الجزائر - جمال كريمي

وقّع رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر، د. بوعبد الله غلام الله، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، د. محمد بن عبد الكريم العيسى، اتفاقية تعاون وشراكة بين المجلس والرابطة، بشأن محاربة الإرهاب والتطرف.

وأكّد د. العيسى، في ندوة صحفية بمقر المجلس الإسلامي الأعلى، الأحد، في العاصمة الجزائر، أنّ الاتفاقية تؤطر لمواجهة الأفكار المتطرفة والإرهابية، مشيرا إلى أنّ هذه الاتفاقية تضع جداول تنفيذية للاضطلاع على المسؤولية المتبادلة لإيضاح حقيقة ديننا ومواجهة الأيديولوجية، وأضاف "كنا نتحدث على أن هذه الإديولوجية أطلقت عبر بضع سنوات أكثر من 800 شبهة، وهي واهية وضعيفة كضعف وهشاشة الفكر المتطرف"، وتابع "لكنها تتطلب المواجهة العلمية والفكرية إلى جانب مواجهة التطرف المضاد ونقصد به حملات الإسلاموفوبيا".



من جهته، أكّد د. بوعبد الله غلام الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أن "التعاون مع الرابطة جاء لإزالة الغموض ولكشف الحجج الواهية التي تحاك ضد الإسلام، والتي يسعى أهلها ومنشئوها إلى أن يحطوا من قيمة الإسلام"، منبها إلى أنّه "خرجنا من الاستعمار، لكننا نواجه الآن استعمارًا آخر وهو الاستعمار الفكري".

واستقبل، رئيس مجلس الأُمّة الجزائري، عبد القادر بن صالح بمقرّ المجلس، الإثنين، الأمين العالم لرابطة العالم الإسلاميّ محمد بن عبد الكريم العيسى والوفد المرافق له بحضور بوعبد الله غلام الله، رئيس المجلس الإسلاميّ الأعلى واعتبر العيسي أن "تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب منعطف هام في تاريخ الإنسانية يجب الإستلهام منها حيث بحث اللقاء إمكانيّات التّعاون والتّنسيق من أجل الدّفاع عن الدّين الإسلاميّ والمسلمين في العالم، اللذين صارا مرادفًا للإرهاب والتّطرّف".

وذكر بن صالح الذي يعد وفق دستور البلاد، الرجل الثاني في الجزائر، بعد عرض تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب، بدورها في الدّفاع عن حقيقة الديّن الإسلاميّ، وبجهود رئيس الجمهوريّة، عبد العزيز بوتفليقة، من أجل التّعريف بحقيقة الإرهاب ومحاربته والعمل على عودة السّلم والاستقرار إلى الجزائر، بفضل سياسة الوئام المدنيّ والمصالحة الوطنيّة.

من جهته، نوّه الأمين العالم لرابطة العالم الإسلاميّ، بسياسة الوئام المدنيّ والمصالحة الوطنيّة، واصفًا إيّاها "بالمنعطف الهام في تاريخ الإنسانيّة والتي يجب الاستلهام منها من أجل إحلال الأمن والسّلم في العالمين العربيّ والإسلاميّ خاصّة، والعالم أجمع عامّة"، مثمنًا "مجهودات للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من أجل تحقيق المصالحة الوطنيّة، التي تُعبِّر عن الوسطيّة وعن فهم صحيح لديننا الإسلاميّ".

الطّرفان اتّفقا في الأخير، على استغلال المنابر الدّوليّة التي ينتميان إليها من أجل توضيح وشرح حقيقة الدّين الإسلاميّ وحقيقة الواقع الذي يعيشه العالمين العربيّ والإسلاميّ.