السلطات البحرينية الأمنية قبضت على 14 إيرانياً دخلوا البلاد بجوازات سفر آسيوية وبأسماء غير حقيقية، ورغم ذلك خرج المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ليقول بأن بلاده لا يمكنها تأكيد ما ورد في بيان وزارة الداخلية البحرينية، وأن المنامة لم تقدم أدلة للحكومة الإيرانية أو تزودها بمعلومات إضافية.

الجميل أن وزارة الداخلية ردت على كلام المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بأسلوب يشبه «الصفعة» القوية على الوجه، حينما نشرت الأوراق الثبوتية للإيرانيين المتسللين وهوياتهم.

«جمهوري إسلامي إيراني»، وهي الجملة التي تتصدر جوازات السفر للمتسللين، وأعتقد بأن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية يفكر الآن في كيفية تكذيب هذه الوثائق، ولربما يخرج علينا ليتهم الأجهزة البحرينية بأنها قامت بـ«تزوير» هذه الجوازات لتبدو وكأنها جوازات إيرانية!

قد يفعلون ذلك بكل تأكيد، فمن يزور في مواقفه هو، أي النظام الإيراني، ومن يزور حقيقة بلاده، ويزور حتى حريات شعبه، من السهل عليه جداً أن يزور أي شيء آخر، يكفي أن لديه عملاء وخونة لأوطانهم يدفع لهم التومان الإيراني ليقوموا بـ«تزوير» التاريخ والحقائق والمعلومات.

الفكرة ليست هنا، بل بيت القصيد يتمثل بموقف هذا النظام السادي الديكتاتوري، والذي يستخدم أبناء شعبه كوقود محرقة، وأدوات يرميها بكل سهولة، وبدرجة أشنع منهم، يستخدم العملاء وخونة الأوطان مثل «محارم الورق» التي تستخدم ثم ترمى حين تكون بلا قيمة.

في هذه القضية، ونعني تسلل 14 إيرانياً بأسلوب التزوير لداخل البلاد، ألم يكن المنطق يفرض أن يتحرك النظام الإيراني أقلها لـ«يطمئن» على رعاياه، وليطالب بإعادتهم له لتتخذ بحقهم الإجراءات القانونية بسبب فعلهم المخالف؟!

لم يشر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لأي من مواطني بلده، بل تحدث وكأنهم لا يمثلون شيئاً لإيران، ولا أمرهم يهم النظام، وحرف الموضوع ليهاجم البحرين، ليهاجم بلادنا التي كانت ومازالت وستظل «شوكة حادة» في حلق إيران والخامنئي وكل طامع صفوي بها.

إن كان شعبهم لا يمثل لهم شيئاً، ولا يهمهم أمره، فهل يا ترى هؤلاء سيكترثون لأمر عملائهم إن قبض عليهم أو كشفت مخططاتهم؟! طبعا لا، فصناعة العملاء فن إيراني متقن منذ عقود، والبشر لديهم مجرد أرقام ولا يهم أمرهم.

كل هذه الأمور نعرفها تماماً، ويؤكد عليها عناصر يمثلون حتى النظام الإيراني وينتمون لهذه الجمهورية، مثال ذلك فائزة رفسنجاني ابنه الرئيس الإيراني الأسبق على أكبر هاشمي رفسنجاني، وهي أستاذة جامعية ومديرة تحرير صحيفة «زن» المحظورة، وكانت نائبة سابقة بالبرلمان، وعضو اللجنة التنفيذية المركزية في حزب «كوادر البناء» الإصلاحي الذي أسسه والدها، والتي أشارت لحجم الفساد والدمار الداخلي في إيران الذي يعاني منه الشعب.

رفسنجاني والتي سبق وأن اعتقلها النظام الإيراني لمدة 6 شهور بسبب مواقفها، قالت بأن النظام الإيراني دمر الإسلام، إذ رغم أنه يدعى كونه نظام حكم ديني، إلا أن لا علاقة له بالدين، فالبلد فيه دعارة صريحة، وفيه شرب للخمور بنسبة تفوق دولاً غير إسلامية في مستوى العالم، بلد يرفع شأن إنسان مثل خامنئي لمستوى القدسية، ليحفظ نفسه من الانتقاد الشعبي، وبالتالي ينتهي كل ذلك بصناعة الديكتاتورية الحاصلة اليوم في إيران. قلناها مراراً ونكرر، بأن على النظام الإيراني المستبد ومرشده الخامنئي «هتلر» العصر الحديث، أن يترك شؤون غيره ويلتفت لشعبه ويعطيهم حقوقهم ويوقف ديكتاتوريته وقمعه بحقهم، والأهم أن يبعد عن بلادنا والبلدان الأخرى، لا أن يقوم بإرسال عملائه بكل الطرق والوسائل، عبر التزوير أو التهريب مثلما حصل.

لعلّ التابعين لهذا النظام يرون ويستوعبون هذه الحقيقة، وهي كيف أن هذا النظام بمجرد أن يفشل عملاؤه ويسقطون في قبضة العدالة الدولية، سرعان ما يتبرأ منهم، لدرجة أنه يشكك حتى في «إيرانيتهم»!

ها هي جوازاتهم أيها المتحدث باسم سيدك خامنئي، اقرأ سطرها الأول الذي يقول «جمهوري إسلامي إيراني».