* الصين تحذر وتدعو أمريكا لتحمل العواقب

* الصفقة الصينية الروسية أزعجت واشنطن وشملت 10 مقاتلات سوخوي وصواريخ أرض جو "إس 400"

واشنطن - نشأت الإمام، (وكالات)



قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات على الجيش الصيني إثر شرائه أسلحة من روسيا، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في موسكو وبكين. وجاءت العقوبات الأمريكية عقب شراء الصين مقاتلات سوخوي وصواريخ أرض جو "إس 400" من روسيا.

ودعت الصين الإدارة الأمريكية إلى سحب العقوبات وإلا "تحملت تبعاتها".

كما حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف من أن واشنطن "تلعب بالنار".

ووجهت الصين تحذيراً شديد اللهجة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد فرضه عقوبات على بكين بسبب شرائها لأسلحة روسية، وقالت بكين إن على أمريكا سحب العقوبات أو "تحمل العواقب".

وكانت روسيا قد قامت في شهر ديسمبر، بتسليم 10 من طائرات سوخوي Su-35 القتالية إلى الصين، بالإضافة إلى المعدات المتعلقة بنظام الدفاع الصاروخي الحديث. ومن وجهة نظر الولايات المتحدة، كانت المشكلة أن بكين اشترت هذه المكونات من وكالة تصدير الأسلحة الروسية الحكومية، التي كانت بالفعل على القائمة السوداء للولايات المتحدة.

وبعد شهور من المداولات، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على الوكالة العسكرية الصينية التي قامت بعمليات الشراء، بالإضافة إلى مديرها.

وقالت واشنطن إن الصين خرقت بعقدها هذه الصفقة العقوبات الأمريكية على روسيا، رغم أن الصين لم تنضم إلى العقوبات التي فرضتها واشنطن وحلفاؤها من الغرب على موسكو عام 2014 بسبب أنشطتها في أوكرانيا.

وتوترت العلاقات بين واشنطن وموسكو بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، ثم زادت الأزمة عمقا بين البلدين على خلفية مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والخلاف بشأن الصراع في سوريا.

وفرضت العقوبات الأمريكية بالأساس على إدارة تطوير المعدات باللجنة العسكرية المركزية الصينية ومديرها لي شانغ-فو بسبب "معاملات مهمة " مع شركة "روسوبورون اكسبورت" الحكومية في روسيا.

وأوضحت واشنطن أن إدارة تطوير المعدات باللجنة العسكرية المركزية الصينية ومديرها لي شانغ-فو على اللائحة السوداء، ما يعني تجميد كل ممتلكاتهم في الولايات المتحدة ومنع الأمريكيين من التعامل الاقتصادي معهم.

كما وضعت واشنطن 33 شخصاً وكياناً مرتبطين بالاستخبارات والجيش في روسيا على اللائحة السوداء.

وقال مسؤول أمريكي إن "الهدف الأساسي من هذه العقوبات هو روسيا" وإن العقوبات من هذا النوع "لا تهدف إلى إضعاف القدرات الدفاعية لأي بلد كان" لكنها تهدف إلى الإضرار بروسيا رداً على أفعالها التي وصفها بالمؤذية.

وأشار إلى أن واشنطن قد تفرض عقوبات مماثلة على بلدان أخرى.

وقال مسؤول روسي إن العقوبات الأمريكية لن يكون لها أي أثر على مبيعات الأسلحة الروسية.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن عضو في الدوما قوله إنه "متأكد من أن العقود المبرمة ستنفذ في مواعيدها" وإن المعدات التي شملتها الصفقة "مهمة جداً بالنسبة للصين".

وتعد آسيا أهم سوق أجنبي بالنسبة لمصنعي الأسلحة الروس حيث تستأثر بنحو 70 % من صادرات السلاح الروسي منذ عام 2000.

وقال تقرير لمركز بحوث تشاتام هاوس في بريطانيا مؤخراً إن الهند والصين وفيتنام هي الدول الأكثر إقبالاً على شراء الأسلحة الروسية في المنطقة.

وجاء رد بكين الغاضب بعد ساعات، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينج شوانغ للصحفيين الجمعة ان "العقوبات الأمريكية انتهكت بشكل خطير المعايير الأساسية للعلاقات الدولية ودمرت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بشكل مفجع". وأضاف "نحث الولايات المتحدة بشدة على تصحيح الأخطاء على الفور وسحب ما يسمى العقوبات، وإلا فإن الولايات المتحدة يجب أن تتحمل العواقب"، ولم يحدد ماهية هذه العواقب.

وعلى الرغم من ذكر الصين في هذه الإجراءات "فإن الهدف الرئيس لهذه العقوبات هو روسيا"، وفقا لما ذكره مسؤول كبير بإدارة ترامب.

وقال المسؤول إن العقوبات "لا تهدف إلى الضغط على اقتصاد بلدان تعد أطرافاً ثالثة" مثل الصين.

وأضاف المسؤول أن الإجراءات العقابية تهدف إلى معاقبة "الأعمال الخبيثة الروسية".

وتقول الولايات المتحدة إن هذه "الأعمال الخبيثة" تشمل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ومشاركتها في الحروب الأوكرانية والسورية، إضافة إلى تدخلها في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

ويرى المراقبون أن الولايات المتحدة تسعى من خلال استهداف الدول التي تشتري الأسلحة الروسية، للضغط على الأموال التي تحصل عليها موسكو من بيع الأسلحة.

وكان الخميس هي المرة الأولى التي تفرض فيها واشنطن عقوبات على أي شخص أو أي شخص آخر للتعامل مع أولئك المدرجين في القائمة السوداء بموجب قانون مناهضة خصوم أمريكا من خلال العقوبات ، والمعروف باسم CAATSA.

وقال المسؤول في الإدارة "هذه خطوة مهمة".

وقامت الولايات المتحدة أيضاً بوضع قائمة سوداء على 33 روسياً آخرين قالوا إنها تعمل لصالح أو نيابة عن أجهزة الدفاع أو المخابرات الروسية. وبعض هؤلاء الأشخاص كانوا من بين الأشخاص الذين وجهت إليهم تهم المستشار الخاص روبرت مولر بتهمة التدخل في الانتخابات الأمريكية.