* مسؤول رفيع يؤجل زيارته المقررة لبيروت

بيروت - بديع قرحاني، وكالات

كشف رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي قبل أيام عن نوايا الولايات المتحدة توجيه ضربات للنظام السوري، بصواريخ مجنحة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تجري إعادة تموضع لسفن هجومية تابعة لأساطيلها في البحر الأحمر والخليج العربي وشرقي البحر الأبيض المتوسط. وتبع إعلان التوقعات الروسية عن الضربة الأمريكية المحتملة لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا قلق إيراني واستنفار روسي.



وسبق أن هاجمت القوات الأمريكية في ابريل 2017، قاعدة الشعيرات الجوية "قاعدة عسكرية تابعة للنظام" بمحافظة حمص السورية، مستهدفة طائرات للنظام ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار. وكانت تلك الضربة الأمريكية رداً على قصف النظام، قبلها بأيام، بلدة خان شيخون، في إدلب شمال غرب سوريا، بأسلحة كيميائية.

وانتشر في الساعات القليلة الماضية تقارير تتحدث عن إخلاء "حزب الله" للعديد من مواقعه العسكرية في سوريا بعد تلقي معلومات مؤكدة من المخابرات الروسية عن نية السفن الحربية الأمريكية بضرب العاصمة السورية دمشق خلال الساعات المقبلة، على غرار ما تم في قاعدة الشعيرات الجوية، حينما قامت السفن الحربية الأمريكية بتوجيه ضربات صاروخية إلى قاعدة الشعيرات الجوية السورية بـ 59 صاروخاً من طراز "توماهوك"، رداً على هجوم خان شيخون الكيميائي في ادلب شمال غرب البلاد.

وقال محللون سياسيون لـ "الوطن" إنه لا شيء يمنع من توجيه ضربة عسكرية أمريكية جديدة ضد نظام دمشق، مشيرين إلى أن واشنطن لن تسمح بسيطرة طهران وميليشياتها خاصة "حزب الله" على منطقة البوكمال الحدودية مع العراق، لأن الأمر يتعلق بالمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة".

وأضافوا أن "المؤشرات ترجح جدية الضربة الأمريكية ضد نظام الأسد، خاصة مع نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في مايو المقبل".

وقال بوب كروكر عضو مجلس الشيوخ الأمريكي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس إنه يتوقع أن ينسحب ترامب من الاتفاق النووي في مايو المقبل ما لم تتفق الحكومات الأوروبية فعلياً على إطار عمل.

ووفقاً لوثيقة سرية اطلعت عليها "رويترز" اقترحت بريطانيا وفرنسا وألمانيا فرض عقوبات جديدة من جانب الاتحاد الأوروبي على إيران بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية ودورها في الحرب السورية في محاولة لإقناع واشنطن بالإبقاء على الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع طهران.

ويأتي الاقتراح في إطار استراتيجية للاتحاد الأوروبي لإنقاذ الاتفاق، الذي وقعته قوى عالمية والذي يقلص قدرات إيران على تطوير أسلحة نووية، عن طريق إقناع الرئيس الأمريكي بأن هناك سبلا أخرى لمواجهة النفوذ الإيراني في الخارج.

والأسبوع الماضي، طالبت الولايات المتحدة الأمريكية، مجلس الأمن الدولي بالتحرك لوقف القصف المتواصل الذي يشنه النظام السوري وحلفاؤه على غوطة دمشق الشرقية رغم القرار القاضي بوقف القتال 30 يوماً في عموم البلاد.

ووزعت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، على أعضاء المجلس مسودة قرار تطالب بوقف فوري للقتال 30 يوماً، وتطلب من الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريس، الإسراع بإعداد مقترحات لمراقبة تنفيذ وقف القتال وتحركات المدنيين.

لكن هالي قالت إن بلادها مستعدة للتحرك، كما تحركت العام الماضي، في حال تقاعس مجلس الأمن عن اتخاذ إجراء بشأن سوريا.

وقصفت البوارج الأمريكية، في أبريل 2017، قاعدة الشعيرات العسكرية التابعة للنظام السوري، رداً على قصف الأخير بلدة خان شيخون بالأسلحة الكيماوية، في الرابع من الشهر نفسه.

وقالت المندوبة الأمريكية أمام مجلس الأمن "هذا ليس المسار الذي نفضِّله، لكنه مسار أوضحنا أننا سنمضي فيه، ونحن مستعدون للمضي فيه مرة أخرى".

وأفادت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن فاليري جيراسيموف رئيس الأركان قوله إن موسكو سترد إذا تعرضت أرواح الجنود الروس في سوريا للخطر. وأكد المصدر أن الجيش الروسي سيرد على أي ضربة عسكرية أمريكية تستهدف سوريا، وسيستهدف أي صواريخ ومنصات إطلاق تشارك في مثل هذا الهجوم.

ووضعت روسيا أسطولها البحري وطائراتها وجيشها حتى جزيرة القرم في حالة طوارئ.

من جانبه، ربط مسؤول لبناني رفيع لـ "الوطن" الغاء زيارة مسؤول كبير كان سيزور لبنان هذا الاسبوع وهي مقررة من قبل بتطورات قد تحدث في سوريا ومنها توجيه ضربة عسكرية أمريكية لدمشق.

وقد علق المستشار الفرنسي في مركز البحوث حول الارهاب في باريس وخبير بالشؤون الايرانية الان شوفاليرس لـ "الوطن"، انه "يتوجب على ايران ان تقلق من الادارة الأمريكية الجديدة والتوجه الاوروبي الجديد الذي يرفض محاولة ايران فرض سيطرتها على العراق وسوريا، وعلى "حزب الله" ان ينسحب من سوريا". وأضاف أن "المعنيين في لبنان قد ابلغوا في مؤتمر "روما 2" انه يجب وضع حد للسلاح غير الشرعي وان تكون القوى الامنية هي الجهة الوحيدة التي تحمل السلاح". وتابع "ربما هذا يفسر تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري التي تؤكد على ان الاستراتيجية الدفاعية ستكون مدار بحث بعد الانتخابات النيابية المقبلة".