تونس - منال المبروك

حطت الخميس أول رحلة مباشرة قادمة من سوريا بمطار الحبيب بورقيبة بمدينة المنستير في تونس وذلك بعد توقف الرحلات بين البلدين منذ 8 سنوات وسط ترحيب شعبي كبير ببوادر عودة العلاقات التونسية السورية.

وقدمت الرحلة من مطار دمشق الدولي وعلى متنها 150 سائحا سوريا قدموا لقضاء عطلة نهاية السنة بالمنتجعات السياحية بمحافظات الساحل التونسي.



وبمطار المنستير الدولي استقبل نشطاء بالمجتمع المدني ومواطنون تونسيون السياح السوريين رافعين الرايات التونسية والسورية على أنغام فرق موسيقية سورية.

وكانت تونس قد قطعت علاقتها الدبلوماسية بسوريا بقرار من رئيس الجمهورية المؤقت السابق المنصف المرزوقي في فبراير 2012 بسبب الأحداث الدموية التي شهدها محملا بشار الأسد وقتها مسؤولية قتل أبناء شعبه، فيما استقبل بعدها ما يعرف بـ "مؤتمر أصدقاء سوريا" الذي اتهم المرزوقي بتنظيمه تطبيقا لتعليمات من قطر أساسا.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي منذر بالضيافي في تصريح لـ"الوطن" أن "عودة الرحلات الجوية المباشرة بين تونس ودمشق خطوة مهمّة لإعادة العلاقات المنقطعة بين البلدين منذ سنة 2012".

وأضاف أن "الخطوة قد تكون تمهيدا للحضور السوري في القمة العربية التي تلتئم في تونس في ربيع 2019"، مشيرا إلى أن "هبوط أول رحلة سورية في مطار تونسي يتزامن مع الإعلان الإماراتي بإعادة فتح سفارة دولة الإمارات بدمشق".

وأكد المحلل السياسي أن "الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي يحرص على أن يحضر قمة تونس ملوك ورؤساء وزعماء الدول العربية "الصف الأول"، وهو رهان يحرص عليه الرئيس السبسي، الذي "يخطط" لجعل قمة تونس مناسبة للشروع في "ترميم" البيت العربي الذي تشقه خلافات وتناقضات كبيرة".

وأضاف أن "الرئيس السبسي وهو الخبير في العلاقات الدولية والدبلوماسية والذي له معرفة دقيقة وعن قرب بخبايا الخلافات والتناقضات العربية أن مهمته لن تكون سهلة لكنه مع ذلك حريص على تحقيق "اختراق" في كل القضايا العربية الخلافية".

في سياق متصل، قال بالضيافي إن "الحضور السوري في القمة العربية التي ستنعقد في شهر مارس 2019 بتونس لن يتأكد إلا بعد رفع التجميد عن عضوية سوريا بجامعة الدول العربية"، معتبرا أن "كل الظروف أصبحت مناسبة اليوم لتحقيق رفع التجميد وبالتالي عودة سوريا للحضن العربي وفق قوله".

وفي 2017 أكد وزير الخارجية خميس الجهيناوي أن "الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي أعلن عن قطع العلاقات مع سوريا دون تفعيل القرار وأنه لم يراسل الأمم المتحدة لإعلامها بذلك وفق ما تقتضي اتفاقية فيينا"، مشددا على أن "لتونس تمثيلية قنصلية بسوريا".

ورغم دفاع المرزوقي وحزبه عن قرار قطع العلاقات، فان "كثيرين طالبوا بالتسريع بمراجعته معتبرين أنه من أهم الأخطاء الدبلوماسية التي ارتكبها للمرزوقي".