أفادت وزارة التربية والتعليم أنه في ضوء ما تم رصده من انتشار فيديو على مجموعة من وسائل التواصل الاجتماعي في مساء يوم ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٢م عبر برنامج (وتس أب) حيث ظهر في الفيديو صورة لسبورة بيضاء صغيرة الحجم وقد كسرت من الجانبين وحدث بها انحناء في الوسط مقروناً بتعليق مكتوب يدعي قيام معلمة بمدرسة عالي الابتدائية للبنين بضرب طالب بالصف الرابع الابتدائي بالسبورة على رأسه، ثم سرعان ما انتشر الفيديو ذاته والتعليق عبر بقية وسائل التواصل الاجتماعي.

وبمجرد ورود هذا الموضوع إلى وزارة التربية والتعليم، قامت الجهة المختصة ممثلة في إدارة العمليات التعليمية للمنطقة الثالثة بإجراء التقصي المطلوب والحصول على رقم تواصل ولي الأمر والاتصال به لمعرفة المزيد من التفاصيل ذات العلاقة بالفيديو المنتشر والتعليق المقرون به، حيث أكد ولي أمر الطالب صحة ما ورد في الفيديو والتعليق.

وعلى إثر ذلك، باشرت الإدارة المختصة التحقيق في هذه الواقعة من خلال إرسال فريق إلى مدرسة عالي الابتدائية للبنين وذلك للاستماع إلى إفادات جميع الأطراف المعنية بهذا الأمر ومن بينهم مديرة المدرسة وعدد من طلبة الصف الرابع الابتدائي وشهادة معلمة كانت متواجد خلال نفس الحصة الدراسية التي تم الادعاء بأن حادثة الضرب وقعت أثناءها. كما تم استدعاء المعلمة التي تم اتهامها بضرب الطالب للاستماع إلى إفادتها حول الموضوع.



وقد تبين من خلال التحقيق أن التاريخ الذي وقعت فيه حادثة الضرب المزعومة هو يوم الخميس الموافق ١٥ سبتمبر ٢٠٢٢م، أي قبل خمسة أيام من انتشار الفيديو والتعليق. كما بينت إفادات الطلبة الذين تم الاستماع إليهم بالصف الرابع الابتدائي أنه لم تقع أي حادثة ضرب في الفصل الدراسي وأنهم لم يشهدوا قيام المعلمة بضرب الطالب بالسبورة على رأسه. كما بينت إفادة إحدى المعلمات بالمدرسة، وقد كانت متواجدة داخل الفصل الدراسي، أن سمعت المعلمة توبخ الطالب حينما طلبت منه إخراج السبورة من شنطته ولاحظت أنها كانت مكسورة وتالفة، حيث أفادت المعلمة الشاهدة بأن الحوار الذي دار بين المعلمة والطالب كان في سياق لومه على إتلاف السبورة الجديدة، وأنها لم تشهد قيام المعلمة بضرب الطالب بالسبورة على رأسه.

وبمعاينة الفيديو المنتشر، يتبين أن التلف الواقع في السبورة لا يمكن أن يكون ناجمًا عن ضربة على الرأس وإنما يتضح أن التلف الحاصل في السبورة هو من خلال وضعها على طرف حاد والضغط عليها بشدة مما أحدث انحناء وزوايا على طرفي السبورة، حيث يتضح جليًا أن أثر الانحناء الظاهر في الفيديو لا يمكن أن يكون بسبب ضربة على الرأس.

كما تبين للجهة المختصة أن ولي أمر الطالب قد راجع المدرسة في صباح تاريخ ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٢ ليتقدم بشكوى حول الموضوع، أي بعد مرور خمسة أيام على الحادثة المزعومة، وقد قامت الإدارة المدرسية باستقبال ولي الأمر وطمئنته إلى أنها سوف تقوم بالتحقيق في هذه الشكوى واتخاذ ما يلزم من إجراءات حيالها. وفي نفس اليوم مساء، انتشر الفيديو والتعليق المذكورين على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

ونظرًا إلى ما وصلت إليه تحقيقات الجهة المختصة في هذا الموضوع بعدم صحة ما تم اتهام المعلمة به، وأن حادثة الضرب المزعومة لم تقع أساساً، وأن الفيديو والتعليق اللذين يزعمان أن الانحناء في جسم السبورة كان جراء ضرب المعلمة للطالب على رأسه لا صحة له إطلاقاً، فقد تقرر الآتي:

أولاً: حفظ الموضوع بالنسبة للمعلمة التي تم اتهامها بضرب الطالب على رأسه بالسبورة لعدم صحته من الأساس.

ثانياً: إحالة الفيديو والتعليق المقرون به إلى الإدارة العامة للجرائم الإلكترونية، للتحقق من مصدرهما واتخاذ الإجراءات القانونية بشأنهما، نظراً لما تضمناه من اتهامات غير صحيحة بحق معلمة شهدت لها الإدارة المدرسية وتقارير أدائها السنوية بالكفاءة والتميز والعطاء.

وتود وزارة التربية والتعليم في هذا المقام أن تهيب بالجمهور الكريم من أولياء أمور ومتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة تحري الدقة في التعامل مع مثل هذه المواضيع التي غالبًا ما تتسم بالكثير من المبالغات والملابسات التي لا تتفق مع الواقع، وذلك من واقع الخبرة الطويلة التي تتمتع بها الفرق المختصة بوزارة التربية والتعليم في التعامل مع مثل هذه القضايا الطلابية. كما تحث الوزارة كل من يريد الإبلاغ عن وجود أي حادثة اعتداء بدني أو لفظي على الطلبة في المدارس التقدم بالشكوى لدى إدارات المدارس بالدرجة الأولى والتي ستقوم بكامل مسؤولياتها في التعامل مع أي شكوى من هذا النوع،كما تأمل الوزارة من الجميع النأي عن تصوير ونشر مقاطع الفيديو التي تتعلق بهذه المواضيع نظراً لما قد تتسبب به من تشهير وإضرار بالكوادر التعليمية ومنتسبي المدارس الذين يعملون بكل أمانة وتفان في خدمة المسيرة التعليمية بمملكة البحرين.