عمان - غدير محمود

توفي 12 شخصاً في الأردن إثر سيول غير مسبوقة اجتاحت محافظات الجنوب ومحافظة مادبا جنوب العاصمة الأردنية عمّان.

وشهدت مناطق جنوب الأردن الجمعة، تساقط أمطار وصفت بأنها الأغزر منذ نحو 60 عاماً، ما أسفر عن تشكل سيول جارفة أدت إلى وفيات وفقدان عدد من الأشخاص والسياح في منطقة البترا.



الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة أغرقت مناطق عدة في الأردن وعدد من دول المنطقة، وأعلنت أمانة العاصمة عمان الكبرى وسلطات محافظة الكرك جنوب غرب العاصمة حالة طوارئ متوسطة للتعامل مع تدفق المياه بغزارة والحالة الجوية السائدة.

ارتفع عدد ضحايا السيول في الأردن، السبت، إلى 12 حالة وفاة، وذلك بعد انتشال جثة طفلة في وادي الهيدان بمحافظة مادبا جنوبي العاصمة عمان.

وقالت وزيرة الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات، إن مجلس إدارة المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات قرر أن يكون في حالة انعقاد دائم، لمتابعة الحالة الجوية السائدة وعمليات الإخلاء والبحث عن المفقودين.

وأضافت غنيمات أن الاجتماع الذي يرأسه رئيس الوزراء عمر الرزاز، بحضور عدد من الوزراء وقادة الأجهزة المعنية، "يتابع الإجراءات التي تتم حالياً على أرض الواقع في البحث عن بقية المفقودين، وجهود الإخلاء والإيواء".

كما أكدت أن الجهود التي تقوم بها مختلف الوزارات والمؤسسات والأجهزة مستمرة في مختلف مناطق المملكة.

وكانت سيول عنيفة قد ضربت مناطق من الأردن، الجمعة، بعد هطول أمطار غزيرة.

وتواصل فرق الإنقاذ البحث عن مفقودين في ظل إعلان حالة الطوارئ، التي تم بموجبها إجلاء آلاف السكان، وتعليق الدراسة بالمملكة.

وكانت غنيمات، قد أوضحت أن الحكومة أجلت ما يربو على 3700 سائح من مدينة البتراء، الجمعة، خشية تدفق السيول إليها، مشيرة إلى وقف جميع الرحلات للمناطق السياحية والأثرية إلى حين استقرار الحالة الجوية.

وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في ميناء العقبة جنوب الأردن، فيما أدت السيول إلى إغلاق طريق سريع رئيس يربط عمان بجنوب البلاد.

وأعلنت الحكومة إغلاق الجامعات والمدارس، السبت، وجرى فتح المساجد لإيواء المدنيين في المناطق المتضررة.

وذكر بيان للمديرية العامة للدفاع المدني في الأردن، أنه "تم تأمين الآلاف ونقلهم إلى مناطق آمنة في منطقة وادي موسى وضبعة والجفر من خلال فرق الإنقاذ".

وأضاف البيان أن "ما يزيد عن 500 شخص من كوادر الدفاع المدني يشاركون في عمليات البحث، وبإسناد من القوات المسلحة وقوات الدرك والأمن العام، في منطقة مليح للبحث عن مفقودين".

وباشرت كوادر الدفاع المدني عمليات الإنقاذ من خلال فرق الغطاسين وفريق البحث والإنقاذ الأردني وعدد كبير من الآليات والمعدات المتخصصة وبإشراف مباشر من مدير عام الدفاع المدني اللواء مصطفى البزايعه وبمشاركة الجيش العربي والأمن العام والدرك ووزارة الأشغال العامة ووزارة البلديات بالإضافة إلى عدد من المروحيات العمودية التابعة لسلاح الجو الملكي.

وقد تابع عمليات البحث والإنقاذ والتعامل مع الحادث أولا بأول نائب جلالة الملك سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله مع الجهات المعنية، مشيداً بالجهود المبذولة من كافة أجهزة الدولة العسكرية والمدنية، داعياً إلى استمرارها بنفس النسق لحين الانتهاء من التعامل مع مجريات الحادث.

وتابع سير عمليات البحث والإنقاذ من المركز الوطني للأمن و إدارة الأزمات رئيس الوزراء الاردني د. عمر الرزاز، ووزير الداخلية ووزير الإعلام ورئيس هيئة الأركان المشتركة ومدراء الدفاع المدني والمخابرات العامة والأمن العام وقوات الدرك.

وقال الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني إياد العمرو في تصريحات صحافية إن البحث مستمر عن طفلتين من عائلة واحدة كانت السيول جرفت مركبتهم حيث عثر على طفلة متوفية وأخرى حية ترزق فيما عثر على جثة الأب وابنته.

ومازالت عمليات البحث والإنقاذ والتفتيش مستمرة للبحث عن شخصين مفقودين مع العلم أن وعورة المنطقة وغزارة الأمطار وتشكل السيول وما رافقها من طمي وأتربة وحدوث بعض الانهيارات في المنطقة كانت سبباً في إعاقة عمليات البحث والتمشيط، حيث تمكنت الفرق المشاركة من تأمين الآلاف من المواطنين إلى أماكن آمنه وإسعاف 12 شخصاً وصفت حالتهم بين المتوسطة والبسيطة فيما ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 12 وفاة والبحث جاري عن طفلة مفقودة.

وقال مدير السدود المهندس هشام الحيصة لوكالة الأنباء الأردنية "بترا" إن سد الوالة فاض مساء الجمعة، بعد أن دخله 3.2 مليون متر مكعب من مياه الأمطار، مشيراً إلى أن سعته التخزينية تصل إلى نحو 8 ملايين متر مكعب.

وأوضح الحيصة من موقع السد، ان "هذا السد يعتبر من السدود كثيرة الفيضان لكبر مساحة الحوض المغذي له والذي يبلغ 1770 كيلومتراً مربعاً"، مشيراً إلى أن "الفيضان بدأ بقوة 120 متراً مكعباً في الثانية وتراجع اليوم إلى 20 متراً مكعباً في الثانية".

وأكد أن "السد مستقر وثابت، ويتم حاليا تنفيذ مشروع توسعة له لتصل سعته إلى 25 مليون متر مكعب عام 2020 بكلفة تصل إلى 25 مليون دينار".

وتواصل فرق وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع غرف العمليات الرئيسة والحكام الإداريين تقديم الخدمات الإغاثية لمتضرري السيول في مختلف مناطق المملكة، منذ بداية الإعلان عن الحالة الجوية.

وقالت الوزارة في بيان صحافي "إن غرفة الطوارئ المركزية والغرف الفرعية في مختلف المحافظات تعمل على مدار الساعة وضمن إجراءاتها المسبقة وخطة الطوارئ المعتمدة لديها في مواجهة الأزمات بالتنسيق التام مع الحكام الإداريين ومنظمات المجتمع المدني".

وحول الإجراءات والاستعدادات التي نفذتها الوزارة قال البيان إن "الوزارة تواصلت مع كافة المؤسسات والمراكز الإيوائية التابعة لها للتأكيد على استمرارية عملها وتقديم الخدمات والإبلاغ عن أي أعطال أو نواقص في هذه المؤسسات وتم التأكد من جاهزيتها وعدم وجود أي عائق بسبب الأحوال الجوية السائدة".

كما تم التأكيد على كافة مديريات التنمية الاجتماعية للتعاون بشكل مباشر وعاجل والأخذ بتوجيهات الحكام الإداريين في المناطق التابعة لهم وتزويدهم بكافة الاحتياجات المطلوبة في حالات الإخلاء والإغاثة وغيرها وذلك بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني وفق الإمكانيات المتاحة.

وفي منطقتي وادي الوالة ومليح التابعة لمحافظة مأدبا تم توزيع المساعدات والمواد الإغاثية والغذائية على 55 أسرة "255"، فرداً بعد إخلائها من قبل الجهات المختصة إلى إحدى المدارس "مدرسة مليح" في المنطقة من قبل مديرية التنمية الاجتماعية بالتنسيق مع الحاكم الإداري ومنظمات يد العون والمساعدة الإسلامية وجمعية الإمداد الخيرية والإصلاح الاجتماعي.

وفي لواء الجيزة تم إخلاء "33" فردا سوريا من الجهات ذات الاختصاص والذين داهمتهم الأمطار وتم نقلهم إلى مدرسة أم الرصاص حيث تم توزيع المساعدات من قبل مديرية التنمية الاجتماعية بالتنسيق مع الحاكم الإداري وجمعية يد العون وهيئة الإغاثة الدولية.

أما في محافظة معان فقد قدمت الوزارة من خلال مديرية التنمية الاجتماعية وبالتنسيق مع الحاكم الإداري المساعدات لـ320 شخصاً تم إخلائهم في مناطق راشد وبير البيطار قضاء ايل والمريغة والجفر وأذرح والمنشية.

كما نسقت الوزارة جهودها مع الهيئة الخيرية الهاشمية التي قامت بإرسال مساعدات عينية مختلفة تم توزيعها من قبل موظفي مديرية التنمية الاجتماعية حيث شملت هذه المساعدات على فرشات ومواد إغاثية وأغذية.

وفي لواء الشونة الشمالية تم إخلاء 20 أسرة من الجهات المختصة احترازياً حيث تم توزيع المساعدات من قبل مديرية التنمية الاجتماعية بالتنسيق مع الحاكم الإداري والجهات الشريكة حيث شملت على فرشات وحرامات ومواد إغاثية وغذائية.

وفي لواء ماركا تم المساهمة في إخلاء 11 أسرة احترازيا مع الجهات المختصة مكونة من 42 فردا إضافة إلى إغاثة أسرة في منطقة كفرنجة بعجلون.

وقالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، إنه "تم صباح السبت تناقل معلومات عبر الإعلام تفيد بانقطاع تواصل أفراد إسرائيليين مع عائلاتهم فقدوا الجمعة في مناطق بجنوب المملكة". وأضافت أنه "جرى الاتصال مع العمليات المشتركة في القوات المسلحة ومع السفير الإسرائيلي في عمّان صباح السبت، الذين أفادوا بعدم ورود اتصالات لانقطاع التواصل مع أفراد إسرائيليين تواجدوا في جنوب المملكة".

وزادت أن سفارتنا في تل أبيب تواصلت مع وزارة الخارجية الإسرائيلية لغايات التأكد من المعلومة وطلب الأسماء للإسرائيليين المفقودين. موضحة أنه ولغاية اللحظة، جرى تواصل 4 أفراد إسرائيليين مع أسرهم، فيما لاتزال المعلومة بشأن اثنين آخرين غير مؤكدة.

وأعلن الديوان الملكي الهاشمي عن تنكيس علم السارية على المدخل الرئيسي للديوان لمدة 3 أيام، حدادا على أرواح الضحايا من أبناء وبنات الوطن الذين داهمتهم السيول في عدد من مناطق المملكة.

وقدّم سفير خادم الحرمين الشريفين في عمّان، سمو الأمير خالد بن فيصل بن تركي، تعازيه للأردن ملكاً وحكومة وشعباً بضحايا السيول التي اجتاحت عدة مناطق جنوب الأردن.

وأعرب سموه في بيان له السبت باسمه واسم أركان السفارة عن خالص العزاء والمواساة لذوي الضحايا، سائلا المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، ويعيد المفقودين سالمين.