عاد سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، إلى الأضواء مجددا بعدما قدم أوراقه للترشح في الانتخابات الرئاسية الليبية، الأمر الذي طرح احتمال حدوث تحول جديد في سياسة البلاد الغارقة في الفوضى منذ أكثر من عقد.

وظهر سيف الإسلام، الأحد، في مدينة سبها جنوب غربي ليبيا لتقديم أوراق ترشحه لمكتب المفوضية العليا للانتخابات، مرتديا العباء والعمامة اللتين طالما اشتهر والده الراحل بارتدائهما.



وسينافس القذافي الابن في الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر المقبل.

ولم تظهر حتى الآن ردود فعل فورية في أوروبا عقب إعلان سيف الإسلام الترشح، لكن العديد من الإشارات صدرت في وقت سابق من القوى الدولية توقعت عودة نجل القذافي للعمل السياسي.

ففي أواخر عام 2018، صرح وكيل رئاسة الوزراء بإيطاليا حينها، جان جورجيتي، بأن بلاده لا تعترض على إمكانية عودة سيف الإسلام القذافي للعمل السياسي وقيادة ليبيا.

أما واشنطن فعبّرت سبتمبر الماضي عن "امتعاضها" على لسان وزير الخارجية بالإنابة لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود الذي قال: "العالم لدية مشكلة" في ترشُّح سيف الإسلام".

وتابع أن "الأمر يقرره الشعب الليبي، لكنه أحد مجرمي الحرب، ومُدرج بموجب قوانين الأمم المتحدة والولايات المتحدة على قائمة العقوبات،

ولا يزال خاضعا لمذكرة توقيف معلقة صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية".

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد استبق خطوة القذافي الابن، السبت الماضي بالدعوة إلى إتاحة الفرصة لجميع القوى السياسية للترشح، بما في ذلك "أنصار نظام القذافي" كي تكون الانتخابات "شاملة".

ويقول مراقبون ليبيون لموقع "سكاي نيوز عربية" إن ترشح سيف الإسلام القذافي أشعل أجواء منافسة في العالم كما في ليبيا، فاحتمال فوزه في الانتخابات يمكن أن ينعكس على علاقات البلاد الدولية.

ويقول المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري: "بالتأكيد ترشح سيف الإسلام سيبعثر ويربك كثير من الملفات، والملف الخارجي قد يواجه المعضلة الكبرى، حيث سيعيد قائمة التحالفات الدولية".

وبحسب الفيتوري فأكثر المستفيدين من وصول القذافي الابن لحكم ليبيا هما روسيا والصين، والأكثر تضررا أميركا وأوروبا بعد أن كانتا سببا في إسقاط حكم أبيه، وبالتالي ربما تلعبا دورا ضد ابنه في الانتخابات.

وتساءل المحلل الليبي عن بقاء تأثير الدور تلعبه فرنسا وإيطاليا في حال وصول سيف الإسلام للحكم.

واعتبر أن فوز نجل القذافي سيفتح مجالا لروسيا والصين للتدخل بقوة، وتحقيق الحلم الروسي بامتلاك موانئ دافئة على البحر المتوسط، خاصة أن ليبيا ذات موقع استراتيجي جيد يخدم الأفكار الروسية والطموح الصيني في العمق الإفريقي.

من جانبه، توقع المحلل السياسي الليبي، سلطان الباروني، أن يكون من الصعب أن يقترب سيف الإسلام مع بروكسل أو واشنطن، كون حلف الناتو والولايات المتحدة شكلا رأس الحربة في إسقاط والده.

وما عن العلاقات مع الدول العربية مع ليبيا، فتوقع الباروني أن الأمر لن يمثل عقبة تذكر؛ لأن دول الجوار خلال الاحتجاجات بليبيا 2011 كانت منشغلة هي الأخرى بأحداث داخلية، ولم تتدخل في الأزمة الليبية.