قضت محكمة الاستئناف العليا المدنية الثالثة، بإلزام معرض سيارات بأن يعيد مبلغ 27 ألف دينار لزبون قام بشراء سيارة جديدة من المعرض وظهرت فيها أعطال فنية عديدة بعد فترة وجيزة لم تتجاوز الشهر، ورفض المعرض استبدالها بحسب العقد.

وتتحصل وقائع الدعوى فيما ذكره المحامي حسين اليافعي وكيل المشتري في أن وكيله قد اشترى سيارة جديدة من معرض سيارات بمبلغ إجمالي 26500 دينار وقد تم تسجيلها لدى إدارة المرور باسمه كأول مالك، وبعد شهر تفاجأ بظهور العديد من الأعطال في المركبة، وعلى إثر ذلك طالب المعرض باستبدال السيارة بأخرى إلا أن طلبه قوبل بالرفض بحجة توقيع المشتري على إقرار وتعهد يلزمه بعدم الرجوع على المعرض في حال ظهور أية أعطال أو خلل يطرأ على السيارة.

ورفع المشتري دعوى أمام محكمة أول درجة طالب فيها ببطلان عقد البيع واسترجاع مبلغ الشراء، وتعويضه عما أصابه من أضرار مادية وأدبية، وقدم تقريراً بالأعطال والخلل الفني للمركبة، إلا أن المحكمة قضت برفض الدعوى تأسيساً على أن وجود قطع غيار غير أصلية بسيارة المشتري لا تعد من العيوب الخفية وأن تلك القطع ترتبط بسعر السيارة ارتفاعاً وانخفاضاً وأن المشتري وطبقاً للإقرار والتعهد الموقع من المشتري كان يعلم بأنها واردة من خارج البحرين وقام بمعاينتها المعاينة النافية للجهالة وارتضى شرائها بحالتها والتزم بعدم الرجوع على المعرض.



وطعن المحامي حسين سالم بالاستئناف على الحكم وقال إن المشتري كان يستحيل عليه اكتشاف عيوب السيارة بنفسه وقت الشراء، وقد جرت الأعراف التجارية على عدم السماح للمشتري بفحص السيارة الجديدة خارج مكان البيع وبذلك فهي تعد من العيوب الخفية والتي يضمنها البائع، ونوه بنص المادة (٤٤٧) من القانون المدني التي تنص على أن "تقوم مسؤولة البائع عن ضمان العيوب الخفية في المبيع أن تكون هذه العيوب كامنة في مادة الشيء المبيع ذاته وموجودة فيه وقت أن تسلم المشتري المبيع من البائع وأن تنقص من قيمته بحسب الغرض الذي أعد له، كما يلزم أن تكون خفية" وهي تكون كذلك كما تقول الفقرة الثانية من المادة ٤٤٧ المشار إليها إذا أثبت المشتري أنه كان لا يستطيع أن يتبينها بنفسه لو أنه فحص المبيع بعناية الرجل العادي ما لم يكن البائع قد أكد له خلو المبيع من هذا العيب أو تعمد إخفاءه غشاً منه.

وقضت المحكمة بإلغاء حكم أول درجة وإلزام المعرض بأن يؤدي للمشتري ٢٦,٥٠٠ دينار وهو ما يعادل قيمة المركبة ومبلغ ٥٠٥ دينار تعويضاً مادياً وأدبياً.