إن من أصعب المهام التي تقع على عاتقنا هي اكتشاف المواهب والطاقات الشابة في أوطاننا، بل يعتبر هذا الأمر من التحديات الكبيرة فيما يتعلق بمعرفة الأفراد المميزين داخل المجتمع، وفي حال أردنا كشفهم ومعرفتهم لا بد أن نضعهم على الطريق الصعب والوعر حتى يمكن تمييزهم عن غيرهم، وهذا ما حصل باختصار مع قصة «جائزة الخليج العربي للروائيين الشباب» والتي «تعتبر أول جائزة متخصصة تستهدف شباب دول مجلس التعاون الخليجي للانخراط في الإبداع الأدبي عبر كتابة الرواية بفنونها المتنوعة».

وللتاريخ نقول إن الجائزة «انطلقت لأول مرة في عام 2013 برعاية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بمملكة البحرين، وبتنظيم من صحيفة «الوطن» البحرينية، وتعد إحدى المبادرات الثقافية البارزة لسموه لشباب دول مجلس التعاون. تقوم الجائزة على مفهوم التحدي الذي يميّزها عن غيرها من مسابقات الإبداع الأدبي في المنطقة، حيث تعتمد على كتابة الرواية خلال 24 ساعة في بيئة مليئة بالإثارة والتشويق».

طرح أصحاب الفكرة مجموعة من الأهداف للجائزة لعل من أهمها تشجيع الشباب الخليجي على الكتابة الأدبية الاحترافية عبر تحدي الكتابة خلال 24 ساعة، وتمكين الشباب الخليجي من طرح الأفكار والرؤى بصورة مهنية من خلال الكتابة الروائية، وفي سياق الأهداف تأتي شروط المشاركة في الجائزة وبيئة الكتابة والاشتراطات العامة للمشاركين وكذلك الاشتراطات الأدبية والفنية ومن ثم معايير التقييم والإطار الزمني للمشاركة وأخيراً الجوائز.

هذا العرس الروائي البالغ الأهمية في اكتشاف واحتضان المواهب الشابة الخليجية في كتابة الرواية وفي صناعة مشاريع رواة للمستقبل يأتي في سياق معركتنا ضد التخلف والظلام والضياع، فالكثير من المشاريع البحرينية اكتشَفت لنا من عمق المجتمع مواهب كبيرة لا يشق لها طريق، وليست مصادفة أن تأتي هذه المشاريع تحت سقف صحيفة «الوطن» وعبر رؤساء تحريرها. بالأمس كان الراحل الأستاذ محمد البنكي هو أول من وضع فكرة مشروع «تاء الشباب» الذي يعتبر اليوم من أكبر المشاريع الثقافية الشبابية على مستوى الوطن العربي، واليوم نجد الشاب يوسف البنخليل رئيس تحرير «الوطن» «كذلك»، يسير على ذات الدرب في احتضان واكتشاف المواهب الشابة في خليجنا العربي، فمن نادي «الوطن» للإعلام وتخريج كوكبة من الإعلاميين الشباب قبل أيام إلى مشروع جائزة الخليج العربي للروائيين الشباب خلال الأيام القادمة، وبين المشروعين تسكن مجموعة من المشاريع والطموحات الطويلة والكبيرة في ذهنية الزميل العزيز»بو زين»، وفي كل مرة يُفاجئنا بأفكار شبابية مذهلة للغاية تتجسد على أرض الواقع كمشاريع نهضوية وأدبية وفكرية رصينة ومنتجة.

شكراً لراعي «الجائزة» سمو الشيخ خالد بن حمد بن عيسى آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى على رعايته الكريمة والمستمرة لمثل هذه المبادرات الوطنية الرائعة، وشكراً للزميل العزيز الأستاذ يوسف البنخليل على كل هذه الأفكار المضيئة وشكراً للداعمين الوطنيين لمثل هذه المبادرات الجميلة التي بها ومن خلالهم يستمر العطاء والنور.