* الخلية لجأت إلى التفخيخ والتفجير ونجحت بصناعة 55 كيلو من المتفجرات وهيكل طائرة

* الإرهابيون تعرفوا على بعضهم أثناء الدراسة وإصدارات "داعش" عمقت علاقتهم

* الخلية خططت لاستهداف دوريات في 3 مدن ومخابرات واستخبارات ومبنى السلط



عمان – غدير محمود، (وكالات)

عرض التلفزيون الأردني اعترافات متهمين شكلوا ما يعرف بـ "خلية السلط" يحاكمون أمام محكمة أمن الدولة بتهم تتعلق بالإرهاب، أكدوا خلالها تخطيطهم لهجمات في المملكة. وبث التلفزيون برنامجا خاصا بعنوان "المخابرات العامة تكشف تفاصيل مخطط خلية السلط" تضمن اعترافات 4 متهمين أوقفوا خلال مداهمة أمنية في السلط شمال غرب عمان في 11 أغسطس الماضي قتل إثرها 3 من أعضاء الخلية خلال اشتباكات مع الأمن.

وكشفت المخابرات هوية هؤلاء القتلى وهم أحمد النسور "32 عاما" وقد اعتبر رأس الخلية، وأحمد عودة "29 عاما" وضياء الفواعير "32 عاما"، وجميعهم من الأردن.

وقتل 4 رجال أمن خلال تلك المداهمة غداة تفجير عبوة ناسفة بدورية أمنية في الفحيص "12 كم غرب عمان"، أدت إلى مقتل رجلي أمن أيضا.

واعترف المتهمون بمتابعة إصدارات تنظيم الدولة "داعش"، وشراء السلاح وتصنيع المتفجرات وطائرة صغيرة يتم التحكم بها عن بعد لمهاجمة مقرات المخابرات والاستخبارات العسكرية ومبان رسمية.

وكشفت دائرة المخابرات الأردنية عن هوية عناصر خليّة الفحيص الإرهابية والمخططات التي كانت تعتزم تنفيذها داخل أراضي المملكة عبر فيديو حمل اعترافات الخلية بثه التلفزيون الأردني.

وأظهرت التحقيقات التي أجرتها دائرة المخابرات العامة سرعة كشف عملية الفحيص الإرهابية، حيث عملت الدائرة على إحباط تحركات العناصر وحالت دون وقوع ضحايا مدنيين.

واستعرض الفيديو مراحل اكتشاف الخلية بدءاً من التنسيق الأمني، الذي جرى بحرفية عالية عقب عملية الفحيص وصولاً إلى المداهمة الأمنية التي أفضت إلى مقتل 3 عناصر والقبض على 4 آخرين.

وقادت العملية الاستخبارية إلى تحديد مكان إقامة المتهمين في منطقة "نقب الدبور" بمدينة السلط، لتقوم القوة المشتركة بمداهمة العمارة التي يقطنونها والمكونة من 4 طوابق، والتي فجرها الإرهابيون.

ورفضت الخلية الإرهابية الاستجابة إلى طلب القوات الأمنية بتسليم أنفسهم، بل قرروا مقاومة القوة الأمنية بإطلاق النار عليها بكثافة مما أدى إلى استشهاد 4 من أفراد القوّة الأمنية، هم المقدم معاذ الدماني من القوات المسلحة الأردنية، الجيش العربي، والرقيب هشام العقرباوي من القوات المسلحة الأردنية، الجيش العربي، والعريف محمد العزام من القوات المسلحة الأردنية، الجيش العربي، والعريف محمد الهياجنة من المخابرات العامة.

وبينت اعترافات الخلية الإرهابية أن الإرهابي محمود الحياري تعرّف على الإرهابيين منذ أيام دراستهم بالمدرسة، وأشارت اعترافات الإرهابي إلى أن الإرهابيين ضياء الفاعوري وأحمد النسور وأحمد عودة، لم يكونوا ملتزمين دينياً بل كانوا يتعاطون الحشيش في فترات سابقة، بل قال الحياري "إن ضياء الفاعوري تورط في سرقة بنك."

يذكر أن الإرهابيين أحمد النسور "يحمل دبلوم الهندسة المدنية"، وأحمد عودة "يحمل بكالوريوس نظم معلومات إدارية"، وضياء الفواعير "ثانوي" لقوا مصرعهم خلال المداهمة الأمنية.

وأكد الإرهابي محمود النسور في اعترافاته أنه كان يتعاطى مادة الحشيش، وأن الإرهابي أحمد عودة "قتل خلال المداهمة الأمنية"، دعاه إلى أن يبتعد عن هذا الأمر وينخرط معهم في فكرهم المتشدد، ويشارك بجلساتهم.

وقال الإرهابي محمود الفاعوري إنهم تعمقوا بفكر عصابة "داعش" الإرهابية من خلال مشاهداتهم لإصدارات ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية"، لتعمق إيمانهم بهذا الفكر، وقال الإرهابي أنس أنور عادل صالح إنهم لفترة طويلة استمروا بمشاهدة الإصدارات ومتابعتها وذلك لفترة طويلة.

وبين الإرهابي محمود الفاعوري، أنهم شكلوا خلية تكونت تشكيل خلية، من "4" أشخاص، فيما أوضح الإرهابي منذر القاضي "يحمل دبلوم هندسة الميكانيك"، أن الخلية بايعت الإرهابي أحمد النسور أميراً لها، وعاهدته على الأمر والطاعة، وتأييد ما تسمى بـ"الدولة الإسلامية"، بالإضافة إلى إيمان الخلية بأفكار تكفير الحاكم والأجهزة الأمنية وعموم الناس.

الإرهابي محمود الحياري، قال إن خطابات تنظيم الدولة "داعش" تقول هاجم وباشر بالهجوم "حتى لو ترمي حجراً عليهم أنت هيك تغيظهم".

وباشرت الخلية بشراء الأسلحة الأوتوماتيكية مع ذخائرها، وقامت بتعيين أهدافها، التي تمثلت بالنقاط الثابتة، وهي، دورية بالسلط ودورية بالزرقاء ودورية بجرش، وكان أول أهداف الخلية مخابرات السلط واستخبارات السلط ومبنى محافظة السلط.

الإرهابي أحمد النسور وهو أمير الخلية، كلف الإرهابي منذر محمد نمور القاضي الحاصل على دبلوم هندسة الميكانيك، بعمل كاتم صوت لكلاشينكوف لاستهداف دورية أمن عام ما بين عمان والسلط.

الخلية كانت تعتبر أبو محمد العدناني "القيادي الهالك في "داعش"، والناطق باسم التنظيم الإرهابي" أحد أمراء السمع والطاعة ويجب الاستجابة لكل ما يقول، وجاء في خطاب العدناني، الذي عزّز النزعة الإرهابية لديهم أن "التفخيخ أنكى وأوجع" ، و"حث على التفخيخ".

هذا الخطاب، أدى بالخلية إلى تغيير استراتيجيتها، من المهاجمة بالسلاح إلى المهاجمة عن طريق المفخخات والعبوات اللاصقة وصناعتها.

الإرهابي أنس صالح "يحمل بكالوريوس حاسوب"، موّل العملية التي استهدفت الأجهزة الأمنية بنحو 2000 دينار أردني، وحددت الخلية المواقع المستهدفة، وبدأت بتصنيع مواد متفجرة وعبوات ناسفة، بعد شراء المواد الأولية لعمل هذه العبوات، كما قاموا بإجراء تجربة ناجحة لتفجير قنبلة بمنطقة الميسة بالسلط وهي منطقة جبلية غير مأهولة بالسكان.

ونجحت الخلية الإرهابية بصناعة 55 كيلو من المتفجرات الجاهزة، كما قام الإرهابي منذر القاضي بصناعة هيكل طائرة مزود بمحركات كهربائية حتى يتم التحكم بها عن بعد، وقامت الخلية الإرهابية بتطوير الطائرة، لتتمكن من حمل ما يقارب 10 كغم متفجرات، لاستهداف مواقع عسكرية عن بعد، وسعت الخلية للسير بالخطة بدءاً من الفحيص، وباشروا باستهداف دوريات الفحيص التي استشهد فيها رجلا الدرك علي قوقزة وأحمد الزعبي.

الإرهابي محمود الفاعوري، قال "استهدفنا دوريات الفحيص لأنها تحمي عاملي نطاق أمني – وهم بالنسبة لـ "داعش" – كفار ومرتدين، وقررنا المباشرة وفوراً بإكمال باقي الخطة ومن ثم سنقوم بالعمليات الأخرى".

وشكل وجود مدنيين بالبناية السكنية التي يقطنوها عامل ضغط لسرعة التنفيذ، بالإضافة إلى إحباط مخطط الإرهابيين في العمليات التي كانوا ينوون تنفيذها.

يذكر أن التحقيقات السرية عالية المهنية، أفضت للعثور على عبوات معززة بأسلاك لزيادة الشظايات والإصابات وتم العثور عليها مدفونة بمنطقة نقب بالسلط، وتم تفجيرها بموقعها لخطورة التعامل معها.

ووجهت محكمة أمن الدولة منتصف الشهر الماضي لهؤلاء تهم بينها "القيام بأعمال إرهابية أفضت إلى موت إنسان وهدم بناء" و"المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية". وقد تصل عقوبة هذه التهم إلى الإعدام شنقا.

وشهدت المملكة منذ 2016 أربعة اعتداءات أدت إلى سقوط عدد من عناصر الأجهزة الأمنية وتبنى تنظيم الدولة "داعش"، اثنين منها.

***

محمد