على مدار ٩ أعوام، ومنذ إنشائه في مثل هذا اليوم ٢١ رمضان ١٤٣٥ هـ، باعتباره هيئة دولية مستقلة، يعمل مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، على نشر قيم الخير والمحبة والسلام والإخاء والتعايش الإنساني بين جميع البشر على اختلافهم وتنوعهم.

وقد حرص مجلس حكماء المسلمين، الذي يتخذ من أبوظبي مقرًّا له، ويضم ثلةً من علماء الأمة وحكمائها ووجهائها ممن يتسمون بالحكمة والوسطية والاعتدال، على تصحيح المفاهيم المغلوطة، ومكافحة الفكر المتطرف، ونشر ثقافة الاختلاف، وإبراز قيم الإسلام في التعامل مع الآخر، بالإضافة إلى تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة، وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات العالمية التي تواجه الإنسانية.

كما عَمِلَ المجلس أيضًا على تقوية المناعة الذاتية للأمة ضد التطرف والعنف، فقدَّم للعالم وثيقة الأخوة الإنسانية، وعقدَ الندوات والمؤتمرات العالمية، وأرسل قوافل السلام في أصقاع الأرض، وقاد جولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب لتعزيز التعايش الإنساني، وأطلق منتدى شباب صناع السلام وبرامج الحوارات الطلابية؛ إيمانًا منه بدور الشباب في صناعة مستقبل الأمة والإنسانية، ودشَّن مدونة العشرين للتأكيد على دور الرسالة الإعلامية الهادفة في تعزيز السِّلم المجتمعي، ونشر القيم الإيجابية، وأنشأ مكاتبه الخارجية؛ انطلاقًا من رسالته العالمية، ولتوسيع جغرافية تفاعله مع المسلمين حول العالم، كما أنشأ دار الحكماء للنشر، وشارك في عددٍ كبيرٍ من معارض الكتب الدولية ودشَّن مركز الحكماء للسلام لنشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش المشترك.



حيث قاد مجلس حكماء المسلمين على مدار ٩ أعوام العديد من المشروعات والمبادرات المهمة؛ أبرزها:

• وثيقة أبوظبي التاريخية للأخوة الإنسانية:

هي الوثيقة الأهم في التاريخ الإنساني الحديث، التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، في الرابع من فبرابر ٢٠١٩، وبرعاية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشتمل الوثيقة على مجموعة من المبادئ الإنسانية السامية التي تهدف إلى نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك والأخوة الإنسانية بين جميع البشر على اختلافهم وتنوعهم.

وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم توقيع الوثيقة يومًا دوليًّا للأخوة الإنسانية، كما اعتُمدتِ الوثيقة في عدد من البرامج الدراسية في كبرى المؤسسات التعليمية حول العالمي؛ منها: الأزهر الشريف، وجامعة جورج تاون، بالإضافة إلى المناهج التعليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة،

كما أعلنت دولة تيمور الشرقية الوثيقة دستورًا وطنيًّا للبلاد في مايو ٢٠٢٢.

كما أكد قادة وزعماء الأديان العالمية والتقليدية في مؤتمرهم "زعماء الأديان"، الذي عُقِدَ في كازاخستان سبتمبر ٢٠٢٢، أهمية وثيقة الأخوة الإنسانية باعتبارها أساسًا للحوار، وأنها تُسهم في تعزيز السلم والتفاهم والاحترام المتبادَل بين جميع البشر.

• مؤتمرات عالمية لتعزيز التعايش الإنساني:

عقد المجلس العديد من المؤتمرات واللقاءات والندوات حول العالم؛ أبرزها: مؤتمر السلام بالقاهرة 2017، ومؤتمر الأخوة الإنسانية بأبوظبي 2019، وملتقى البحرين للحوار 2022؛ بحضور فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس المجلس، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وقادة ورموز الأديان والمذاهب والمعتقدات حول العالم؛ وذلك لتعزيز قيم الحوار والتعاون والتعايش الإنساني.

كما عقد مؤتمر الحرية والمواطنة: تنوع وتكامل ٢٠١٧، والمؤتمر العالمي للقدس ٢٠١٨، ومؤتمر الإسلام والغرب: تنوع وتكامل ٢٠١٨.

• جولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب:

عقد المجلس ٧ جولات للحوار بين حكماء الشرق والغرب؛ بهدف العمل على إقرار السِّلم في العالم، ودعمًا للحوار مع جميع الأديان حول مختلف القضايا الإنسانية؛ حيث انعقدت هذه الجولات في عددٍ من المدن حول العالم؛ منها: فلورنسا، وباريس، وجنيف، وروما، والقاهرة، وأبوظبي، والبحرين.

• مدونة العشرين:

أصدرها المجلس بالتعاون مع أبرز المؤسسات الإعلامية في العالم العربي؛ خلال مؤتمري التجمع الإعلامي العربي الذي عقد في ٢٠٢٠، ومؤتمر إعلاميون ضد الكراهية ٢٠٢١، باعتبارها ميثاقًا مهنيًّا وأخلاقيًّا يحافظ على كرامة الإنسان، ويُحِدُّ من خطاب الكراهية والتعصب والعنصرية في وسائل الإعلام المختلفة.

• قوافل السلام الدولية:

أوفد المجلس عددًا من العلماء والمفكِّرين؛ الذين يحملون الفكر الإسلامي الوسطي، ويتحدثون لغة الدولة التي يزورونها، ويقيمون عددًا من الندواتِ واللقاءاتِ الفكريةِ والمحاضراتِ العلميةِ؛ بهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة، ودعوة المسلمين إلى الاندماج الإيجابي في مجتمعاتهم، وتحصينهم من الوقوع في براثن جماعات التطرف والإرهاب، وجابت هذه القوافل العديد من الدول المختلفة؛ منها: الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، باكستان، تشاد، كينيا، كولومبيا، جنوب إفريقيا، إفريقيا الوسطى، وغيرها.

• منتدى شباب صناع السلام:

في إطار اهتمامه بالشباب ودوره في صناعة ونشر السلام انطلق "منتدى شباب صناع السلام" من جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، وذلك بالتعاون بين مجلس الحكماء 2018 وكنيسة كانتربري بلندن؛ بهدف تدريب جيلٍ من الشباب على التعايش وبناء السلام، الذي يضم عددًا من الشباب من مختلف الأجناس والأعراق والثقافات والديانات من الشرق والغرب من أصحاب المبادرات الخلاقة، الذين لهم إسهامات مجتمعية بناءة، كما يستعد المجلس لعقد النسخة الثانية من المنتدى في جنيف يوليو المقبل.

• البرنامج الدولي للحوارات الطلابية:

أطلق مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع جامعة جورج تاون في سبتمبر ٢٠٢٢ برنامجًا دوليًّا مشتركًا للحوارات الطلابية؛ بهدف تعريف طلاب الجامعات بقيم الأخوة الإنسانية، وتكوين شبكة ومنصةٍ دوليتين للطلاب حول العالم للمشاركة بأفكار إبداعية للنهوض بالحوار والتضامن بين الأديان والثقافات في المجتمعات المختلفة.

• إصدارات مجلس حكماء المسلمين:

- دار الحكماء للنشر:

صدر من خلالها أكثر من ١٦٥ من المطبوعات التي تتحدث عن السلام والمواطنة والتعايش، وتوضِّح الصورة السمحة للإسلام الوسطي.

- مركز بحوث السلام:

أُنشئَ بهدف تغطية النقص في حقل دراسات السلام والحقول المعرفية المرتبطة به، وأصدر عددًا من البحوث في هذا الشأن.

- معارض الكتب الدولية:

شارك المجلس في عددٍ كبيرٍ من معارض الكتب الدولية حول العالم بإصداراته المتنوعة؛ بهدف نشر ثقافة التعايش والتسامح والسلام.

• الفروع الخارجية:

انطلاقًا من رسالته العالمية عَمِلَ مجلس حكماء المسلمين على تدشين مكاتب خارجية في كل من إندونيسيا، وماليزيا، وباكستان، وجنيف؛ بهدف توسيع جغرافية تفاعله مع المسلمين حول العالم.

كما عزَّز المجلس شراكاته مع المنظَّمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني؛ بهدف تنسيق الجهود في مجالات تعزيز السِّلم ونشر قيم الحوار والتعايش المشترك.

جهودٌ كبيرةٌ يقوم بها المجلس على مدار الأعوام التسع الماضية، وسيواصل جهودَه في نشر قيم الخير والسلام والتسامح والتعايش الإنساني.