بغداد – وسام سعد

أثار منصب أمين العاصمة العراقية بغداد أزمة سياسية جديدة بين الكتل السياسية خاصة بعد أن قدم عضو مجلس النواب عبد الحسين عبطان عن "تيار الحكمة"، الذي يتزعمه عمار الحكيم، استقالته من عضوية مجلس النواب على خلفية أنباء تحدثت عن وجود تفاهمات سياسية لتولي عبطان أمانة العاصمة.

وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في "فيسبوك" و"تويتر"، هاشتاغ بغداد_للبغداديين في إشارة إلى عزل المنصب عن أي مرشح لا ينتمي للمدينة فيما اعتبره أهالي المحافظات الأخرى مبادرة تحمل طابعاً عنصرياً ومناطقياً مؤكدين أن أي عراقي من حقه تسنم المنصب.



واكد مجلس محافظة بغداد أن غالبية اعضاء المجلس يرفضون اسناد منصب امين عاصمة لشخصية من خارج المحافظة مبيناً أن المجلس لديه تنسيق عالي المستوى مع كتلة بغداد النيابية لاجل ابعاد المنصب عن المحاصصة.

وقال عضو المجلس سعد المطلبي في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه ان "اغلب اعضاء مجلس محافظة بغداد لديهم تنسيق عال المستوى مع كتلة بغداد النيابية لاجل ابعاد منصب امين بغداد من المحاصصة السياسية".

واضاف أن "الاجتماع المشترك بين نواب الكتلة والمجلس اكد ضرورة اسناد المنصب لشخصية بغدادية على ان يكون مهندسا معماريا ويفهم خصوصية بغداد لكونها عاصمة تعددية تختلف عن باقي المحافظات التي لها لون واحد، فضلا على انها مدينة لها تاريخ وارث حضاري لايعيه الا من اهلها".

واشار المطلبي إلى أن "كتلة بغداد ومجلس المحافظة سيعارضون بكل شدة اذا ما تم اسناد المنصب لشخصية من خارج المحافظة".

واصدرت كتلة "صادقون"، الجناح السياسي لـ "عصائب أهل الحق"، بياناً صحافيا قالت فيه "أدعو رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية، لأن ينصفوا بغداد بتسليم منصب امين العاصمة الى شخصية ذات خبرة فنية وادارية لا تقل عن 15 عاما".

ورد عضو المكتب السياسي في "تيار الحكمة" صلاح العرباوي في تغريدة له عبر "تويتر"، حيث قال إن ""تيار الحكمة" أول من طرح فكرة انتخاب أمين العاصمة لذلك فنحن أوفياء للفكرة وإن كان تطبيقها ممكناً فليتنافس فيها المتنافسون وينتخب البغداديون من يمثلهم، وإن كان الانتخاب غير ممكن فلابد من اختيار الأكفأ من الميدانيين".

وأعلن نواب في البرلمان العراقي عن العاصمة العراقية بغداد على "اتفاقهم على منع تسلم أي شخصية غير بغدادية منصب أمين بغداد".

وقال النواب في مؤتمر صحفي في البرلمان العراقي إن "نواب محافظة بغداد أعلنوا توحيد موقفهم واتفقوا على تشكيل لجنة بغداد الخدمية وهي كتلة خدمية بعيدة عن المحاصصة والطائفية".

وأضافوا أنه "يجب أن يكون أمين بغداد حصراً من العاصمة، وسوف نمنع أي شخصية تحاول تسلم المنصب من خارج بغداد، والكتلة سوف تتابع جميع المشاريع لمحافظة بغداد".

وتولى العاصمة العراقية بغداد 6 أُمناء منذ عام 2003، بدءاً من علاء التميمي إبان سلطة الاحتلال حتى آخر أمين وهو نعيم عبعوب، ولم يكن أياً منهم من مدينة بغداد، إنما كانوا ينحدرون من محافظات أخرى، ورغم أن من تسلموا هذا المنصب، ظلوا يشكون من تداخل في الصلاحيات وعدم تعاون وزارات وجهات حكومية معهم، وتعرضهم لضغوط سياسية خلال فترة تسنمهم للمنصب، إلا أن أوساط المراقبة تؤكد ضعف الكفاءة لديهم.

وتعاني بغداد من أزمات خدمية كبرى في مجال الخدمات، كالمجاري الصحية وماء الشرب وتعبيد الشوارع والاختناقات المرورية وضعف معايير البناء، بالاضافة الى حل مشكلة العشوائيات، وتنظيم الاستثمار والجبايات وغيرها، فيما يتأرجح المنصب الثاني فيها وهو محافظ بغداد وسط أزمة سياسية تصاعدت لتصل إلى القضاء، للبت بمصير المحافظ الحالي فلاح الجزائري المدعوم من "دولة القانون"، وسلفه فاضل الشويلي المنتمي إلى تحالف "سائرون"، والذي قضى ساعات قليلة في المنصب ضمن صفقة شملت اختيار عضو الحكمة محمد الربيعي نائباً للمحافظ.