مؤكدًا أن هذه الجائزة إضافة حضارية لترسيخ التآخي وتتويج للمبادرات الإنسانية لجلالة الملك ..

أشاد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالأمر الملكي السامي من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه بإنشاء جائزة الملك حمد للتعايش السلمي؛ تجسيدًا للأهداف والمبادئ المستخلصة من تاريخ وحضارة مملكة البحرين عبر عصورها، والمتمثلة في الانفتاح على جميع الحضارات والأديان والثقافات، وتعزيز قيم التعايش والسلم العالمي والعيش المشترك بين البشر، وتشجيعًا للأعمال والجهود الرائدة في مجال حوار الحضارات والتعايش.

وأكد المجلس أن إنشاء هذه الجائزة المباركة ليأتي تتويجًا للمبادرات الإنسانية السامية لجلالة الملك المعظم، كما أنه يعد إضافةً حضاريةً لترسيخ أسس التآخي والتعاون، ويؤكد مضي مملكة البحرين بقيادة جلالته رعاه الله في حمل رسالتها الخيرة تجاه البشرية جمعاء بإعلاء قيم التعايش والوئام، وفي نهجها الراسخ في تكريس التعايش الإنساني باعتباره ركيزةً أساسيةً من ركائز الأمن والتنمية والسلام حول العالم.

كما أعرب المجلس، في جلسته الاعتيادية التاسعة عشرة في دورته الخامسة التي انعقدت صباح اليوم الثلاثاء برئاسة معالي الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس، عن تهنئته بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لتأسيس المجلس الأعلى للمرأة، منوهًا بالجهود الخيرة التي يضطلع بها المجلس بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، بما يسهم في تعزيز المنجزات الوطنية التنموية في مختلف المجالات.

وفي موضوع منفصل، رحب المجلس باعتماد نتائج خريجي الفوج الثاني من طلبة كُلِّيَّة عبد الله بن خالد للدراسات الإسلامية للعام الدراسي (2023/2024)، معربًا عن تهانيه للطلبة الخريجين، وتقديره لجهود مجلس أمناء الكُلْيَة، وهيئتيها الإدارية والتعليمية، سائلًا الله تعالى للكلية ومنتسبيها دوام التوفيق والسداد لخدمة الدين والوطن.

كما هنَّأ الجميع بمناسبة قرب بدء العام الدراسي الجديد وعودة الطلاب والطالبات إلى نشاطهم العلمي المبارك، داعيًا الهيئات الإدارية والتعليمية إلى الاضطلاع بدورها الجليل في بناء الأجيال القادمة بالعلم والفضيلة والخلق الكريم، مؤكدًا أهمية التعاون بين أطراف العملية التربوية والتعليمية لتخريج جيلٍ واعٍ ومعطاءٍ مسلَّح بالعلم والمعرفة والأدب، ومحصَّن بالدين والقيم والأخلاق، ليكون قادرًا على حمل أمانة المستقبل، مشددًا في الوقت نفسه على ضرورة أن يركز الطلاب على تحصيلهم وألا يشتتوا أنفسهم في أمور تؤثر فيه سلبًا، سائلًا الله تعالى أن يوفق أبناء وبنات مملكة البحرين لمزيد من التفوق والنجاح.

إلى ذلك، ندد المجلس بالانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد المدنيين والأبرياء العزل في قطاع غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، والاستفزازات المتكررة بانتهاك الحرمات والمقدسات الإسلامية في القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، داعيًا إلى تضافر الجهود الإسلامية والعالمية للوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة، ووقف الانتهاكات الجسيمة، وحفظ الحرمات، وإعطاء الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المسلوبة في إقامة دولته المستقلة.

بعد ذلك، بحث المجلس الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، واستهلها بالوقوف على آخر المستجدات الهيكلية في معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم، وقرر التمديد لأعضاء المجلس العلمي للمعهد لمدة أربع سنوات أخرى، مشيدًا بما يضطلعون به من دور مهم في إعداد ومراجعة الخطط والأداء الأكاديمي والمناهج والمقررات الدراسية بالمعهد، وبرامج الدورات المتخصصة في مجال القرآن الكريم وعلومه الشريفة، وذلك وفقًا للأسس والمعايير العلمية المتبعة في المؤسسات التعليمية المتخصصة.

واستعرض المجلس مذكرة من الأمانة العامة بشأن المشاركة في المؤتمر التاسع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم الذي انعقد أواخر الشهر الماضي في القاهرة تحت عنوان (الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع)، وأخذ علمًا بما بحثه المؤتمر من محاور وموضوعات، وما خرج به من توصيات وقرارات.

ثم اطلع على مذكرة من الأمانة العامة بشأن الانتهاء من الخرائط والرسومات الهندسية النهائية لمشروع إنشاء مبنى لمواقف السيارات متعدد الأدوار الذي يأتي استكمالًا لمشروع بناء جامع الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود في أم الحصم. ويتكون المشروع من ستة أدوار، ويستوعب 300 سيارة، ويتم تمويله وتنفيذه من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه بالمملكة العربية السعودية الشقيقة. وقد أعرب المجلس عن شكره وترحيبه بذلك، موجهًا الأمانة العامة إلى المباشرة في استصدار التراخيص اللازمة، والتنسيق مع جميع الجهات المختصة للبدء في تنفيذ المشروع في أسرع وقت ممكن.

وفيما يتعلق بمشروعات إعمار الجوامع؛ فقد بحث المجلس طلبين منفصلين من إدارة الأوقاف السنية وإدارة الأوقاف الجعفرية بإنشاء جامعين جديدين في ضاحية الرملي وأبدا المجلس موافقته المبدئية على أن يتم استكمال باقي الإجراءات بشأنهما. كما اطلع على طلب جديد من إدارة الأوقاف السنية بشأن هدم وإعادة بناء جامع أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها في منطقة عراد، مرفقًا به الخرائط والرسومات الهندسية للمشروع، وقرر المجلس إحالة الطلب على لجنة متابعة إنشاء الجوامع وملحقاتها للدراسة وإبداء الملاحظات.

كما وافق المجلس على طلب إحدى المكتبات المحلية لاستخدام الأصول الإلكترونية لطباعة عشرين ألف نسخة من مصحف البحرين في ضوء الضوابط والاشتراطات الموضوعة لذلك. واختتم المجلس جلسته ببحث ما يستجد من أعمال، والاطلاع على الرسائل الواردة، واتخذ بشأنها ما يلزم.