تابعنا منذ عقود شراء ذمم بعض البحرينيين من قبل حكومة طهران لمن آمن بأيديولوجيتها، وتعاملنا معهم بحزم وحسم، وأدركنا جيداً دوافع الإيرانيين في إيجاد طابور خامس من أجل تحقيق أهداف سياسية، والمساس بسيادة واستقلال وعروبة مملكة البحرين.

ولم نتفاجأ اليوم عندما اكتشفنا أن بيننا من قبل على نفسه شراء ذمته من حكومة شرق سلوى من أجل الحصول على حفنة من الدنانير، وهو يعلم جيداً أن ذلك يسمى خيانة وطن، فمن يخون وطنه لا يستحق شرف الانتماء.

عمدت حكومة شرق سلوى منذ سنوات طويلة إلى التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، ولديها وراء ذلك دوافع تاريخية، وإصرار مريض على الثأر والانتقام، والحلم بأوهام التاريخ، وهي التي تملك سجلاً طويلاً في الغدر والخيانة. لذلك لم يكن مستغرباً اهتمامها منذ فترة بتكوين علاقات مع تنظيمات سياسية بحرينية راديكالية في الداخل والخارج، ثم انتقلت إلى اهتمامها بتجنيس بعض العوائل البحرينية لأغراض سياسية مفضوحة، وعندما تم اكتشاف أجنداتها في المنطقة من قبل التحالف الرباعي لم تتوقف عن سياساتها المكشوفة، فلجأت إلى توزيع الأموال، وشراء ذمم من باع وطنه.

مجموعة من النواب والسياسيين والإعلاميين وغيرهم في البحرين ارتضوا على أنفسهم، وخانوا وطنهم بقبولهم ريالات قطر السوداء، ودوافع ذلك معروفة من حكومة شرق سلوى. فهناك من أعلن ترشحه بالمال القطري، وهناك من شكّل خليته الإعلامية للتأثير على اتجاهات المواطنين بشأن الانتخابات، وآخر تحوّل إلى سمسار يشتري حسابات التواصل الاجتماعي من البحرينيين لتباع على الدوحة، وتدار لاحقاً من خلاياها الإعلامية المشبوهة في عواصم أخرى.

لا يمكننا أن نقبل بمن قبل على نفسه الريالات القطرية، ومن خان وطنه مع حكومة شرق سلوى. كما لا يمكننا السكوت عن هؤلاء الذين يعتقدون أنهم بمنأى عن المساءلة أو المحاسبة، فهؤلاء معروفون، وما قاموا به يستحق المتابعة لأنه يرتبط بأمننا الوطني. والصحافة باعتبارها السلطة الرابعة لن تتخاذل أو تخجل أو تخشى القيام بدورها في فضح هؤلاء والكشف عن تآمرهم وخيانتهم للوطن.