شهد متحف البحرين الوطني يوم أمس الأحد الموافق 15 مايو 2022م إقامة الفعالية العامة "انقذوا التربة"، قدّمها الفيلسوف الهندي الحكيم العالمي سادغورو، وذلك ضمن حملته العالمية للحفاظ على المكتسبات البيئية الإنسانية.

وكان في استقباله الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة الثقافة وبيوش شريفاستاف سفير الجمهورية الهندية لدى مملكة البحرين ولشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بالهيئة، فيما حضر الحدث ما يقارب من خمسة آلاف شخص من بينهم عدد من المسؤولين والمؤثرين والإعلاميين.

صور


صور


وخلال كلمته التي خاطب بها الجمهور تحدث سادغورو باستفاضة حول أهمية الحفاظ على المكتسبات والمقومات البيئية والطبيعية لكوكب الأرض، منوّهاً إلى خطورة التدهور السريع للتربة في مختلف بقاع العالم، وقال إن العالم يتوجه نحو "كارثة" في حال لم يتم أخذ خطوات فعّالة فورية لوقف عملية التدهور. وأكد أن ما يحتاجه العالم حقيقة هو أن يقوم كل فرد بدوره من مكانته وموقع مسؤولياته، ومشدداً على أهمية تعاون مختلف الجهات العامة والخاصة والأفراد والجمعيات الأهلية من أجل الحفاظ على التربة والإبقاء على سلامتها.

وقال إن موت التربة يهدد مختلف أشكال الحياة على وجه الأرض، حيث أكد أن التربة تعتبر كائناً حياً لاحتوائها على مليارات الكائنات الميكروبية، مشيراً إلى أن طبقة الأرض التي لا تزيد عن 18 بوصة عمقاً، هي أساس الحياة على الكوكب. وحذّر سادغورو من الأرقام الصادمة التي تعكس ما تتعرض له التربة، فقال إن 27 ألف كائن حي ميكروبي ينقرض سنوياً من التربة، وفي حال استمر الحال لأربعين عاماً قادمة على ذات المعدل، فإن إعادة إحياء التربة سيكون أمراً شبه مستحيل. ونبّه إلى أن نتائج هذا الأمر ستتعدى قدرة العالم على مواجهته، حيث سيكون هناك نقص حاد في الغذاء والماء النظيف وسيتبع ذلك هجرات جماعية ستؤثر على الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع.

صور


ودعا سادغورو الجميع إلى المساهمة في إبقاء التربة حية، لأنها مصدر كافة أشكال الحياة، وقال إن عمليات الزراعة المكثفة التي يجريها البشر في ما يقارب 70 بالمئة من مساحة الأرض المسكونة هي ما يسبب التدهور السريع للتربة، وإن إعادة تقنين هذه العمليات سيساهم في الحفاظ عليها.

وقبيل حديث سادغورو، قالت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة في كلمة لها إن مملكة البحرين سعيدة باستقبال شخصية عالمية كسادغورو، مشيدة بالحملة التي يقودها والتي تساهم في صنع تكاتف عالمي من أجل إنقاذ التربة.

وأشارت إلى أن المملكة وبتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تؤكد على الحق الإنساني ببيئة طبيعية سليمة وعلى حق الأجيال القادمة بتربة تعطيهم القدرة على الحفاظ على استمرارية الحياة وجودتها. وقالت إن البحرين تدعم جهود حماية التربة بهدف الحفاظ على حيويتها للمستقبل، موضحة أن متحف البحرين الوطني خير شاهد على ما تشكله التربة من أهمية لحضارات البحرين المتعاقبة منذ دلمون وحتى اليوم.

صور


من جانبه شكر السفير الهندي لدى البحرين كافة من ساهم في إنجاح زيارة سادغورو إلى المملكة من هيئة البحرين للثقافة والآثار والمجلس الأعلى للبيئة، مشيراً إلى أن زيارته تأتي بالتزامن مع الاحتفاء باليوبيل الذهبي للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وأشاد بحملة سادغورو التي يجوب من أجلها بلدان العالم على دراجته سعياً إلى حشد الدعم العالمي من أجل إنقاذ التربة.

هذا وزار سادغورو البحرين ضمن جولته العالمية التي بدأها من العاصمة البريطانية لندن وصولاً إلى الهند على دراجته النارية، وخلال جولته التي تستمر لمئة يوم سيقوم بقطع مسافة تزيد عن 30 ألف كيلومتر وسيزور 27 دولة. ويسعى سادغورو إلى جذب انتباه وحشد دعم أكثر من 3 مليارات شخص، هادفاً من ذلك رفع الوعي حول تدهور التربة والتصحر وللتشجيع على وضع السياسات من أجل الحفاظ على الأرض والبيئة الزراعية. وتحظى حملة الفيلسوف الهندي سادغورو بدعم رسمي من اتفاقية الأمم المتحدة لمحاربة التصحّر وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الغذاء العالمي وغيرها.

حول سادغوورو:

يعتبر سادغورو يوغيّ متصوّف فيلسوفاً وصاحب رؤية، وحصل على ثلاثة جوائز رئاسية في الهند، من بينها واحدة تكريماً لعمله في مجال البيئة، إضافة إلى حصوله على أعلى تكريم سنوي مدني في البلاد لخدماته الاستثنائية والقيّمة.

أسس سادغورو منظمته "إيشا" وأطلق خلال السنوات مبادرات لحفظ البيئة والتي ساهمت في برامج وجهود التنمية الاقتصادية والبيئية المستدامة.

تحدّث سادغورو في محافل للأمم المتحدة، المنتدى الاقتصادي العالمي، البنك الدولي وغيرها من المحافل العالمية. وتمت دعوته للحديث في جامعة أوكسفورد، ستانفورد، هارفرد، وارتون، إم إي تي وغيرها.

صور


حول حملة انقذوا إنقاذ التربة:

تعد حركة انقذوا إنقاذ التربة، حملة عالمية تهدف إلى تكوين وعي عالمي من أجل حفظ وإنقاذ التربة والكوكب. وتسعى الحملة إلى أن تكون حملة شعبية وتحشد دعم أكثر من ثلاثة مليارات شخص حول العالم من أجل وضع القضايا البيئية على أولويات سياسات الحكومات.

ومن بين أهداف الحملة، تشجيع ودعم الحكومات على صياغة قوانين وسياسات تركز على سلامة التربة وجعل الأنشطة الزراعية صديقة للبيئة والتربة ومنع تدهورها والتصحّر على المستوى العالمي. والهدف الرئيسي للحملة هو دفع الجهات الرسمية حول العالم لوضع سياسات تعيد نسبة المحتوى العضوي في التربة إلى تفرض تخصيص ما مقداره 3 - 6 بالمئة من الزراعة للمحاصيل العضوية.

صور