* "حزب الله" ملتزم الصمت على وقع التهديدات الأمريكية بضرب الأسد

* محللون لـ "الوطن": الوضع أقل من حرب وأكثر من ضربة عرضية لدمشق

بيروت - بديع قرحاني



سجال لبناني حول سياسة النأي بالنفس بدأ مع قرع طبول الحرب وأنباء عن توجيه ضربة عسكرية محتملة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ضد نظام الرئيس بشار الأسد. فقد أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن "لبنان يعتمد على سياسة النأي بالنفس لحماية لبنان"، فيما رد رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس حركة أمل نبيه بري أن "النأي بالنفس لا يعني القبول بضرب سوريا واستخدام الأجواء اللبنانية"، فيما جاءه الرد سريعا من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع على تصريحات بري قائلا "النأي بالنفس يعني النأي بالنفس ونقطة على السطر". في غضون ذلك، يلتزم "حزب الله" حليف الأسد وإيران، الصمت منذ إعلان التهديدات الأمريكية. مصادر أكدت لـ "الوطن" أن "الحزب منذ أكثر من شهر يتصرف على أن الضربة الأمريكية ستقع في سوريا ويتصرف على هذا الأساس"، في حين صرح وزير "حزب الله" في الحكومة اللبنانية الحاج حسن متسائلا "أين قوى 14 آذار من التهديدات الأمريكية واستخدام إسرائيل للأجواء اللبنانية".

وأكد محللون سياسيون لـ "الوطن" أن "سياسة النأي بالنفس قد تسقط فعليا في حال كان هناك حرب على النظام السوري وليس فقط توجيه ضربة عسكرية محدودة"، مضيفين أن ""حزب الله" لن يقف مكتوف الأيدي في استهداف إيران داخل سوريا أو استهدافه والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات"، في حين قال آخرون إنه "ما هو متوقع في سوريا هو أقل من حرب وأكثر من ضربة عرضية للأسد وإيران".

من جانبه، نقل موقع "أيم ليبانون" عن أحد زوار السفير الروسي في لبنان أوليغ زاسبيكين، أن الأخير تلقى رسالة من العاصمة الروسية موسكو تتحدّث عن وضع بالغ الخطورة في الشرق الأوسط، الأمر الذي أدّى إلى تجهّم وجه زاسبيكين إثر قراءتها.

كما نقل الموقع معلومات خاصة مفادها أن السفارة الفرنسية في بيروت أرسلت تحذيراً الخميس إلى بعثاتها التعليمية في لبنان بوجوب إلغاء كل النشاطات للتلاميذ والأساتذة خارج المدارس والمراكز "مثل الرحلات الترفيهية والثقافية داخل لبنان باستثناء السفر خارج لبنان"، ودعتهم إلى حصر كل النشاطات داخل المدارس والمراكز الثقافية.

من جهتها، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا يتحدث من خلاله بشكل مفصّل عن القوات الأمريكية الموجودة في سوريا.

وقال معدّو التقريري إنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدّد بضرب سوريا، إلا أنّ أهدافه ستواجه تعقيدًا مع وجود القوات الروسية والإيرانية التي تدعم الجيش السوري في الحرب الدائرة.

وتحدّثت الصحيفة عن أماكن وجود القواعد العسكريّة الأمريكية، مشيرة إلى أنّ القوات الأمريكية في سوريا ركّزت بشكل أساسي على قتال تنظيم الدولة "داعش" شمال البلاد، ولفتت إلى أنّ هذه القوات قدمت إلى سوريا أواخر عام 2015، وبدأت بمجموعة صغيرة من قوات العمليات الخاصّة، وأرادت أن تعزّز الحلف مع مجموعات محليّة تقاتل "داعش".

ومع مرور الزمن، بدأ العدد بالازدياد، وبدأ الأكراد وبالتحديد "قوات سوريا الديمقراطيّة" بهجمات على الأرض، أدّت إلى خسارة "داعش" لمعاقله لا سيما في منبج والرقة.

وفي يونيو الماضي، كُشف عن قاعدة جويّة أمريكية جنوب عين العرب كوباني على الحدود التركية، وهي تعمل بشكل كامل.

وقد انتشرت القوات الأمريكية على آلاف الأميال في سوريا، وأعلن البنتاغون أنّه يركّز على التخلّص من تنظيم "داعش"، وقاتلت القوات الأمريكية في مناطق على مقربة من قوات سورية وإيرانية. كما حاولت عدم الاصطدام جوًا مع القوات الروسية، وفي يونيو الماضي، أسقطت القوات الأمريكية مقاتلة سورية كانت تحاول قصف مقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة على الأرض.

وعدا عن القوات الأمريكية الخاصّة في سوريا، يشمل الوجود الأمريكي مهندسين وطيّارين ومدرّبين لقوات سوريا الديمقراطية، وذلك نقلاً عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية. وقدّر معدّو التقرير عدد الأمريكيين في سوريا بنحو 2000 عنصر، وذلك نقلاً عن أرقام البنتاغون.