الملك أرسى نموذجاً دستورياً يستجيب لأحدث الممارسات السياسية العالمية

أكد وزير شؤون الإعلام الدكتور رمزان النعيمي أن العملية الديمقراطية والحياة النيابية في مملكة البحرين تسير بخطى ثابتة وراسخة، وأن انتظام الانتخابات النيابية والبلدية بحسب مواعيدها دليل على ذلك، مشيراً إلى أن الاستعدادات جارية للانتخابات وكل المؤسسات تعمل لإنجاح هذا الحدث الوطني الكبير.

ونوه في حوار مع صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنه مع بزوغ فجر المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، جاء ميثاق العمل الوطني الذي أجمع عليه شعب البحرين بمبادئ واضحة وصريحة تضمن إقرار نموذج دستوري حديث يستجيب لأحدث الممارسات السياسية العالمية وأكثرها كفاءة.



وقال: "إنه مع اقتراب الدورة السادسة للانتخابات النيابية والبلدية نستطيع أن نؤكد نضوج التجربة البحرينية، وهي تجربة عريقة تعتبر امتداداً لتقليد راسخ في الممارسة السياسية للبحرين، حيث عرفت البحرين على مدى تاريخها الذي يتجاوز 230 عاماً الشورى نهجاً للعلاقة بين الحاكم والشعب، وكان ولا يزال صوت الشعب عاملاً مهماً في صناعة القرار الوطني، وهو ما تم تأطيره والحفاظ عليه ضمن مؤسسات الدولة البحرينية الحديثة".

وأوضح النعيمي أن الوزارة تفخر بتسخير كافة الجهود والإمكانات بجاهزية وكفاءة عاليتين من جميع منتسبي الوزارة وكوادرها الإعلامية والفنية والهندسية وفق خطة شاملة ومتكاملة لتغطية هذا الحدث الوطني ونقله إلى العالم بالشكل الذي يليق به.

وأكد أن هناك حماسة شعبية من المواطنين مع أولى مراحل الانتخابات المتمثلة في طرح جداول الناخبين، معرباً عن الفخر بمشاركة المرأة البحرينية في جميع الاستحقاقات الشعبية وصولاً إلى تبوئها رأس السلطة التشريعية عام 2018.

وعن واقع ومستقبل الصحافة المقروءة في البحرين، قال: "إن الصحف في البحرين تمتاز بمهنيتها وعملها الحر المستند إلى الثوابت الوطنية، وإنها تعد مصدراً مهماً لا يمكن الاستغناء عنه".

وأكد أن العمل الصحفي والإعلامي يلقى اهتماماً كبيراً من قبل جلالة الملك المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حيث تم تخصيص يوم للاحتفاء بالصحافة البحرينية وصدر في عهد جلالة الملك المعظم كثير من التشريعات التي تحمي الصحفيين وتحفظ حقوقهم المهنية كاملة، ومن المستحيل أن تجد في مملكة البحرين صحفياً يعاقب بسبب رأيه وقلمه.

وفيما يتعلق بالعلاقات البحرينية المصرية أكد النعيمي أن هذه العلاقات تمتاز بخصوصية فريدة، وتشكل نموذجاً للعلاقات الأخوية المشتركة التي يجمعها الهدف الواحد والمصير المشترك، وتتطابق رؤى البلدين الشقيقين حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وتشهد على الدوام تنامياً مستمراً واهتماماً وحرصاً كبيرين من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة.

وأكد أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة لمملكة البحرين ولقاءه بأخيه جلالة الملك المعظم، كانت زيارة تاريخية مهمة، وتوجت بتوقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بهدف توسيع أطر الشراكة وتعزيز العمل المشترك، وتأتي إيماناً بما يجمعنا من تاريخ وحاضر وتطلع إلى المستقبل في مواصلة التعاون في جميع المجالات التنموية، ونؤكد حرص المملكة على ترسيخ هذا التعاون ومواصلة العمل مع الأشقاء في مصر في كل ما من شأنه تحقيق الرخاء والازدهار للشعبين الشقيقين.

ونوه إلى أن الزيارات المتكررة بين قيادتي البلدين خلال الفترة الماضية تعد خير دليل على عمق الشراكة الأخوية والمستوى العالي من التنسيق المشترك لمواجهة التحديات المشتركة على المستويين الإقليمي والدولي، وقال: "دائماً ما نعتبر الرئيس السيسي بين أهله في البحرين مثلما يعتبر الشعب المصري الشقيق جلالة الملك المعظم بين أهله في مصر".

وأوضح أن مصر الشقيقة لم تتأخر يوماً عن دعم مملكة البحرين في مختلف محطاتها التاريخية، وكذلك هو الحال بالنسبة للبحرين التي لم ولن تتوانى عن القيام بدورها التاريخي المسؤول دفاعاً عن عمقنا العربي الإستراتيجي وبيت العرب الجامع، ونحن في البحرين قيادةً وحكومةً وشعباً نفخر ونعتز بما يجمعنا مع الأشقاء في مصر من أواصر تاريخية نسعى للحفاظ عليها وتطويرها دائماً.

وفيما يرتبط بالتعاون الإعلامي بين مصر ومملكة البحرين، أكد الوزير أنه منذ توقيع الاتفاقية الأولى في الشأن الإعلامي والثقافي بين البلدين الشقيقين في عام 1987 توالت العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات، ومن بينها توقيع بروتوكول التعاون في المجال الإعلامي خلال الزيارة الرسمية التي أجراها جلالة الملك المعظم تلبية لدعوة أخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2016.

وتطرق إلى اللقاء الأخوي التشاوري "قمة العلمين" بين قادة مصر والبحرين والإمارات والأردن والعراق التي عقدت في 22 أغسطس الماضي، حيث أكد أن هذا اللقاء الأخوي التشاوري جاء في ظل ظروف معقدة تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، وكان لا بد لمثل هذه اللقاءات الأخوية من تنسيق المواقف وتوحيد الجهود إيماناً من مصر العروبة والدول المشاركة في هذا اللقاء بأن الحوار هو السبيل الأنجح لمواجهة التحديات وحلها.

وأشار إلى أن هذا اللقاء لم يكن الأول من نوعه، بل تقود الدول المشاركة في هذا اللقاء جهداً عربياً جماعياً هادفاً إلى تحقيق الأمن والسلم الدوليين بدعم الأشقاء في الدول العربية، مؤكداً أن مثل هذه اللقاءات ستبقى شاهدة على وحدة الصف وتطابق الرؤى بين قادة الدول العربية لما فيه خير وازدهار دولها وشعوبها.

وفي سياق آخر، أكد الوزير أن اجتماع وزراء الإعلام العرب الذي عقد مؤخراً كان مثمراً، ونتج عنه مجموعة من المبادرات الهادفة إلى تقويم مسار الإعلام العربي، وشهد تجديد الموقف الداعي إلى وقف الخطاب الإعلامي الدخيل على ثقافة مجتمعاتنا العربية، والذي لا يزال يتربص بدولنا وشعوبنا، وهذا يتطلب تفكيراً متزناً ومقاربات موحدة وجماعية تضع الوطن فوق كل اعتبار.

وأوضح أن الاجتماع قام بمراجعة كل البنود المطروحة على جدول أعمال الاجتماع، ومنها ميثاق الشرف الإعلامي والإستراتيجية الإعلامية العربية والخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة وغيرها، كما تم تأكيد أهمية التنسيق المستمر بين الدول العربية في مجال الإعلام الإلكتروني.

وفيما يخص الإستراتيجية الإعلامية العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف، أوضح الوزير أنه تم صياغة هذه الإستراتيجية في ضوء أسباب عدة تفرض وجودها، وتأتي في سياق الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.

وقال: "عانت منطقتنا العربية من توغل هذا الفكر من خلال تنظيمات إرهابية تقوم على ترويج أفكارها الهدامة، وهذه الإستراتيجية تعد خارطة طريق طموحة تسعى لتوحيد جهود الإعلام العربي في التصدي للأفكار المتطرفة وتوعية الرأي العام العربي بأهمية الترابط العربي وخصوصاً لدى فئة الشباب التي تعد النسبة الكبرى من مواطني الدول العربية، فالإستراتيجية تستهدفهم بشكل مباشر، حيث إنها تدعو إلى حماية النشء من مخاطر التقنيات الحديثة".

وأكد أن البحرين لديها تجارب ناجحة في هذا المجال، وهي على استعداد لتبني كل البرامج والمبادرات الساعية لتحقيق أهداف هذه الإستراتيجية بالتعاون مع الدول العربية كافة.

وشدد على أن الإعلام والمسؤولية وجهان لعملة واحدة، ومتى ما غابت المسؤولية المهنية والأخلاقية، فإن الإعلام سيتحول من سلاح وطني للبناء والتنمية والتثقيف إلى معول هدم للأفكار والقيم والمجتمعات.

وأكد أن المسؤولية التاريخية تحتم على المسؤولين عن قطاع الإعلام في العالم العربي الكبير تعزيز سبل التنسيق البينية للخروج بآليات عمل ومقترحات عملية وبنّاءة تمكّن الإعلام العربي من القيام بدوره الوطني على الوجه الأكمل، وترسّخ الوعي بالقيم والثوابت العربية والإسلامية في وجدان الشعوب العربية وتحيي شعور الانتماء للقضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.