محمد الرشيدات
أوضح نائب رئيس تحرير وكالة الشرق الأوسط المصرية صلاح جمعة، أن المطروح على جدول أعمال القمة العربية بدورتها العادية الـ33، ضمّ جملة من القضايا الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي استحوذت على 80% من كلمات القادة العرب المشاركين ممن أجمعوا على ضرورة نصرتها وأن تبقى على رأس أولويات الجامعة العربية وأولويات العمل العربي المشترك.
وبيّن لـ"الوطن" أن أهم القرارات والتوصيات التي تليق بقمّة المنامة اسماً وأهميةً نادت بأهمية تسوية عديد الملفات المعقّدة على مستوى المنطقة العربية ككل، حيث أبدت البحرين تبنّيها قراراً يقضي بالمطالبة بعقد مؤتمر دولي للسلام تحت مظلة الأمم المتحدة، وتحديد سقف زمني ثابت لإقامته بالشكل الذي يستند إلى مرجعيات عمليات السلام لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضاف جمعة: ما طفى إلى السطح من بند عُنيَ بتفعيل أعمال اللجنة العربية الإسلامية التي تم الإعلان عنها في القمّة العربية الإسلامية من أجل وقف إطلاق النار وإنفاذ عملية السلام ببنودها الأممية، مشيراً إلى أن هذه اللجنة كانت برئاسة المملكة العربية السعودية وعضوية كلّ من مصر وقطر وتركيا ونيجيريا وبعض الدول الأخرى، إلى جانب عضوية الأمانة العامّة لجامعة الدول العربية والأمانة العامّة لمنظمة التعاون الإسلامي.
كما ثمّن اللفتة العربية بتقدير الدور الحيوي الذي تؤديه اللجنة عبْر الإشادة بما أنجزته خلال السنة الماضية أثناء رئاسة الرياض للقمة العربية الـ32
نائب رئيس تحرير وكالة الشرق الأوسط المصرية، عرّج إلى بعض القرارات الحاسمة التي أكّدت عليها قمّة المنامة، في مقدّمتها الاعتراف من قبل باقي دول العالم بدولة فلسطين، والعمل أن تكون فلسطين عضواً فاعلاً ودائماً كامل العضوية في الأمم المتحدة من خلال الطلب من مجلس الأمن والموافقة عليه، وهذا لن يتأتى إلا عن طريق إجماع عام من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، يكون للولايات المتحدة الأمريكية دور فيه للضغط على دولها الصديقة.
جمعة جاء كذلك على ما حرصت على التطرق إليه والوقوف عنده قمّة المنامة فيما يختص بالأوضاع الدائرة في السودان الشقيق، إذ شدد الزعماء العرب على حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار، والتأكيد على عدم دعم أي من الجماعات المسلحة في الخرطوم وما حولها لمساعدة الشعب السوداني في التوصل إلى اتفاق ومن ثَمّ تشكيل حكومة تَكُون جامعة للمواطنين السودانيين.
ولفت إلى خطورة المؤامرات التي تُحاك في الظلام ضد استقرار العالم العربي سواء في السودان وفي ليبيا وسوريا واليمن لإضعاف قوى العالم العربي وتفتيته إلى دويلات ثم إلى طوائف، ولكن من خلال هذه القمة سارعت البحرين إلى تحديد عدة مبادرات من أجل حل المشاكل في تلك الدول بالطرق السلمية وإيقاف مسلسل حصد الأرواح والدمار والتهجير، بوصفة ناجعة فيها من المكونات والأدوات ما يكفي لتنويع أوجه التعاون والتآخي والتآزر والعمل العربي المشترك على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وتطرّق جمعة إلى ما تمّ توجيه الأنظار نحوه في القمّة من موضوعات اقتصادية بالغة الأهمية، كمثل منطقة التجارة الحرّة، والاتحاد الجمركي، وما ينبني عليه من تنفيذ لملامح السوق العربية المشتركة، داعياً إلى فائدة الاقتداء بالتجربة الأوروبية بوصولها إلى اتحاد يُعدُّ نموذجاً يُحتذى في إقرار وحدة عربية اقتصادية متكاملة، قادرة على الوقوف في وجه التحدّيات، ولديها الإمكانات اللازمة لإمضاء أكثر المشاريع حيوية، كمشروع الربط الكهربائي الذي إن تم تطبيقه بالكامل فسيعود بالنفع على جميع الدول العربية، وخصوصا كتلك التي تفتقر إلى الطاقة، فضلاً على مشروع شبكة المواصلات الجامعة، عبر سكك حديدية موحّدة بين الأقطار العربية تخدم التجارة وتنقّل الأفراد، وصولاً إلى مشروعات الطاقة الشمسية.
وبسؤاله حول أهمية الإبقاء على دور "الأونروا" ودعمها كتأكيد عمدت على لفت النظر إليه قمّة المنامة، أجاب جمعة، أن بعض الدول الغربية جنباً إلى جنب مع إسرائيل تضغط في اتجاه قطع التمويل الدائم عن هذه الوكالة التي أنشئت من قبل الأمم المتحدة والتي تنبري لدور إنساني يختص بدعم اللاجئين داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها وتحديداً في سوريا ولبنان والأردن، وفي مناطق الشتات كذلك، ودعمها للعمليات التعليمية والإغاثية في هذه البلدان، إذ شدّد القادة مجتمعين على وجوب استمرار الأونروا لدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، مبيناً أنه يجب على الدول العربية والقادة العرب حثّ أمريكا باستمرار دعمها للوكالة وعدم تجميد مستحقاتها، وتعويض النواقص المالية التي تُعاني منها الآن لتمضي نحو مهمتها التي أنشئت من أجلها.