مروان حاتم




أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية يوم أمس، فرض عقوبات مشددة على فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، عقوبات واشنطن جائت بعد اتهامات للفياض تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان.

وقال وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين على خلية العقوبات التي أصدرته وزارته أمس الجمعة، إن "فالح الفياض يشن حملات على المجتمع المدني والديمقراطية في العراق".


وأضاف أن "ذلك يتم من خلال التوجيه والإشراف على قتل المتظاهرين العراقيين السلميين الذين خرجوا للمطالبة بإصلاحات نظام الحكم في بغداد والقضاء على الفساد والمحسوبية وإنهاء سيطرة المليشيات الموالية لطهران التي تستحوذ على القرار السياسي والعسكري في العراق، حيث أشرف الفياض على مليشيات قتلت وطاردت الشباب العراقي الأعزل، وقامت تلك المجاميع بتصفية العشرات منهم.

وتابع وزير الخزانة الأمريكي: "واشنطن ستواصل ملاحقة كل شخص متورط بانتهاكات حقوق الإنسان في العراق الذين يمنعون الشعب من التظاهر السلمي والسعي لتحقيق العدالة واجتثاث الفساد في بلادهم".

وتشمل العقوبات الأمريكية تجميد جميع أصول الفياض في الولايات المتحدة ومنع الشركات الأميركية، بما فيها المصارف، من التعامل معه.

من هو فالح الفياض

فالح فيصل فهد الفياض المولود في محافظة بابل العام 1956 شغل العديد من المناصب الحكومية بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، أصبح الفياض عضوا في أول "جمعية وطنية"، ومن ثم عضوا في أول برلمان عام 2005 عن قائمة "الائتلاف الوطني العراقي".

ورغم أنه أصبح قياديا في "حزب الدعوة" بزعامة نوري المالكي، لكنه ما لبث أن انشق عن الحزب، ودخل في تجمع "الإصلاح" الذي يتزعمه إبراهيم الجعفري، القيادي السابق أيضا في "الدعوة"، كما ترأس مستشارية الأمن الوطني العراقي ورئيس هيئة الحشد الشعبي ومؤسس حركة عطاء المنخرطة في العملية السياسية .

ويعتبر الفياض عراب الصفقات السياسية لقربه الشديد من الأطراف الشيعية التي تهمين طهران على كل قرارتها.

صدام أنقذه من حكم المؤبد

وبخصوص اعتقاله، يقول الفياض خلال مقابلة تلفزيونية في مايو/ آيار 2019: إن "الرئيس العراقي الراحل صدام حسين زار منطقة سكناه وشرب القهوة في مضيف عشيرته، وبعدما عرف أن أحد أفراد العائلة معتقل أمر بإطلاق سراحه فورا".

وأضاف الفياض: "صدام لم يكن لديه تفاصيل بخصوص القضية التي اعتقلت من أجلها (الانتماء لحزب الدعوة) ولا حتى بإعدام أخي رائد، فعندما جاء أمر الإفراج عني شمل أيضا أخي رائد، لكنه كان قد أعدم فور اعتقاله".

ولفت إلى أن الرئيس العراقي الراحل "صدام حسين في تلك الفترة، كان يملك الرقاب وأصدر عفوا عني بهذه الطريقة، دون أن يسأل ما هي القضية التي سجنت بسببها، مع أخي وابن عمي مقدم نصر الذي كان ضابطا في الجيش".

قتل وتصفية المتظاهرين

عقب اقتحام أنصار الحشد الشعبي لمبنى السفارة الأميركية ببغداد، في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2019، كان الفياض برفقة عدد من زعماء المليشيات العراقية يدعمون هذه الخطوة ويقفون على مقربة من السفارة الأمريكة الواقعة في المنطقة الأمنية شديدة التحصين والمعروفة بإسم المنطقة الخضراء.

لكن هذه الخطوة استفزت الولايات المتحدة، ودفعت وزير الخارجية مايك بومبيو إلى إطلاق تغريدة مطلع يناير/ كانون الثاني 2020، قال فيها: "هجوم اليوم جرى تنسيقه من قبل إرهابيين - أبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي - وبدعم من حليفين لإيران، هادي العامري وفالح الفياض". وأضاف: "جرى تصويرهم جميعا أمام سفارتنا".

تغريدة الوزير كانت بمثابة تهديد صريح لهؤلاء الأربعة، ولم يمض سوى يومين حتى شنت القوات الأميركية هجوما بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد الدولي قتلت فيه قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.

قمع المعارضين الإيرانيين في العراق

كما أدين الفياض من القضاء الإسباني، لدوره في قمع المعارضين الإيرانيين في "معسكر أشرف"، وأطلق الكثير من التصريحات ذات الطابع التهديدي ضدهم. واستدعاه القضاء الإسباني للتحقيق معه في جرائم بحق المجتمع الدولي على خلفية هجومي عام 2011 و2013 على معسكر "أشرف".

وتقول المنظمة الإيرانية: "الفياض مسؤول عن مقتل 52 عضوا من مجاهدي خلق في عملية إبادة جماعية على أيدي المجرمين المرسلين من قبل المالكي والفياض بتوجيه من قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني".

رد الخارجية العراقية على قرار الخزانة الأمريكية

وعلى الصعيد الداخلي أعربت وزارة الخارجية العراقية عبر بيان نشر على موقع الوزارة إستغرابها من القرار الصادر عن الخزانة الأمريكيّة بحقِّ فالح الفيّاض رئيس هيئة الحشد الشعبيّ.

وقالت الخارجية العراقية أنَّ القرار مثّلَ مفاجأة غير مقبولة.

وأضاف بيان الخارجية أنَّ الوزارةَ ستُتابع بعناية مع الإدارةِ الحالية والجديدة في واشنطن جميع القرارات الصادرة عن وزارة الخزانة الامريكيّة بحقِّ أسماءٍ عراقيّة والعمل على معالجة تبعاتِ ذلك.