الخرطوم - كمال عوض

أنهي الرئيس السوداني عمر البشير زيارة قصيرة لجمهورية مصر العربية الأحد، عقد خلالها مع مضيفه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اجتماعاً مغلقاً بقصر الاتحادية بحثا فيه تعزيز العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام. وناقش الرئيسان دعم جهود اللجان الفرعية والتقدم الذي تحقق في المشروعات المشتركة. وتناولت المباحثات التطورات في القرن الأفريقي وجهود السودان لتنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان والمحادثات التي يقودها السودان لإحلال السلام في جمهورية افريقيا الوسطى. وأعقب الاجتماع المغلق اجتماعاً موسعاً بمشاركة أعضاء الوفدين تتناول مسار تنفيذ الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال اجتماعات اللجنة الرئاسية التي عقدت بالخرطوم في أكتوبر الماضي.

وقال البشير خلال المؤتمر الصحافي المشترك عقب جلسة المباحثات أن "هناك محاولات لاستنساخ الربيع العربي في السودان". وأوضح البشير أنه "لا ندعي عدم وجود مشكلة، لكن هناك تهويل دولي وإقليمي". وعبر البشير "عن رضاه التام تجاه مستوى العلاقات بين البلدين في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية"، منوهاً إلى "تطابق وجهات النظر إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع في المنطقة". وتابع البشير "تحدثنا عن مشروعات ربط الطرق البرية القائم، وقريباً مشروع الربط الكهربائي، وكذلك دراسات ربط السكك الحديدية التي ستجمع بين مصر والسودان على أن تمتد إلي إريتريا وإثيوبيا وتشاد وداكار وجيبوتي"، مشيراً إلى أن "هناك تنسيقاً كاملاً حول القضايا المشتركة، وخاصة أمن البحر الأحمر وحماية شواطئه، حيث يعد ممرا مائياً دولياً يربط بين شرق وغرب العالم"، لافتاً إلى أن هناك اتفاقيات في هذا الشأن ستكلل بالنجاح". وأضاف أن "سد النهضة قضية حيوية لمصر والسودان، حيث ان مصر لها مصلحة كبيرة في مياه النيل، وما يجري حالياً من بناء وتشغيل سد النهضة يهم السودان ومصر. وعلينا مواصلة الاتفاق بشأن معدلات ملء السد بالاتفاق مع إثيوبيا لضمان حقوق مصر والسودان في مياه النيل وعدم التأثير عليها". وشدد البشير على "أهمية التعاون الثنائي الأمني بين مصر والسودان"، لافتاً إلى أن "هناك منظمات مغرضة تعمل على زعزعة الأمن في المنطقة"، موضحاً أنه "أطلع الرئيس السيسي على تطورات الأوضاع في السودان بعيداً عن ما يثار في الإعلام، وأن الشعب السوداني واع وسيفوت الفرصة على كل من يحاول زعزعة استقرار بلاده". وأعرب عن "تقدير السودان لإرسال وفد مصري رفيع المستوى للخرطوم منذ بدء الأزمة، حرصاً منها على استقراره". وأشار إلى "دور بلاده في تحقيق السلام بجنوب السودان، فضلاً عن إرساء السلام بأفريقيا الوسطي".



من جانبه، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن "الزيارة تأتي هذه الزيارة تتويجًا للعديد من الجهود التي بذلت على مدار العام الماضي، لتعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق المتواصل بين البلدين في القضايا ذات الاهتمام المشترك تحقيقًا لمصالح الشعبين، وتأسيسًا على القواسم العديدة والمصالح المترابطة التي طالما جمعت بينهما في مسار ومصير واحد على مدار التاريخ". وقد تكللت هذه الجهود بعقد اللجنة الرئاسية المصرية السودانية بالخرطوم في أكتوبر الماضي، والتي شهدت التوقيع على اثنتي عشرة اتفاقية، وساهمت في تقييم مسارات تنفيذ الاتفاقيات القائمة بين البلدين، ودعم آليات اللجان المتخصصة التي تشرف على أوجه التعاون بينهما في مختلف المجالات.

وأضاف السيسي "تناولنا خلال المباحثات العديد من الموضوعات، وفي مقدمتها تعزيز التعاون الثنائي، خاصة في المجالات الاقتصادية، واستعرضنا التقدم الذي تشهده المشروعات المشتركة بين البلدين، كمشروع الربط الكهربائي، والدراسات الخاصة بمشروع الربط بين السكك الحديدية في الدولتين، فضلًا عن التعاون القائم في مجال بناء القدرات والتدريب في جميع القطاعات". وقال السيسي إن "المباحثات تطرقت للتطورات ذات الصلة بالمفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، حيث تم الاتفاق على أهمية مواصلة العمل على التوصل في أقرب وقت إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد. كما تناولت التطورات الأخيرة في القرن الأفريقي، وسبل دعم تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان، والذي تم توقيعه برعاية مقدرة من السودان الشقيق. وكذلك للجهود السودانية لحل الأزمة في جمهورية أفريقيا الوسطي، ولسبل تعزيز التعاون بين الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر". ولفت السيسي إلى أن "لقاءه بالبشير هو الثامن الذي يجمع بينهما، كما شهد العام الماضي زيارات متبادلة بين البلدين تعكس التوجه والتنسيق الكامل والسعي لدعم المصالح المشتركة في كل المجالات بما يتناسب مع حجم المصالح والروابط المشتركة التي يندر أن تتكرر في تاريخ بين أي بلدين آخرين في العالم". وشدد على أن "زيارة الرئيس البشير وما جرى خلالها من مباحثات يأتي تتويجاً لجهود تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين تحقيقا لمصالح الشعبين، وتأسيساً على المصالح المترابطة التي تجمع البلدين".