تعرض بعض المترشحين للانتخابات النيابية والبلدية للتهديد بغية جعلهم ينسحبون أمر متوقع في مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، يزيد منه أن عدد المواطنين الذين أعلنوا عن رغبتهم في الترشح كبير ويتنامى وأن إيران وقطر اللتين صارتا تجهران بعداوتهما للبحرين بدأتا تشعران بالحرج ولم يعد أمامهما سوى العمل معاً لتعطيل وإفشال المسيرة الديمقراطية ، فالإقبال على الترشح وعلى المشاركة في الانتخابات المقبلة تفشيل لهما ولخططهما وألاعيبهما، والمشاركة في الانتخابات يعني خسارة الأموال التي تم رصدها من قبل حكومتي طهران والدوحة لهذا الغرض.

مهم هنا التأكيد على أنه لم يعد مناسباً القول بأن "دولاً مجاورة" تسعى للتأثير على الانتخابات ، ففي مثل هذه الأحوال لا مفر من الجهر بأسماء تلك الدول وهي هنا إيران وقطر، فهما الدولتان المجاورتان اللتان لهما مصلحة في إفشال الانتخابات المقبلة تحديداً، والجهر باسميهما اليوم ضرورة لأنهما لم تعودا تعملان في الخفاء وإنما نهاراً جهاراً.

الحكومتان الإيرانية والقطرية تبذلان كل الجهود الممكنة للتشويش على الانتخابات في البحرين وإفشالها، والأكيد أنهما لن تكتفيا بدفع البعض إلى تهديد المترشحين ولكنهما ستعبران أيضاً بطريقتهما عن تعاطفهما مع الجمعيات السياسية التي عملت ضد الوطن وتم حصرها في زاوية ضيقة وستستغلانها لتنفيذ خططهما الرامية إلى إفشال الانتخابات وتعطيل المسيرة الديمقراطية.

ما جرى في السنوات السبع الأخيرة كان وراءه النظامان الإيراني والقطري . هذه حقيقة ينبغي ألا نتردد عن المجاهرة بها لأنه يتوفر عليها ألف دليل ودليل ، فلولاهما لما تعقدت المشكلة بل لما حصلت المشكلة أساساً. هذان النظامان هما اللذان يقفان وراء كل الذي جرى في البحرين وكل الذي يجري وقد يجري لاحقاً وهما اللذان يحركان من تمكنا من شراء ذممهم أو صورا لهم الأمور بشكل بعيد عن الواقع فيهددون المترشحين كما حدث في الأيام الأخيرة ، وليس بعيداً قيامهم بتنفيذ تهديداتهم وصولاً إلى المنع من الخروج من البيوت.

الأمر الذي لم ينتبه له هؤلاء والنظامان الإيراني والقطري هو أن كل هذا لا يمكن أن يفت من عضد المواطن البحريني، فلن يعلن أحد عن انسحابه من الترشح للانتخابات ولن يتردد أحد عن المشاركة في يوم الاستحقاق، وستعيش البحرين العرس الديمقراطي بالشكل الذي تريده، وسيشهد العالم بنجاحها في تنظيم الانتخابات النيابية والبلدية وبنجاح المسيرة الديمقراطية التي لا يمكن أن تتعطل مهما فعل مريدو السوء ومهما صرف النظامان الإيراني والقطري من أموال لفعل ذلك .

أبداً لن يحدث شيء من الذي يسعى إليه ويعمل مريدو السوء ومن يقف من ورائهم، والمترشحون للانتخابات وكل من أعلن عن عزمه الترشح سيجد الأمان الذي يحتاجه، فالأجهزة الأمنية في البحرين وبعد كل هذا الذي مرت به البلاد قادرة على حماية الجميع وتوفير الأمن للجميع، ولو حدث أن نفذ مريدو السوء تهديداتهم فلن تعجز عن الوصول إليهم وكشفهم وفضحهم .

تهديد الذين أعلنوا عن رغبتهم في الترشح للانتخابات النيابية والبلدية يعني أن من يقف وراء هذا العمل يشعر بالضعف حيث التهديد لغة الضعيف وسلاحه وليس لغة وسلاح القوي ، وحيث وصوله إلى هذه المرحلة يعني أن الطرف الآخر يتقدم ويحقق النجاح .

لن يحصل ما ينغص فرحة هذا الشعب في هذا العرس، ولن يحقق مريدو السوء أي نجاح مهما فعلوا وبذلوا وصرفوا وأياً كانت قدراتهم الإعلامية التي بدأت عملها مبكراً، والتهديدات لن تفلح في دفع أحد من الذين عبروا عن رغبتهم في الترشح للانتخابات إلى نقض رغبته والإعلان عن انسحابه، لا اليوم لا غداً، والأكيد أنه لن يتمكن مريدو السوء من تنفيذ ما يطلبه النظامان المسيئان منهم.