وافقت الحكومة في لبنان على الاستيراد المباشر للمازوت وسط عجز الوقود المتفاقم، ما يرفع فعليا الدعم عن هذا النوع من الوقود.

وقال عماد حب الله، وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عقب اجتماع مع الرئيس اليوم الإثنين: "دعم مادة المازوت سيتوقف، ونحن نعتبر أنه انتهى".



ويعاني لبنان انهيارا اقتصاديا وصفه البنك الدولي بأنه من أعمق حالات الكساد في التاريخ الحديث، وهو ما يهدد استقراره.

وتفاقم نقص الوقود والسلع الأساسية الأخرى في الشهر الماضي.

جاء قرار اليوم الإثنين بعد اجتماع مع الرئيس ميشال عون لمحاولة حل مشكلة نقص المازوت للمصانع.

وقال حب الله إنه تقرر "السماح للصناعيين بالاستيراد المباشر لمادة المازوت وغيرها من المشتقات النفطية من دون إجازة مسبقة". وكانت تلك الإجازة لازمة عندما كان الوقود مدعوما.

وتسبب نقص الوقود في انقطاع الكهرباء لفترة طويلة وزيادة الاعتماد على المولدات الخاصة التي تستخدم المازوت.

واستحدثت الحكومة برنامج الدعم العام الماضي لتمويل استيراد سلع أساسية مثل القمح والوقود والأدوية من السحب من احتياطيات النقد الأجنبي.

لكن نقص سلع أساسية مثل العقاقير والوقود تفاقم في الأشهر الفائتة وقاربت أموال البنك المركزي اللازمة لتمويل البرنامج على النفاد.

وترجئ بعض المستشفيات العمليات الجراحية غير الضرورية لتوفير الإمدادات الطبية المهمة مثل عقاقير التخدير، وأجبر شح الوقود سائقي السيارات على الاصطفاف في طوابير لساعات للحصول على أي كميات من البنزين.

وخفضت الحكومة الأسبوع الماضي بشكل فعلي دعم الوقود عبر استخدام سعر صرف أقل لليرة اللبنانية مقابل الدولار لتمويل الواردات الجديدة عبر الاحتياطيات الإلزامية للبنك المركزي.

ومطلع الشهر الجاري، قال مصرف لبنان المركزي إنه سيدفع ما يصل إلى 400 مليون دولار لتمويل واردات الأدوية الحيوية والطحين (الدقيق).

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قوله في بيان "سيقوم حاكم مصرف لبنان بتسديد الاعتمادات والفواتير التي ستقدم إلى مصرف لبنان من قبل المصارف والتي تتعلق بالأدوية، لا سيما أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية، وفقا للأولويات التي تحددها وزارة الصحة العامة استنادا إلى قرار الحكومة المبلغ إليه يوم الجمعة 2 تموز (يوليو) 2021 ضمن مبلغ لا يتعدى 400 مليون دولار، يغطي أيضا مستوردات أخرى بما فيها الطحين بما يضمن احترام نسبة التوظيفات الإلزامية."

وألقت أزمة لبنان بنصف السكان في براثن الفقر وخسرت الليرة أكثر من 90% من قيمتها في حوالي عامين.

وتفاقمت مشاعر الإحباط ووصلت إلى الشوارع، وأطلق حشد في مدينة طرابلس، أفقر المدن اللبنانية، أعيرة نارية في الهواء عندما حاول الجيش احتواء التجمع.