عندما يفصل التاريخ كلمته، ويؤكد الحقائق، وينسف الأباطيل تنتهي كل المحاولات الفاشلة لمحو الثوابت وصناعة الأوهام، فما بني على باطل فهو باطل. ذلك ما تعانيه حكومة قطر اليوم، بعد أن ظلت ردحاً طويلاً من الزمن تحاول صنع التاريخ لنفسها، وتحاول بناء ماض مزور تخدع به نفسها قبل غيرها.

رغم كل المحاولات القطرية لتزييف التاريخ، إلا أنه لا يمكن للدوحة ولا لغيرها أن تنسينا ما نملكه أصلاً وما هو ثابت لنا في التاريخ، ونستذكر هنا الزبارة والديبل اللتين احتلتهما حكومة قطر أمام العالم أجمع، بغزو عسكري غاشم مازالت آثاره باقية إلى اليوم، أو بخداع المنظمات الدولية بوثائق مزورة ودولارات مشبوهة.

لن ننسى، ولن ينسى البحرينيون ما فعلته الدوحة بأراضيهم باحتلالها الزبارة والديبل، ونهب ثرواتنا الوطنية، وتهجير أهل البحرين قسراً من سكناهم في الزبارة العريقة التي أسسها آل خليفة الكرام قبل أن يستقدم أبناء آل ثاني إلى شبه جزيرة قطر من سواحل فارس ليعملوا تحت إمرة حكام قطر الأصليين.

الزبارة المحتلة من حكومة قطر ستبقى بحرينية، ولن تثني البحرينيين عن جهودهم للمطالبة بها، أو التأكيد على هويتها البحرينية الأصيلة رغم محاولات الطمس والكذب القطري. إن الاحتلال الذي تعرضت له الزبارة العزيزة لا يختلف عن احتلال الصهاينة لفلسطين الغالية.

هذا الاحتلال الغاشم، هو امتداد أقدم لكل ممارسات الدوحة وتورطها في الإرهاب الآن، ويفسر لنا سبب خروجها عن الصف الخليجي - العربي، ولذلك هي الدولة الخليجية الوحيدة التي تمادت واعتدت عسكرياً على دولة خليجية أخرى شقيقة، فعلت ذلك باعتدائها على البحرين باحتلال الزبارة والديبل، واعتدائها الغاشم على منطقة الخفوس السعودية.

تبقى كل هذه التفاصيل باقية في ذاكرة البحرين الحديث ثابتة لن تتغير أبداً، ويبقى موقفنا من شعب البحرين في قطر ثابتاً فهو أهلنا ونحن أهله، وسنبقى له ويبقى لنا كما بقيت وستبقى أراضينا في شبه جزيرة قطر.