يقول المفوض السامي زيد بن رعد الحسين والذي انتهت فترته في المفوضية السامية لحقوق الإنسان، أن موقعه جعله يخسر الكثير من أصدقائه، مبرراً ذلك أنه بسبب مواقفه «مع» حقوق الإنسان.

لكن رداً على هذه المقولة «الباطلة»، نقول للمفوض السامي «الراحل» عن موقعه، بأنه خسر أصدقاءه، بسبب «انحيازه» الصارخ للدفاع عن حقوق «الإرهابيين» الذين تدعمهم إيران وتمولهم، بالأخص ممن يستهدفون البحرين. فقدت أصدقاءك لأنك لم تكن منصفاً ولا عادلاً، ولم تعاملهم بمثل مستوى الاحترام.

وإلا، فلماذا هذا العداء الصارخ الذي كنت تمارسه مع أصدقائك، بتعمد عدم الاستماع لهم، وعدم الأخذ بردودهم الرسمية رغم أنها ردود تمثل إجابات دولة، وتصر على الاكتفاء بما يتم تزويدك به من معلومات مفبركة ومغلوطة ومضخمة من عناصر انقلابية تعمل ضد البحرين، عناصر تجول في أوروبا، وتدعى أنها مطاردة ومهجرة، بينما هي تصرف الأموال على تنقلاتها وسفراتها، وأنت تعلم علم اليقين بأن هناك «من ورائهم» ومن «يمولهم» ومن «يرعاهم»، والانتماء لنفس الفكر الإيراني واضح، بالتالي لماذا كان هذا العداء مع أصدقائك؟!

اترك توصيف «أصدقائك»، لأن التجربة أثبتت بأننا في البحرين كمخلصين لبلادنا وقيادتنا، ولا في السعودية ولا في الدول الخليجية والعربية لسنا «أصدقاءك»، بل «أصدقاءك» هم «إرهابيون» و«عملاء لإيران»، ومحرضون على العنف ضد الفئات التي تقف منهم موقف الاختلاف، وضد رجال الأمن، وضد أنظمة بلادهم. صديقتك هي مريم الخواجة ومن على شاكلتها، ممن تجد وقتاً لتجلس وتتسامر معها على مائدة طعام، بينما ردود دول لها اعتبار وكيان كنت تتجاهلها ولا تتطرق لها، بينما دعوات رسمية لك لتحضر للبحرين أنت وموظفينك بالأخص ممن واضح أنهم «تكالبوا» عليك و«غسلوا» دماغك لتناصب أبناء جلدتك وعمومتك العداء لأجل خاطر مطامع النظام الإيراني، هذه الدعوات لم تقم لها اعتباراً ولم تحضر لتر بـ«أم عينيك» حقيقة الادعاءات التي «خدعوك» بها «مرتزقة» النظام الإيراني في الخارج.

اليوم يذهب المفوض الذي لم يكن «سامياً» أبداً في تعامله، وتأتي -كالعادة- جوقة الانقلابيين لـ«تفضح» تورطه معهم، بكل سذاجة، حالهم كحال مسؤولي النظام الإيراني الذين يخرجون بتصريحات يستهدفون فيها البحرين ويدعمون فيها الانقلابيين ورموزهم، بينما في البحرين يكاد علي سلمان ومن معه ويستميتون لنفي ارتباطهم بإيران، لكن طهران تصفعهم وتفضحهم بكل تهور في التصريحات، اليوم يفضح أحد الانقلابيين الذين يعتاش على المال الإيراني في أوروبا، ومن خلال قناة ممولة إيرانياً، يفضح دور زيد بن رعد، ويؤكد كل ما قيل عن تواطؤ ساقط وتعاون آثم بين الانقلابيين والمفوضية بهدف الإساءة للبحرين.

يقول هذا المرتزق الإيراني في سقطة تفضحه وتفضح معه المفوضية، بأن التقرير الذي أصدرته لجنة خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان بشأن البحرين بخصوص المحرض نبيل رجب، هو «آخر هدية من زيد بن رعد» قبل مغادرته لموقعه كمفوض «سام» للمفوضية.

أهناك اعتراف أكثر من هذا؟! وهي ليست المرة الأولى التي تصدر تصريحات ساذجة من هؤلاء، تضعهم في إحراج وتكشفهم على أنهم مجرد «ورق لعب» يغيرهم النظام الإيراني كيفما يشاء، كلما احترق «كرت» جيء بآخر.

حالهم كحال خليل مرزوق حينما سئل في لقاء تلفزيوني عن إيمانه بالولي الفقيه، وهل يمكنه أن يقول لإيران أن تكف يدها عن البحرين؟! تحول البطل الوفاقي مدعي الوطنية لشخص تتقلب ألوانه بين الأزرق والأخضر، تاهت الحروف في فمه، وضاعت الحروف، والسبب بسيط وواضح، لأنها إيران، الوصية والممولة كل عملائها ومرتزقتها.

منذ أن بدأت عمليات استهداف البحرين داخل المفوضية السامية، وظهرت علاقات المفوض مع عملاء إيران المجندين ضد البحرين، ونحن نعرف تماما بأن هذا الرجل قد «غسل» دماغه، و«مهنيته» وحول لأداة ضد «أصدقائه» من أبناء جلدته وعرقه، هؤلاء الذين لم يطلبوا منه سوى «الحياد» و«الإنصاف» فقابلهم بـ«الانحياز» و«العداء»، واليوم يأتي متحدثاً عن عملاء إيران ليشكره باسمهم على «آخر هدية يقدمها المفوض السامي» لهم ضد البحرين، وهي بالفعل هدية أخيرة تتوج مسلسل الهدايا المتوالية التي قدمها لعناصر تصنف في قوائم «الإرهاب».

طبعاً، كإنسان أصبح زيد بن رعد مجرد شخص آخر «استغل» وانتهى دوره، وبياناته فقط للتذكير والاستدلال، أما هو فلا يعنيهم بعد الآن. وطبعاً التركيز الآن على محاولة جعل خليفته «استنساخاً» آخر منه، ليستمر مسلسل الهجوم على البحرين، باسم الدفاع عن حقوق الإنسان، والأصح الدفاع عن حقوق «المجرمين».