استكمالاً لما يخص الجرائم والإرهاب الإلكتروني الذي طرأ على الساحة الإلكترونية الوطنية وزاد مؤخراً حتى وصلت الأمور إلى مفترق طرق وإلى وضع بات السكوت فيه ليس من ذهباً، إنما لا بد من التعامل والتصرف مع هؤلاء «الفوضويين» الذين يحاربون شرفاء البحرين إلكترونياً ونشاطهم بالأساس قائم على مصالح فئوية وحزبية وتصفية حسابات شخصية لا علاقة لها بالبحرين.

إحدى الناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تظهر تحت اسم مستعار، استخرجوا اسمها الحقيقي ومنطقة سكنها وأخذوا يبتزونها ويشتمونها بأبشع الألفاظ ويطعنون بشرفها ويحاولون استدراجها من خلال حسابات وهمية لأجل جرجرتها بالكلام فغادرت جميع «الجروبات» وأنهت نشاطها، وأخرى قاموا بنشر صورها ومعلومات غير حقيقية عنها ولفقوا لها الكثير من القصص وفق حروب نفسية فقط لأجل أن تتوقف عن نشاطها ولا تخرج باسمها الصريح وتعبر عن آرائها رغم أنها ربة منزل وليست لديها مصالح مع أي جهة ولا مهنية.

على المستوى الشخصي، أحدهم اتصل بنا قبل أكثر من سنة محذراً إيانا، وقد أرسل لنا نسخة من كلام إحداهن على الـ«واتساب» وهي تعرض عليه المال وتقول له «تصرّف معاها وشهّر فيها والحساب بعدين نتفق عليه!!»، والكثير من المواقف التي صادفناها أو صدمتنا تفاصيلها ونحن نتابعها ونسمع عنها في هذا العالم الافتراضي الذي بالأساس لا وجود له على أرض الواقع ويندرج تحت مسمى هواية أو عمل تطوعي لخدمة الوطن إلكترونياً!!

يقول لنا أحدهم محذراً: كل الحروب النفسية التي تمت ضد أصحاب المجموعات لو دققنا فيها سنجدها إما تتبع عصابات الإرهاب الذين يخترقون مجموعاتنا و«ربعنا خبر خير» أو من قبل أشخاص يدعون الوطنية وهم بالأصل عملاء غير مكشوفين لتنظيم الحمدين الإرهابي في قطر، ولا أحد ينتبه للفتن التي يتعمدون إثارتها بين صفوف الشباب، والدليل هو، لماذا هم مهتمون باستخراج قواعد بيانات عن كل مغرد ناشط؟

لطالما آمنا ونحن نرى مثل هذه المواقف أنه سيأتي وقت للمكاشفة وإيضاح جزء من حقيقة ما يجري ويتم، فهؤلاء المرتزقة يوهمون البعض أن قلوبهم على البحرين وأنهم يخافون على مستقبلها، فيما حقيقة تصرفاتهم من خلف الشاشة وبين الكواليس عكس ذلك تماماً! فكيف تحارب من يعمل في نفس مجالك وسخر وقته الخاص لأجل الدفاع عن البحرين فقط من أجل أن يتكسّب مادياً بطرق غير مشروعة ويجمع أكبر عدد من المتابعين ولا ينافسك أحد وتكون الساحة الإلكترونية ملكاً له وفي طوعه لدرجة تصل إلى تجاوز العداوة النفسية لإلحاق الأذى والضرر بهم حتى على مستوى سمعتهم وأعراضهم؟ هؤلاء واضح جداً أنهم انغمسوا في الركض وراء الأموال وقدموا مصالحهم الشخصية قبل الوطنية لدرجة أنهم نسوا أننا في دولة القانون، وبالأصل هؤلاء دخلاء على مجتمعنا وأساؤوا للبحرين قبل أن يسيئوا لأنفسهم، وأشاعوا صورة خاطئة عن حقيقة شعب البحرين «المتربي» والمتمسك بأخلاقه وقيمه، فجعلوا الناس الراغبة بأن تخدم البحرين إلكترونياً تترك الساحة وتبتعد عن المشاكل وتتجنب حروباً وصراعات بين أطراف لا تنتهي، لقد تسببوا بما يشبه «الحظر على العمل الإلكتروني الوطني» وتلك جريمة في حق البحرين التي وإن انتهت أزمتها الأمنية، ولله الحمد، فلاتزال الحروب الإعلامية والإلكترونية مستمرة ضدها.

من الواضح هنا أن الضربات لإنهاء عهد المجموعات الوطنية المؤثرة حالياً في الساحة الإلكترونية تأتي من طرفين، طرف يتكسب من الأزمة وتموله جهات غير معلومة، ويخشى أن يظهر حراك بلا مقابل مادي فيعري ترزقه وتكسبه، لذا يسعى بطرق غير مباشرة وملتوية إلى تفكيك أي قوة إلكترونية وطنية تظهر، وطرف إرهابي بالأصل هو من قبل الأزمة يستهدف الناشطين ويحصر الأسماء في أي مجال من مجالات الدولة لعرقلة تطوير وتنمية البحرين، البعض انسحب من العمل الإلكتروني نهائياً بعد أن افتعلت له المشاكل داخل منزله، والبعض صدم من كمية المعلومات التي استخرجوها عنه وهددوه بها وأخذوا يبتزونه مقابل الاستمرار في عمله، فقرر تجنب المشاكل والابتعاد عن الساحة نهائياً!

من هنا، نؤكد أن هناك حاجة لإنهاء كل هذه الفوضى التي جاءت بسبب منافسة غير شريفة بين جموع المتكسبين مادياً، والعودة إلى أخلاقيات المجتمع البحريني الحميدة، وما كان قائماً عليه من محبة وحب عمل الخير والتطوع لأجله والاحترام و«السنع»، ولا بد أن نطبق حرفياً ما تفضل به صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء حينما قال للنشطاء: «يجب ألا نسمح لهؤلاء أن يدخلوا بيننا ومن يسيء لهذا البلد يجب ألا نتركه».