يوسف ألبي

عندما تخسر ألمانيا في مباراة كرة القدم، فإن أموراً غير طبيعية تجري على الكرة الأرضية، كونها أحد أقطاب اللعبة، فما البال إذا كانت حاملة لقب كأس العالم، الخسارة التاريخية أمام المنتخب المكسيكي بهدف دون مقابل تشكل لغزاً كبيراً وعلامات استفهام حول مقدرة المانشافت الحفاظ على بريقهم العالمي، "إكسترا سبورت" استعانت بمجهرها الفني لاستخلاص ما يؤرق ألمانيا وهو يتمحور في 6 أمور رئيسة:

1- من أهم أسباب تعثر الألمان هو عدم إيجاد بدلاء يخلقون الفارق، ولعل السبب الرئيس وراء ذاك هو تجاهل استدعاء عدة لاعبين ذوي الجودة والقيمة العالية وأبرزهم شورله وغوتزه صاحب هدف الفوز بمونديال 2014 وساني نجم مانشستر ستي، فلو كان هؤلاء اللاعبون موجودين لتوافرت الحلول بشكل أكثر، خصوصاً أن جميع هؤلاء اللاعبين يمتلكون الحلول الفردية والمهارة والسرعة وغيرها من الصفات الإيجابية.



2- الإحصائيات تؤكد على السيطرة المطلقة والاستحواذ الواضح والفرص المهدرة للألمان ولكن كل ذلك لا يجدي نفعاً ففي كرة القدم الأهم من كل ذلك هو التسجيل والفوز، فقد اشتهر المنتخب الألماني منذ قديم الزمن بالتسديدات من خارج منطقة الجزاء، بالإضافة إلى الكرات العرضية والتسجيل بضربات الرأس فأغلب أهداف الألمان تاريخياً سجلت بتلك الطرق، فلو قام المدرب بتوجيه اللاعبين وتطبيق ذلك فمن الممكن أن تكون النتيجة مختلفة تماماً.

3- الجميع ينتقد بشدة توماس مولر بسبب تراجع مستواه وقلة فاعليته في الفترة الأخيرة، ويعود السبب في ذلك إلى اعتماد لوف في وضع مولر في مركز الجناح الأيمن، فمولر لا يملك السرعة والمهارة والمراوغة، فكان لا بد من المدرب إشراكه في مركز رأس الحربة بسبب امتلاكه لحس تهديفي رائع وقدرته الهائلة على التسجيل من أنصاف الفرص، فأغلب أهدافه سجلت وهو داخل "البوكس"، فلو اعتمد عليه بدلاً من تيمو فيرنر والزج بماركو رويس على الجبهة اليمنى لكانت النتيجة أفضل مما انتهت عليها المباراة.

4- يشكل تواجد كروس وخضيرة وأوزيل عبئاً كبيراً على الفريق بسبب بطئهم في التمرير وكثرة استخلاص الكرة منهم من قبل الخصم المكسيكي، فضلاً عن انعدام فاعليتهم وعدم قيامهم بأي أدوار دفاعية والدليل المساحات الكبيرة في ملعب ألمانيا، فقد شاهدنا هوملز وبواتينغ يتحملون بمفردهم انفرادات المكسيك المزعجة والخطرة ولو استفاد منها لكانت النتيجة أكبر من ذلك.

5- ربما الثقة المفرطة من قبل لاعبي المنتخب الألماني بسبب أنهم أبطال العالم، بالإضافة إلى أنهم يملكون سجلاً ناصعاً حين يواجهون المكسيك، فضلاً إلى أفضليتهم الواضحة على المنافس من حيث التاريخ و الشخصية وقيمة وجودة المدرب واللاعبين ما خلق في نفوسهم كبرياء واضحة وعدم احترام المنافس المكسيكي بالشكل المطلوب، الذي عاقبهم بالهزيمة في نهاية المطاف.

6- تفوق الكولومبي كارلوس أوساريو المدير الفني لمنتخب المكسيك على مدرب ألمانيا يواكيم لوف من حيث تهيئة اللاعبين نفسياً وذهنياً وبدنياً والتزامهم وانضابطهم التكتيكي طوال الـ90 دقيقة، فضلاً عن توظيف اللاعبين بالشكل المناسب والمطلوب، ولا خلاف أن المكسيك استحق الفوز بجدارة واستحقاق على أبطال العالم محققاً أولى مفاجآت المونديال.

فهل يعيد التاريخ نفسه ويودع حامل اللقب مثلما حدث مع إيطاليا وإسبانيا عندما فشلوا في تخطي دور المجموعات عامي 2010 للأتزوري و2014 للماتدور وهم أبطال للعالم.. هذا ما سننتظره في قادم الأيام.

‏‫