حارب العرب فكانت السعودية في الطليعة. سالم العرب فبادرت السعودية لحفظ كامل الحقوق. اختلف العرب فكانت السعودية ميزان التوافق. استنجد السوريون فهبت السعودية. ضاق الحال بالمصريين فمدت السعودية يدها. وحين تغول البعض على الآخر احتلالاً أو مؤامرات كانت السعودية بالمرصاد.

ويسألوننا اليوم لماذا نحب السعودية؟!

88 عاماً منذ أن وحد الملك المؤسس القبائل المتناثرة. صار لهذه الجغرافيا وزن، وصارت سياستها ميزاناً، وقوتها جداراً في شرق تنفجر ألغامه لغماً وراء آخر.

واليوم تنجح السعودية في أن تسبح عكس التيار. الشرق الأوسط ملغوم بالحروب الأهلية، محاصر بالدم والتطرف. شعوب كثيرة مهمومة برغيف الخبز وأسئلة الماء والكهرباء. فيما يسأل السعوديون عن تنمية مستدامة ويبنون قواعد صلبة للرفاه، في وقت يواجهون مشاريع تفتيت للمنطقة يسندها أقرب «الأشقاء»، غير أن الصقور لا تلتفت للذباب عادة.

منذ سنتين والسعودية تتغير في عالم لا يعني فيه الجمود سوى التهميش. ترسم المملكة سياسات توظيف أفضل لثقلها السياسي والاقتصادي والديني. باتت بذلك الرقم الأصعب في المنطقة. يقول ذلك أصدقاؤها، ويقوله أكثر، أعداؤها عبر تركيزهم الهستيري على محاولة النيل من مكانتها دون جدوى.

منذ سنتين وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان يسيران بالمملكة كالقطار السريع نحو المستقبل. المحركات الأصيلة تستمد لمعانها الجديد من الحداثة والانفتاح.

في البحرين نعرف السعودية جيداً. إنها لنا أكثر من أخت كبرى وأعمق من حضن عربي. ما بيننا ليس تحالفاً تفرضه الظروف بل وحدة مصير راسخة في قناعاتنا جميعاً. لن ينسى البحرينيون مواقف السعودية الكثيرة إلى جانبهم. ولن ينسى تاريخ البحرين كيف هبت السعودية في 2011 حين تكاثر الأعداء وتآمر «الأشقاء»، فكانت السعودية ملاذ طمأنينتنا والعامل الأهم من عوامل ازدهارنا.

ويسألوننا اليوم لماذا نحب السعودية؟! ولماذا نعتبرها خياراً أوحد؟! ولماذا نحن مستعدون لتقديم أرواحنا فداء لأرض الحرمين؟!

أليس في الواقع إجابة كعين الشمس لا يغطيها غربال؟!

في يوم السعودية الوطني يكتسي الخليج العربي اليوم باللون الأخضر، يرفع علم التوحيد الذي رفرف طويلاً فلم ولن ينكس.