اشتعل القتال في شمال غرب سوريا خلال الأيام الأخيرة، حيث تسعى القوات التركية وميليشيات متحالفة معها إلى لتقدم في هجومها الذي بدأته منذ أسبوع على جيب يسيطر عليه الأكراد.

وبينما يمكن سماع القصف على مبعدة أميال من عفرين، يبقى الأكراد في المدينة المستهدفة في مرمى الضربة تلو الأخرى، دون حماية أو دعم يذكر.

نيران المدفعية والصواريخ من جهة، وخبايا اتفاقات من جهة أخرى يبدو أنها أحرقت ورقة الأكراد في المعادلة السورية.



فما يحدث في عفرين، قال مراقبون إنه كشف النقاب عن مقايضات خطها فرقاء منخرطون بالصراع، ولهم مصالح يعملون على تحقيقها.

فواشنطن التي لطالما اعتبرت الأكراد شريكا استراتيجياً نقلت عنها أنقرة نيتها وقف دعمهم بالسلاح.

أما موسكو فالتزمت الصمت في هذه المعركة، لأنها أرادت إظهار واشنطن بموقف العاجز عن الحل في المشهد السوري، كما أرادت وضعها في موقف الشريك "الذي لا يمكن التعويل عليه"، إضافة إلى رغبتها في الحفاظ على علاقاتها بتركيا، في ظل تقارير عن "صفقة عفرين مقابل إدلب".

أي أن تغض تركيا الطرف عن عمليات النظام السوري والقصف الجوي الروسي في إدلب مقابل تركها تحقق أهدافها في عفرين.

ويقول مراقبون إن روسيا تريد الحفاظ على الدور التركي سواء في أستانة أو سوتشي أو فيما يتعلق بآلية مناطق خفض التصعيد ولذا فقد اتفقتا سويا على أطر معركة عفرين والحدود التي يجب أن لا تتجاوزها تركيا خاصة، وأن الخطر الداهم لها يتمثل في المقاتلين الأكراد أي في مناطق الشمال السوري.

أما النظام السوري فلا يبدو أنه معني أصلا بنجدة الأكراد في عفرين، لقناعة النظام بأن الأكراد رموا بكل أوراقهم مع الولايات المتحدة سعيا لدعم مشروعهم الانفصالي عن الدولة السورية.

كما أن دمشق لا ترى في الأكراد قضية مقلقة بل تصب جام اهتمامها على غريمتها المتمثلة بفصائل المعارضة السورية المسلحة، وجبهة النصرة، ولذا فهي منغمسة حالياً في حملتها العسكرية بإدلب.

وقد ذكرت تقارير أن دمشق لم تدعم الأكراد في معركتهم لأنهم رفضوا عرضاً روسيا بتسليم أراضيهم للقوات النظامية قبل بدء معركة عفرين.