازية".

وأضاف: "إن تصنيف الجامعات من خلال عدد من المعايير، أهمها التدريس والبحث. وبطبيعة الحال يتم تقييم الجامعات أيضاً من خلال دراسة نوعية خريجيها، والحاجة ملحة لتبادل وجهات النظر والخبرات، والتعلم من تجارب بعضنا البعض وهذا المؤتمر جاء لتحقيق ذلك".

وأوضح أن الجامعة الأهلية وبفضل الدعم اللامحدود من الحكومة الموقرة قد خطت خطوات عديدة على طريق التطور والإنجاز وقطعت أشواطاً بعيدة في سلالم الجودة والإدراج المؤسسي والبرامجي، منوهاً بتحقيق الجامعة المركز الأول بين أكثر الجامعات العربية صعوداً وتقدماً، والمرتبة 35 على أكثر من ألف جامعة في الوطن العربي، وذلك في أحدث تصنيف عالمي صدر من مؤسسة "كيو إس" البريطانية للعام 2018، حيث يؤكد هذا الإنجاز الكبير على أن دعم الحكومة الموقرة للجامعة لم يذهب أدراج الرياح حيث أثمر وأنجب وأعطى.

ونوه د.العالي إلى أن الجامعة الأهلية تسعى لتحقيق التميز بأسلوب منهجي من خلال خطة استراتيجية ومؤشرات أداء واضحة المعالم. ولقد اعتمدت هذه الخطة، كمثيلاتها من الخطط الاستراتيجية الفاعلة على عملية تشاركية متكاملة تأخذ في الاعتبار الاحتياجات والتحديات والتطلعات والأهداف المحلية المرنو إليها.

وعبرت د.جواهر المضحكي عن شكرها للمنظمين والمتحدثين من كافة أنحاء العالم في المؤتمر، مشيرة إلى أن المؤتمر يعد إضافة قيمه وفرصة عظيمة للتعرف على تطور التعليم في العالم وتعريف العالم بما يشهده التعليم من تطور منذ انطلاقه إلى الآن.

وأوضحت المضحكي أن المؤتمر يركز على محورين مهمين وهما الاعتماد الجامعي واعتماد المؤهلات التعليمية وجودة التعليم، وهو من الأمور المهمة التي أكدت البحرين عليها من خلال انطلاق عمل هيئة ضمان جودة التعليم لضمان جودة التعليم في البحرين واعتماده من خلال الإشراف على كافة المؤسسات التعليمية في القطاعين الحكومي والخاص.

وأشارت المضحكي إلى أن العالم يواجه تحديات كبيرة في التعليم ومنها الازدياد الواسع في عدد الطلبة والذين سيصل عددهم إلى 500 مليون طالب في عام 2025، مؤكدة على الدور الذي تقوم به الجامعات الخاصة في دعم مسيرة التعليم، مشيرة إلى أن 30% من الطلبة هم من خريجي الجامعات الخاصة.

ونوهت المضحكي إلى أن التحديات التي تقابل التعليم على مستوى العالم هو عدم ملاءمة مخرجات التعليم والتدريب مع متطلبات سوق العمل.

وأوضحت أن الأحداث التي يمر بها العالم في مختلف مناطقه تعتبر أحد التحديات المهمة التي تواجه التعليم من خلال وجود فجوة عالمية في بعض الدول التي أدت إلى حرمان الأجيال من التعليم وخصوصاً في مناطق النزاع، مبينة أن أحد أهم أهداف التنمية المستدامة في عام 2030 يتم من خلالها قياس مستوى التعليم في الدول.

واستعرضت المضحكي في ورقتها العلمية التحديات التي تواجه البحرين في الشق التعليمي، مؤكدة أنها لا تختلف اختلافاً كبيراً عن التحديات العالمية، مبينة تجربة البحرين في رفه مستوى التعليم والمبادرات والخطوات التي تم القيام بها من قبل الحكومة والقيادة في رفع مستوى التعليم للتوافق مع رؤية البحرين 2030 والتي أصبحت الآن واقعاً ملموساً.

من جانبها، قالت المدير التنفيذي لمؤسسة كيو أس د.ماندي موك بأن البحرين تعد وجهة رائدة في مجال المؤتمرات والمعارض في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن تمتعها بموقع استراتيجي وتواصل عالمي قوي وبيئة مرحبة للزوار الدوليين، بالإضافة إلى أن البحرين تقدم لمحة مستقبلية عما ستكون عليه بعد النفط في الشرق الأوسط.

وأضافت: "إن الطريق نحو التنويع الاقتصادي وبناء اقتصاد المعرفة الذي اتبعته البحرين منذ عدة عقود، يتبعه الآن جيرانها الأكبر حجماً، بما في ذلك المملكة العربية السعودية. ولذلك، فإن البحرين لديها الكثير من التجارب والخبرات حول التحديات والفرص المتاحة للانتقال من نموذج اقتصادي قائم على الموارد إلى نموذج اقتصادي قائم على المعرفة".