زهراء حبيب

في دورتها السادسة والسبعين، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة 24 يونيو من كل عام يوماً عالمياً للمرأة في العمل الدبلوماسي، ودعت كافة الدول الأعضاء وكيانات منظومة الأمم المتحدة الاحتفال بهذه المناسبة تكريماً لجهود المرأة أينما كانت في السلك الدبلوماسي، وكونها عضواً في الأمم المتحدة لم تألُ البحرين جهداً في إبراز دور المرأة البحرينية في هذا الجانب.
بدأت البحرين الانخراط في المجال الدبلوماسي في الثاني والعشرين من سبتمبر عام 1971 عندما رُفع علم المملكة في مقر الأمم المتحدة للمرة الأولى، بعد دخولها رسمياً إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، ومنذ ذلك التاريخ تمكّنت البحرين من توسيع شبكة علاقاتها الدبلوماسية وعززت حضورها الدبلوماسي على جميع الأصعدة.
ولم تتوانَ المرأة البحرينية في إبراز قدراتها وإمكانياتها في هذا الجانب من العمل الوطني، واستطاعت اللحاق بمسيرة العمل في المجال الدبلوماسي، انطلاقاً من عملها كدبلوماسية في وزارة الخارجية عام 1972، وعُيّنت كمستشار في البعثة الدائمة للبحرين لدى الأمم المتحدة 1988، وتمّ تعيينها كسكرتير ثالث بإدارة الشؤون العربية 1991، وسكرتير ثانٍ بإدارة شؤون مجلس التعاون في 1992.
وفي العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حظيت المرأة بمكانتها وكانت باكورة تلك الرعاية صدور الأمر الملكي السامي بتعيين أول سفيرة لمملكة البحرين في فرنسا، والتي اختيرت فيما بعد كسفيرة غير مقيمة لدى بلجيكا والاتحاد السويسري وإسبانيا ومندوب دائم لدى منظمة اليونسكو، وأول وزيرة مفوضة في وزارة الخارجية عام 2001.
وجاء عام 2006 ليتم ترشيح امرأة بحرينية لرئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ وتحقق ذلك لتكون أول امرأة عربية ومسلمة تتولى هذا المنصب رفيع المستوى، بعدها بعام تم تعيين ثاني سفيرة في تاريخ البحرين في جمهورية الصين الشعبية، كما جرى تعيين امرأة كقائم بأعمال سفارة البحرين في دولة الكويت بدرجة مستشار.
وفي 2008 تمّ تعيين ثالث سفيرة للمملكة وذلك بالولايات المتحدة الأمريكية، بعدها بثلاث سنوات جرى تعيين رابع سفيرة في المملكة المتحدة، كما جرى في عام 2011 تعيين بحرينية كوكيل مساعد للشؤون العربية والأفروآسيوية والمنظمات بوزارة الخارجية قبل أن تصبح وكيلاً للوزارة في سابقة على مستوى الوطن العربي عام 2017، وفي عام 2012 تم تعيين امرأة بحرينية كمدير لإدارة شؤون الأمريكيتين بوزارة الخارجية، وبعدها بعامين جرى تعيين امرأة بحرينية أخرى لتتولى إدارة الشؤون الأوروبية بالوزارة.
وجاء تعيين خامس سفيرة لمملكة البحرين لدى دوقية لوكسمبورغ الكبرى ومملكة الدنمارك، وممثلة للبحرين في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي عام 2015، بعدها بعام تم تعيين مديرة تنفيذية في أكاديمية الشيخ محمد بن مبارك للدراسات الدبلوماسية بدرجة وكيل وزارة مساعد، وفي عام 2017 جرى تعيين أربع مديرات في عدد من الإدارات العامة بوزارة الخارجية، وفي عام 2019 جرى تعيين امرأة بحرينية كقائم بأعمال سفارة مملكة البحرين لدى مملكة ماليزيا.
وأكدت المرأة البحرينية دورها في السلك الدبلوماسي وجدارتها بشغل مناصب دبلوماسية مهمة على مستوى دولي، منها تولي الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2006، وتعيين فوزية زينل رئيسة الدبلوماسية البرلمانية سفيرة لمملكة البحرين لدى جامعة الدول العربية والمندوب الدائم للمملكة لدى جامعة الدول العربية، وسفيرة البحرين في جمهورية مصر العربية.
وللمرأة البحرينية إسهامات مشهودة في خدمة وطنها منذ سبعينات القرن الماضي، وكانت لها جهود مشرّفة في البعثات الدبلوماسية، وكان لها حضور بارز وفعّال في اللجنة التي أعدت ميثاق العمل الوطني والتي تألفت من 46 عضواً، بينهم ست سيدات، وبلغت مكانة مرموقة محلياً ودولياً كرئيسة سابقة للجمعية العامة للأمم المتحدة وعضو في منظمات إقليمية، وتمثل المرأة نسبة 37% من موظفي وزارة الخارجية، ونحو 38% من الكوادر الدبلوماسية.
كما شكّل عام 2011 علامة فارقة بالنسبة للمرأة البحرينية، حيث ضمنت التعديلات التشريعية التي قدمّها ميثاق العمل الوطني حصولها على حقوقها السياسية الكاملة بحماية دستور مملكة البحرين لعام 2002، وتشمل حق المرأة في الترشح للانتخابات النيابية والبلدية، وانتخاب البرلمان البحريني فوزية زينل رئيسةً للعام 2018، لتكون بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب.