هل المرأة عدو المرأة؟ أم المرأة عدو نفسها؟ مازال الجدل يراود البعض حول هذا الموضوع. ما أثار هذا الموضوع ونحن على أبواب الاقتراع هو حوار مثمر جمعني مع الإعلامية بدور عدنان حول المرأة في المجال السياسي سواء إن كانت مترشحة أو ناخبة وهل المرأة عدو المرأة؟ وهذا الحوار استهواني للكتابة وإبداء بعض الآراء، فكل شخص -امرأة أو رجلاً- لديه قناعات محددة خاصة به حول جدلية هل المرأة عدو المرأة؟ هذه القناعات قد تتبدل مع الوقت أو تستمر كما هي أو تزداد تعقيداً، ولكن على المرء أن يعطي لقناعاته تلك مساحة جادة للتبصر والتفكير بعيداً عن التعقيدات أو الضغوطات من المحيط سواء كانوا أفراداً أو مجتمعاً أو جماعات، ليس من أجل المرأة ولكن حتى لا يظلم المرء نفسه عندما تحاصره الأوهام بأن المرأة عدو المرأة، فأنا لدي قناعة واحدة بأن ثمة أشخاصاً أعداء للنجاح، أعداء لنجاح المرأة والرجل، هناك امرأة عدو للمرأة الناجحة، وامرأة عدو للرجل الناجح، ورجل عدو للمرأة الناجحة، ورجل عدو للرجل، فالنجاح هو القاسم المشترك للعداوة وليس الجنس، فالنجاح والتميز عامل قد يولد الشحناء والبغضاء عند البعض، وقد يولد الأثر الطيب عند الكثيرين، ومثلما هناك فئة تبغض نجاح الآخرين هناك أيضاً شريحة كبيرة من النساء والرجال يؤمنون بقدرات الآخرين ويقدرون نجاحاتهم وعلى ما صلوا إليه من جد واجتهاد وتميز في العمل.

طموح المرأة السياسي في تحقيق نجاحات تضاف إلى صفحة المرأة البحرينية هو ما دفعها إلى أن تكون مع قائمة المترشحين للمجلسين النيابي والبلدي، فالحق السياسي للمرأة المترشحة والناخبة دفعها بأن تسرع خطواتها للمشاركة السياسية من أجل الوطن والمجتمع أسوة بالرجل، فالمشاركة في التطوير والتنمية هي اللبنات الهامة لبناء وتقدم الوطن، لذلك يجب أن تكون الكفاءة هي معيار الاختيار لا للتحزب من أجل امرأة أو رجل، وإنما التحزب للكفاءة والعمل الجاد لتطوير المجتمع. فإن كانت المترشحة تستحق صوتكم فلا تبخسوا مشاركة المرأة في المعترك السياسي ولا تحرموها من مشاطرة المجتمع الهموم والمشاكل والقضايا، وإن كان الرجل أكفأ منها ساندوه من أجل الوطن، علينا ألا نكون أعداء أنفسنا بتحزبنا، وألا نكون أعداء للنجاح ولا أعداء للوطن لمجرد أننا لا نريد الخير للغير، فما أتعس أولئك الذين لا يسعون للنجاح ويأملون الفشل لأصحاب الهمة العالية لبلوغهم قمم النجاح.

جاءني اتصال من إحدى سيدات المجتمع الفاضلات تدعوني فيه لحضور ندوة لإحدى المترشحات للمجلس النيابي في مقرها الانتخابي، وذلك لمساندتها، فهذه المترشحة بالفعل تستحق أن تكون في البرلمان لأنها عكفت لسنوات طويلة تعمل من أجل المجتمع البحريني ويشهد على كفاءتها الرجال والنساء معاً، هذا الاتصال بصراحة أكد لي عكس الجدلية فليست كل امرأة عدوة لنظيرتها بل مساندة وعضيدة لأهدافها الوطنية.

أقدّر تماماً دور المجلس الأعلى للمرأة في تبنيه منذ بداية الاستحقاق الانتخابي للمرأة البحرينية، وعلى ما يقوم به من أجل دفع عجلة التنمية من خلال تمكين المرأة والنهوض بها وبخاصة في هذه الفترة الانتخابية، فإيمان المجلس بقدرة المرأة على النجاح وإيمان المجتمع أيضاً بكفاءة المرأة جعل الوصول لقبة البرلمان وارداً في كل مرة، ليزيدنا فخراً نحن النساء بأننا لسنا بحاجة إلى «الكوتا» لنجبر المجتمع بنا، كلي ثقة بالنساء المترشحات وثقة أيضاً بالمترشحين في منافسة شريفة تجمع الجنسين معاً تحت قبة النجاح الوطني في اليوم الديمقراطي الحر.