- بروتوكول المؤتمرات والمعارض..إضافة علمية للمكتبة العربية

- من مقعد الوظيفة إلى فضاءات التدريب في العالم

- أحلم بمدرسة بروتوكول متخصصة و16 كتابا نوعيا



- نريد دورات (تغير) لا دورات (وناسة)

- الاتيكيت موجود في صلب قيم ديننا الاسلامي الحنيف

..

أجرت اللقاء - سماح علام

تصف نفسها بصاحبة الشغف في فضاء التدريب.. أضافت لهذا العالم وأضاف لها بالمثل .. إنجازاتها كثيرة ومتتالية، كان آخرها اعتماد كتابها كمقرر دراسي في احدى جامعات المملكة العربية السعودية..

المدربة منى جاسم الزايد.. صاحبة عطاء لا متناهي.. شخصية مشعة تضيئ المكان الذي تحل فيه .. لما تمتاز به من طاقة وإيجابية عالية جعلتها أهلا لأن تكون "ملكة الاتيكيت" كما لقبها جمهورها.

ترجلت من العمل الحكومي الذي لم يؤمن لها الترقي في السلم الوظيفي ..لتستبدل كرسي الوظيفة الرتيب بمقعد الطائرة الذي حملها لفضاءات إبداعية على المستوى العربي والعالمي.

ببساطة، تمثل الزايد نموذجا للمرأة البحرينية الخليجية المكافحة التي صنعت نجاحها بالنحت في الصخر، إذ لم يقدم لها على طبق من فضة كما يظن البعض.

في هذه المساحة، تعرض الوطن لقاء خاصا مع هذه الشخصية الفذة.. لنقف على محطات مفصلية في مسيرة عطائها الذي لا ينضب.. ولنتشارك معها أحلامها وإنجازاتها القادمة أيضا.. فمع منى جاسم الزايد دار هذا الحوار..

* أن يكون للإنسان نتاجاً فكرياً هذا في حد ذاته إنجازاً، ولكن أن يصبح هذا الإنتاج مقرراً دراسياً في جامعة فهذا أمر مختلف، كيف كان تلقيك للخبر الأول؟

علمت من رئيس دار سما، فصاحب الدار له استراتيجية تسويقية ناجحة، ففي وقت سابق طلب مني أفضل ما عندي، فأعطيته الكتاب الذي يلامس مجال عملي، وهو نتاج خبرتي خلال عملي في القطاع الحكومي سابقا، حيث كنا ننظم مؤتمرات ضخمة وكبيرة في ذاك الوقت، وبناء على تجربتي العملية تضمن الكتاب استمارات ونماذج لرسائل وخطوات تدريبية واضحة تعتبر مرجعا علميا لكل من يريد الاستفادة منها.

وأحب أن أذكر هنا ما قيل لي أن هذا الإصدار هو المحتوى الذي أقدمه في دوراتي، فكيف لي أن أطرح ما أدربه، وكانت إجابتي بأن لا خير في علم إن لم يستمر للأجيال القادمة، ولا خير في معلومات لا يمكن الرجوع إليها في أي وقت، من هنا جاءت ثمرة علمي بإصدرات مختلفة تضيف للمكتبة العربية وتفيد كل مهتم.

* إصداراتك كثيرة، حدثينا عنها تفصيلا؟

أفتخر بأنني البحرينية الأولى وفي الخليج التي حازت إصداراتها الأربعة في هذا المجال على رنين وصدى قوي، وهذا الإصدار ثالث إصدار وهو الوحيد الذي أصبح يدرس في جامعة، فهو يحوي أساسيات تنظيم المؤتمرات واستقبال المتحدثين والوفود وصولا إلى ضيافة البيت، بمعنى أن كتابي يستفيد منه العامل والمشتغل في مجال تنظيم المؤتمرات والمعارض، كما تستفيد منه ربة المنزل أيضا في وليمة أو لقاء عائلي أو اجتماعي.

هناك كتب تعتبر اخبارية أو معلوماتية فقط، ولكن هذا الكتاب شمل على الاخبارية والمعلوماتية إضافة إلى التجربة الحية.. فلقد عايشت من خلالها تجربة حية قادرة على تشكيل الشخصية البروتوكولية للعمل في الميدان.

ترجلت العمل الحكومي، وتوجهت إلى العمل الحر، وهذه الإصدارات جاءت كأحد ثمار هذا المنحى الجديد في حياتي، فكتابي الأول هو فن الاتيكيت أما الثاني البروتوكول ومراسم التشريفات والثالث هو بروتوكول تنظيم الفعاليات والمؤتمرات والمعارض الذي أصبح يدرس في جامعة الأميرة نورة، وأخيرا كتاب جديد أعمل عليه حاليا وهو كتاب (الخادم) الذي يتعلق بأصول الضيافة في المطاعم والفنادق والأماكن الحكومية وحتى في البيت ، وسيتم تدشينه في ديسمبر القادم.

المدربة الموسوعة

* تمتاز الزايد بمسيرة طويلة في مجال التدريب في البحرين.. فكيف تقيمين هذه المسيرة الطويلة وأنتي الملقبة بملكة الاتيكيت؟

بدأت في مجال التدريب منذ عام 97 ، والمدربين في البحرين على درجة عالية من الكفاءة وهم أعلام في مجالهم، ولني أتمنى لأي مدرب أن يخرج للخارج ويترك بصمته هناك أيضا، وشخصيا أقوم بنشر أسمائهم وأقدمهم في الخارج، وهذا يسهم في تقوية صورة المدربين المؤهلين في البحرين ورفع ونشر صيتهم أكثر.

* وما رأيك بتخمة المدربين التي نعاني منها في التدريب، فكل "من هب ودب صار يدرب"؟

هنا تأتي مسؤولية المنظم أو المستضيف، إذ يجب الاهتمام باختيار من سيدرب ومن سيقدم المعلومة، ونحن هنا نتحدث عن أسس يجب أن تضبط، فهيئة الجودة في البحرين تقيم المشاركين، قبل الدورة وبعد الدورة، من هنا نضمن القيمة في التدريب.. لا نريد دورات "وناسة" بل نريد دورات تحقق التطوير في العمل والتغيير في السلوك.

علاقتي مع المتدربين متواصلة بمعنى أنني أتواصل معهم وأقدم لهم النصح والمشورة دائما، لذا أستثمر أوقات الانتظار في المطار أو العيادة للرد على كل مسج أو اتصال يردني، وبهذا أحقق الديمومة في التدريب وتقديم الاستشارة لطالبيها حتى بعد انتهاء الدورة.

التدريب يحتاج إلى تفرغ ، وإلى ذهن صافي .. فنحن نحتاج إلى إظهار كل ما لدينا من قدرات، لذلك أقول إن التدريب عندي شغف وليس مهنة.. أضفت له وأضاف لي .. وصقل شخصيتي كثيرا.. وأستذكر أن هناك جزءا في عروضي سميته بإسم (سلايد اخلاقيات جاسم الزايد).. قدمت فيه أسسا تربيت عليها.

فقد كان والدي رحمه الله يقول: "رجلك ولسانك لا تطأ ما هو غير أخلاقي، ولا ننحني لتهديدات تجعلنا نخالف مبادئنا، ولا نسلك المغريات لتحقق أي شيء".. بهذه المبادئ أتعامل مع أبنائي وفق هذه الأسس وبنفس الطريقة التي تربيت عليها".

أعتبر نفسي محظوظة لأنني نشأت في كنف أب زرع في نفوسنا أنا وأخوتي أحمد وعبدالله ودلال وماجد هذه المبادئ، وتربيت على يد أم تملك من الحب ما يسع العالم، فهي من علمني الحب .. حب المشاركين وحب الحياة وحب العمل ، وهذا هو طريق النجاح .. وبمثل هذه الأفكار يتم تحديد طريق الحياة.

وأخيرا أبين أنني وظفت وسائل التواصل الاجتماعي لصالحي، حيث قدمت نماذج للمتدربين وشجعت الناس على الاهتمام بالتدريب، فعلى الإنسان دائما أن يزيد من مهاراته وقدراته، وهذا لا يتم دون تدريب حقيقي وناجح.

مدرسة بروتوكول

* بعد هذه الانجازات المتتالية.. إلى ماذا تطمحين، وأين ترين نفسك في المستقبل؟

أطمح وأتطلع لإنشاء مدرسة بروتوكوال واتيكيت.. فضلا عن كوني متجهة حاليا لتأليف المزيد من الكتب.. فهمي أن أصدر 16 كتابا متخصصا في مجالي.. وأعمل حاليا على تحقيق هذا الهدف.. أما بخصوص المدرسة فأنا بحاجة إلى فريق يتشرب هذه الفكرة ويساعدني على تحقيق هذا الحلم.

لدي صديقة في السعودية متشجعه للفكرة، ولكني بحاجة إلى تنظيم الأفكار .. لا ينقصني المال بل ينقصني الشريك الذي يتوائم مع شغفي..لا أريد الدخول في أمور إدارية كثيرا، ولكني أطمح لإيجاد هذا المشروع على أرض الواقع.

أنا شريك استراتيجي حالي لعدد من المراكز التدريبية في كل من البحرين والامارات والكويت.. وأريد أن أعمل مع الشركة الفرنسية ومع هيئة السياحة اللتان ستطلقان قريبا جامعة فندقية، إذ أحب أن أشارك فيها وكنت أتمنى أن تكون بحرينية بالكامل.. وسأتواصل معهم لإيصال هذا الرأي.

وأستذكر أنني كنت سابقا قد وضعت إعلانا لعمل جمعية بروتوكول ومراسم ولكني لم أجد من يحتضن الفكرة لذا لم تر النور بعد.

اتيكيت الحياة

* هل صاحب الاتيكيت يغرد خارج السرب؟ وكيف نؤصل ثقافة الاتيكيت في مفاصل حياتنا؟

الاتيكيت ليس للنخبة، الاتيكيت موجود في ديننا وفي معاملاتنا اليومية، موجود بين الزوج والزوجة .. فالسنع .. وانتقاء الكلمات شكل من أشكال الاتيكيت التي نعايشها يوميا.. فنحن نحتاج إليه في العلاقة بين المسئول والموظف والعكس.. حتى الشكوى على المدير.. كيف أضعها في صورة صحيحة تحفظ حقي وحق الآخر.. لذا يجب ضبط الأخلاقيات في العمل، فالطاعة مهمة.

أيضا يكمن الاتيكيت في داخل بيوتنا وعلى موائدنا وضيافتنا.. لدي دورة تدريبية أقول فيها أن الاتيكيت أسلوب حياة، وهو الكتاب الخامس لي وأنا في طور الإعداد له حاليا .. فعلى سبيل المثال طرق وأساليب المناداة اختلفت..

من صيغة محببة إلى صيغة جافة.. الزمن تغير والأجيال تغيرت وبالتالي تغيرت صيغة المناداة عند البعض.

لنأخذ الاتيكتيت من منظور اسلامي.. فالاتيكيت احترام.. مثلا عدم العبث بالتلفون. وترك العالم الافتراضي والرجوع للعالم الحقيقي اتيكيت يجب أن يتمثل في أسلوب الحديث و حركة العين ، ففي عصرنا الحالي أصبح الناس لا يتعاملون مع بعضهم البعض بل صاروا يتعاملون مع الأجهزة، وحتى أبنائنا يلعبون مع الجهاز.

أزيد في الأمثلة، أين قيمة الوقوف للأب عند دخوله المنزل.. أين الاحترام داخل المنزل وبين الأفراد.. فإذا الأم والأب لم يستخدما الاتيكيت في التعامل مع الأبناء لا نتوقع من الابناء أن يكونوا كذلك... فالطفل اليوم سيصبح شابا غدا، لذا يجب أن نربي الأبناء على تقبل الآخرين والحوار والتفاهم والبحث عن حلول.

العمل الأول..

* كيف كانت البداية الأولى؟ وهل كان طريق النجاح معبدا بالزهور؟

أذكر أنه في أول تدريب لي قال لي أحد الحضور "المدربة العالمية"، فقلت له بأنني سأصبح كذلك.. وبعد مضي سنوات حققت الهدف، ووصلت إلى العالمية، دربت على مستوى عالي تمثل بزوجات السفراء في ألمانيا وأيضا دورات أخرى في أوروبا وأمريكا.. فطريقي لم يكن سهلا بل حفرت الصخر لأنجح، ودائما ما أستذكر مقولة العالم الفرنسي في الاتيكيت: (إذا أردت أن تحترم أحترم)..

كانت بدايتي في أحد المجالس النسائية..فذات مرة مرض أحد المدربين الذي كنت أعمل معه في تنظيم الدورات حينها، طلب مني أن أحل محله، وبعد أن رآني في أول وقوف تدريبي وصفني بـ"الخطيرة".. بعدها بدأ العمل في الكويت ومن ثم في البحرين ثم برز اسمي في الخليج والدول العربية ومن ثم العالم، وها أنا أفخر بمدرسة منى الزايد. وبمشواري التدريبي الهام والثري.

المعادلة الصعبة

*كيف تحققين المعادلة الصعبة وأنت ترجلت العمل الحكومي واستبدلته بالعمل الخاص..كما واجهت صعوبة موازنة المرأة لعملها وبيتها فكيف إذا كان العمل مرتبطا بسفر وغياب لأيام.. وبين هذا وذاك لقبك جمهورك بملكة الاتيكيت؟

عملت منذ عام 1988، في القطاع الحكومي ، واستمريت كذلك حتى 2006 ، بعدها تركت العمل الحكومي واتجهت إلى الخاص، إثر الخصخصة ذاك الوقت .. وعندها حلقت في فضائي الخاص، ولقبني جمهوري بملكة البروتوكول، وهو وصف أسعدني كثيرا، كما يسعدني تواصلهم الدائم معي.

المرأة الناجحة هي الضابطة لمعادلة النجاح، ولكن مهما كانت تسعى للنجاح وتعمل من أجله فهي لن تصل إليه دون مساندة ، من هنا أقول أنني لن ولم أكن لأصل إلى ما أنا عليه اليوم لولا مساندة زوجي ووقوفه الداعم لي، فلقد عززنا معا وأصلنا قيمة (شيلني وأشيلك) داخل البيت، ورغم سفري إلا أنني أعطي زوجي وبيتي اهتمامي الكامل فور عودتي لأحقق التوازن، فلا يوجد حياة كاملة أو حياة خالية من الخلافات، ولكن يجب تفهم روح الغضب والتنفيس في أحيان.. لذا علينا أن نعيش بشكل تكيفي في الحياة، ولا ندعي الكمال ولكننا نحقق أفضل ما نستطيع.

أيضا أقول أنني ربيت أبنائي (فاطمة محامية تملك مكتبها الخاص، وأبنائي الاثنين ضباط يخدمون البحرين، وابنتي الصغيرة لا تزال على مقاعد الدراسة)، ولكني تعاملت معهم في طفولتهم على أساس حل مشاكلهم بأنفسهم، وهذا أسلوب نافع للغاية، ويبني أساسا قويا للعلاقات الإنسانية في الخارج.. وأنا ممتنه لزوجي ولأبنائي ومحبة لهم دائما.