طالعتنا وسائل التواصل الاجتماعي قبل مدة قصيرة، بفيديو يظهر فيه أحد العمال الآسيويين وهو يترنح يميناً وشمالاً من أثر المشروبات المسكرة التي أفقدته عقله وجعلته لا يدرك تصرفاته، حتى أن الفيديو كان يظهر أن العامل كان يرمي نقوده التي معه في الشارع من شدة حالة السكر التي وصل لها، مع أن شكله يوعز بأنه عامل بسيط تعب كثيراً من أجل جني حفنة الدنانير التي كانت تتطاير في الهواء، وبعد فترة قريبة من نشر الفيديو الأول ظهر فيديو آخر لشخص آسيوي ثانٍ وهو تحت تأثير المسكرات «سكران» وينام في الشارع ولا يتذكر مكان سكنه، بل أن الفيديو يظهر محاولة فتح هذا العامل الأجنبي «السكران» لمحطة فرعية للكهرباء ظناً منه أنها بيته!!

مع أن هذه الفيديوهات أظهرت ممارسات غريبة على مجتمعنا البحريني إلا أن المشكلة لا تتوقف عند السكر في الأماكن العامة فقط، ولكن الخطورة التي ظهرت في هذه الفيديوهات هي أن هذه الممارسات حصلت داخل أحياء سكنية من قبل عمال أجانب!!

فماذا لو دخل أحد هؤلاء «السكارى» بيت أحد القاطنين تلك الأحياء السكنية، ماذا يمكن أن يحصل وأنت تشاهد «سكران» يترنح في بيتك؟! وأمام أهلك وأبنائك؟! ماذا لو شاهد هذا «السكران» طفلاً يتمشى أو يلعب ويلهو بالقرب من منزله وسولت له نفسه الاعتداء عليه؟! ماذا لو حاول هذا «السكران» أن يعبر الشارع وتسبب في حادث مروري له ولغيره؟! ماذا لو ارتكب هذا السكران جريمة داخل هذا الحي السكني المكتظ بالسكان وهو تحت تأثير السكر، أو قام بممارسات مخالفة للذوق العام، أو قام بأي فعل فاحش في الطريق العام؟! كل هذه الأسئلة والتصورات، تفتح ملف موضوع سكن العزاب في المناطق السكنية للمرة الألف، والذي لم يتم حله حتى الآن.

ممارسات غريبة ودخيلة على مجتمعنا البحريني المحافظ، وعلى أحيائنا السكنية المتناغمة، لتسطر لنا قصصاً وممارسات لم نعتدها ولم نعهدها قط، فبدءاً من لبس الأجانب لـ «الوزار» وانتهاء بتناولهم للمسكرات، مروراً بالعديد من الممارسات الدخيلة وغير المتماشية مع نمط حياتنا التي اعتدنا عليها، نفتح ملف أهمية الوصول إلى حلول ناجعة في ملف «سكن العزاب» في الأحياء السكنية لكي لا نبكي على اللبن المسكوب، وقبل أن يقع الفأس في الرأس. وللحديث بقية.